صرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن تركيا تسعى لإعادة نحو 2 مليون لاجئ سوري إلى شمال سوريا بعد تطهير المناطق هناك من الجماعات الإرهابية، وأكد أن مواصلة عملية السلام مع الأكراد "مستحيلة" إذا واصل متمردو حزب العمال الكردستاني في شن هجمات دموية على قوات الأمن التركية. وقال في مؤتمر صحافي في انقرة قبل أن يبدأ جولة تستمر أربعة أيام في الصين واندونيسيا: "من المستحيل الاستمرار (في عملية السلام) مع الذين يهددون الوحدة الوطنية". وأكد اردوغان أن العمليات العسكرية ضد الناشطين الأكراد ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي ستستمر ب "العزم نفسه". وقال: إن "التراجع غير وارد. هذه العملية ستستمر بالعزم نفسه". وأكد أن قيام "منطقة أمنية" خالية من تنظيم داعش في شمال سوريا سيسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وإن "تطهير هذه المناطق سيسمح بعودة" اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا وعددهم يقارب 1,8 مليون نسمة إلى بلادهم، في وقت يبحث الحلف الأطلسي طلبا من أنقرة بشأن الوضع الأمني في تركيا في وقت قررت فيه الولاياتالمتحدةوتركيا تعزيز تعاونهما العسكري للقضاء على تنظيم داعش في شمال سوريا. وقال مسؤول أميركي كبير: إن الشراكة الجديدة بين الولاياتالمتحدةوتركيا "تهدف إلى إقامة منطقة خالية من تنظيم (داعش) وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا". وتم الكشف عن الاتفاق الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة، فيما أثارت أنقرة غضب الأقلية الكردية على أراضيها بقصف مدينة يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، وفيما تواصل طائراتها قصف أهداف الانفصاليين الأكراد في شمال العراق. وتسعى تركيا إلى كسب دعم معنوي لحملتها ضد داعش في سورياوالعراق، ورغم أنها عضو في حلف شمال الأطلسي إلا أنها لم تعلن عن مساعدة عسكرية من حلفائها. ولا تسعى تركيا وراء البند الخامس الذي يلزم الحلفاء ببحث تقديم مساعدة عسكرية، لكنها طلبت إجراء مشاورات عاجلة مع ال 27 دولة غربية في بروكسل، بموجب البند الرابع من معاهدة تأسيس الحلف الأطلسي الذي يسمح لأي عضو من أعضائه وعددهم 28 عضوا بطلب إجراء مشاورات مع الحلفاء الآخرين إذا شعر بأن أمنه مهدد. ولجأت أنقرة إلى البند الرابع مرتين عام 2012 لطلب إجراء مشاورات مع حلفائها بشأن الصراع في سوريا خاصة بعد اشتباك جوي مع دمشق. لكن أشخاصا مطلعين على المناقشات قالوا إن تركيا لم تطلب أثناء التحضير لاجتماع أمس أي دعم جوي أو بالقوات من أعضاء الحلف. وقال ينس شتولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: إن الحلف يتضامن بقوة مع تركيا. وأضاف مفتتحا الاجتماع في بروكسل: "بموجب البند الرابع من معاهدة واشنطن يمكن لأي عضو من أعضائه طلب إجراء مشاورات في أي وقت إذا رأى أن أراضيه أو استقراره السياسي أو أمنه مُعَرض للخطر. وتركيا طلبت هذا الاجتماع في ضوء الوضع الخطير القائم." وقتل مهاجم انتحاري من تنظيم داعش 32 شخصا أغلبهم من الطلاب في بلدة سوروج في جنوب شرق تركيا، الأسبوع الماضي. وقال شتولتنبرج: "نقدم تعازينا للحكومة التركية ولعائلات الضحايا الذين طالتهم هذه الأعمال الإرهابية البشعة. لا يمكن على الإطلاق التغاضي عن الإرهاب بكل أشكاله أو تبريره". وأضاف: "انعقاد هذا الاجتماع لمعالجة عدم الاستقرار على أعتاب تركيا وعلى حدود حلف الأطلسي أمر سليم يجيء في الوقت المناسب. حلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". وأعلن ستولتنبرج عقب المحادثات الطارئة التي عقدها سفراء الحلف، أمس، في بروكسل :"لم تطلب تركيا أي تواجد عسكري إضافي للناتو بها". وأضاف أن :"تركيا حليف قوي، تتمتع تركيا بقوات مسلحة عالية القدرة - حيث إن لديها ثاني أكبر جيش بين الدول الأعضاء في الحلف". ميدانيا، في سوريا، تمكنت قوات نظام بشار الأسد ووحدات حماية الشعب الكردية، أمس، من طرد تنظيم داعش من مدينة الحسكة بعد معارك استمرت حوالى الشهر، وأن الطرفين تكبدا خسائر بشرية فادحة بلغت في مجموعها نحو 300 قتيل، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان داعش نفذ هجوما على مواقع قوات الأسد في المدينة في 25 حزيران/يونيو تمكن خلاله من السيطرة على بعض الاحياء الجنوبية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "تمكنت قوات النظام من طرد التنظيم من آخر موقع كان يسيطر عليه في حي الزهور في جنوب الحسكة". وأشار إلى استمرار "الاشتباكات في الضواحي الجنوبية للمدينة مع عناصر من التنظيم محاصرين، فيما يتم تمشيط حي الزهور ومناطق اخرى بحثاً عن عناصر قد يكونون مختبئين". وتتقاسم وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة مع قوات النظام. وبعد ايام من بدء الهجوم، انضم الاكراد الى المعركة وفتحوا جبهة اخرى في جنوبالمدينة، وحققوا تقدما كبيرا بدعم من مقاتلين من عشائر عربية، أدى خلال الأيام الأخيرة إلى محاصرة الداعشيين في أجزاء صغيرة في جنوبالمدينة. وقال عبد الرحمن: إن المعركة تسببت بمقتل 120 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين له وعشرات المقاتلين الأكراد. كما قتل 287 عنصرا من تنظيم داعش، بينهم 26 مقاتلا تحت سن الثامنة عشرة. وقضى هؤلاء في الاشتباكات وفي تفجيرات انتحارية وفي غارات نفذها الائتلاف الدولي بقيادة اميركية في محيط المدينة خلال فترة المعارك. واستخدم التنظيم الداعشي 21 سيارة مفخخة في العمليات الانتحارية، بالاضافة الى تفجير انتحاريين انفسهم خلال الاقتحامات. ونزح خلال الأيام الأولى للمعركة حوالى 120 ألف مدني من الأحياء التي شهدت معارك، بحسب أرقام الأممالمتحدة. وأفاد المرصد السوري من ناحية ثانية، إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما كبيرا على مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية في شمال غرب سوريا في محاولة للتقدم نحو منطقة ساحلية ذات أهمية حيوية لنظام الأسد، على غرب سوريا. ووصف مصدر عسكري من النظام السوري الهجوم بأنه كبير وواسع النطاق. ويسعى مقاتلو المعارضة للزحف إلى سهل الغاب وهي منطقة مهمة للدفاع عن المرتفعات الساحلية التي تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الأسد. وقال أنصار جيش الفتح وهو تحالف للمعارضة يقاتل في المنطقة: إن المقاتلين استولوا على محطة للقوى الكهربية في المنطقة ليصل الى 16 اجمالي عدد المواقع التي انتزعوها من قبضة القوات الحكومية في الهجوم. وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا مستندا لشبكة مصادر على الأرض: إن مقاتلي المعارضة وبينهم مقاتلو جبهة النصرة استولوا على مواقع تسيطر عليها قوات الأسد خارج بلدة جسر الشغور وتقدموا نحو الطرف الشمالي لسهل الغاب، ليل الإثنين الثلاثاء. وقال مدير المرصد: إن قوات الأسد شنت هجوما مضادا واستردت أراضي كانت قد انتزعت منها في سهل الغاب. وقال المصدر العسكري: إن المعارك لا تزال دائرة في المنطقة بين الجيش ومهاجمين متشددين وصفهم "بالإرهابيين". وكان مقاتلو المعارضة وبينهم مسلحو جبهة النصرة قد استولوا على جسر الشغور في مايو/ أيار الماضي، وذلك في إطار هجوم أوسع نطاقا أسفر عن طرد القوات الحكومية السورية من جميع المناطق تقريبا في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد.