دعت مسرحية (راسك يا وطن) -والتي أطلقت أولى عروضها مساء أمس الاول على خشبة مسرح مهرجان القطيف- لتعزيز التآلف الإنساني وتوثيق عرى التلاحم بين أبناء الوطن العربي والارتقاء عن الاختلافات والتركيز على كل ما من شأنه وحدة الوطن. وتغنى أبطال المسرحية الفنان القدير جعفر غريب، وناصر الظافر، وسعود الصفيان وأحمد الحمدان، وأحمد الناجم، ومحمد آل إسماعيل، وعبدالكريم الشيخ، وعلي المعني، وعقيل المحسن وراكان الظافر، ومحمد الحلال بشعار (في الوعي والتكاتف اتحاد وقوة)، داعين من خلالها لنبذ الفرقة وتوحيد الكلمة ومحاربة كل من يسعى لنشر داء التشتت. وتدور أحداث المسرحية التي ألفها وأخرجها الفنان محمد الحلال حول شخصيات من دول عربية مختلفة يسكنون في عمارة واحدة منهم (سوداني وسعودي ومصري، وعراقي، ويمني، وسوري) يتعرضون في سكنهم لمهاجمة بعض الحشرات والصراصير ويفشلون في طرق القضاء عليها ومحاربتها؛ نظرًا لعدم توحدهم على كلمة سواء بسبب اختلاف توجهاتهم. وأظهرت المسرحية مشاهد الاستسلام والخضوع لهذه الحشرات حيث قرر الجميع الخروج من العمارة والانتقال لسكنٍ آخر، ليظهر حينها صوت (أبو جاسم) الذي يقوم بدوره المؤلف والمخرج محمد الحلال وهو ينادي بالتأني، ومحاربة كل مواطن الاختلاف وتعزيز روابط التكاتف والتآزر والقضاء على بؤرة التناحر. ونجحت المسرحية بتجسيد أسمى وأنبل صور قيم التعاون والتعايش، بعد أن استطاع الجيران حل تلك القضية البسيطة خلال دقائق معدودة بعد أن قرروا التخلص من الوباء، بعد أن اكتشفوا صاحب المخطط الخطير الذي كان يعيش بالقرب منهم والمتمثل بدور (عامل نظافة) كان يعمل في وكره الإرهابي لتنفيذ خطته بتفجير العمارة بعد أن أغراه البعض بالأموال وجعلوا منه عميلا ومخربا. وعن هدف المسرحية ذكر الفنان محمد الحلال أنه لا يعد جديدًا على الأمة العربية، منوهًا إلى أن الرسالة التي تم توجيهها هي ضرورة حث الناس على المبادئ الإنسانية في الوحدة والمحبة والاخاء، والتي من شأنها أن تكون قوة للمجتمع وخطوة للارتقاء نحو أفضل المستويات. وأشار إلى أن رؤيته لمشاكل المجتمع والأمور البسيطة التي أصبحت سببًا في تخلخل العلاقات بين أفراد المجتمع وتدهورها دعته لتشبيهها في المسرحية بالحشرات التي تعد في الأصل صغيرة ولا حجم لها. وأفاد أن تلك المشاهد ما كانت إلا إسقاطات حول الوضع العربي وما يهجم عليه من أناس وضيعين أمثال المنظمات الارهابية ك(داعش، والنصرة) ممن تغلغلوا ليهدموا البيت العربي والعمارة والبناء. وبين الحلال ما للفن من تأثير كبير على الجمهور على المدى الطويل سواء إيجابًا أو سلبًا فيما لو تم استغلاله بالفعل كمحرض لحلحلة ومعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية، منوهًا لكونه أداة خطيرة جدًا اعتمدت عليها الحضارات الإنسانية بشكلٍ كبير في ترويج ثقافتهم وأفكارهم وطموحاتهم وحتى ديانتهم. ووجه عتابه للمسؤولين والجهات الراعية والشركات والمجتمع في المنطقة الشرقية لما يلقاه الشباب العامل في المسرح من قلة الدعم، داعيًا إياهم للحضور من أجل أن يستمر أولئك الذين بذلوا كل جهودهم لإيصال رسالة حق وتقديم فن، والذي لا تتكون الحضارة إلا من خلاله. جدير بالذكر مشاركة مدن درويش في تصميم وتنفيذ ديكور المسرحية، فيما العلاقات العامة عبير يوسف والإدارة المسرحية حسن عباس، وحسين السيهاتي ومحمد الخميس والإشراف العام راني السيهاتي.