قتل شخصان في وقت متأخر ليل الثلاثاء في مواجهات بين مجموعات مسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبلبنان، وفق ما أفاد مسؤول فلسطيني. وأورد المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته ان القتيلين هما طلال المقدح، العنصر في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودياب محمد الذي يعمل بائع عصير. ولفت إلى اصابة ستة اخرين في المواجهات حالة احدهم حرجة. وقال المصدر نفسه «إن مسلحين بدأوا يطلقون النار على عنصرين في (جماعة) جند الشام (المتطرفة) ثم حصل تبادل لاطلاق النار بين جند الشام وحركة فتح». واضاف «الوضع متوتر للغاية وقد انتشر عشرات المسلحين في شوارع المخيم المجاور لمدينة صيدا». فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن مجهولين أطلقوا النار على عنصرين من «جند الشام» بمخيم عين الحلوة ما أدى إلى توتر في المنطقة وحدوث إطلاق نار. وتسببت المعارك بنزوح عشرات من العائلات من المخيم، بينها عائلات كانت نزحت قبل عامين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا. وتراجعت حدة التوتر وسجل اطلاق نار متقطع. من جهتها اعتبرت «القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة» في بيان «ان ما يشهده مخيمنا، من أحداث وما يتم التداول فيه من اشاعات واستنفارات وظهور للمسلحين والمقنعين هنا وهناك يجعلنا جميعا نعيش حالة انعدام للأمن والاستقرار في المخيم، ويؤثر على سمعتنا داخليا وخارجيا». واضاف البيان: «حرصا منها على إعادة الأمور إلى نصابها، وسحب فتائل التفجير، وايجاد أجواء أمنية ملائمة. قامت القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة بإجراء اتصالات مع كافة القوى والمسؤولين محليا ومركزيا وفي مقدمتهم الأخ سفير دولة فلسطين وكبار مساعديه وممثل حركة حماس في لبنان الأخ علي بركة وتم الاتفاق على سحب المسلحين ومنع الظهور المسلح ومنع إطلاق النار». وختم البيان: «نطمئن أهلنا في المخيم إلى أن الوضع سيهدأ تدريجيا بإذن الله، على أمل أن نصل إلى حالة إيجابية من الأمن والاستقرار في المخيم». ويأتي اندلاع هذه المواجهات بعد ثلاثة أيام من مقتل القيادي في حركة فتح طلال الاردني بأيدي مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية بينما كان يمر سيرا مع مرافقين له في الطرف الجنوبي من عين الحلوة. وكان الاردني قائد كتيبة في جهاز الأمن الوطني المسؤول عن أمن المخيم. ولا تدخل القوى الامنية اللبنانية المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعا من الأمن الذاتي داخل المخيمات. وثمة مجموعات عسكرية متعددة المرجعيات داخل مخيم عين الحلوة الذي يعتبر من اكبر مخيمات لبنان واكثرها كثافة سكانية. وهو يؤوي ايضا مجموعات جهادية وخارجين عن القانون.