بعد انقضاء أيام العيد وكالعادة فقد بدأنا نرى في مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومناظر تعكس، ليس فقط قلة الوعي عند الكثير من المواطنين، بل عدم وجود أي وعي. للأسف لا يوجد لدى الكثير في مجتمعنا الاهتمام بالأماكن العامة. لا نهتم بنظافة شاطئ جميل أو استراحة أو دورة مياه عامة. وأغرب من ذلك هو تبجح البعض ومقارنة نظافة المرافق العامة في الخارج بنظافتها لدينا في الوقت الذي نحن من يقوم بتشويه كل شيء. والمحزن في الأمر هو أن المواطن لا يعرف أنه هو من سيقوم بدفع الفاتورة الخاصة بتنظيف الأماكن العامة. ففي الأيام القليلة الماضية تم تداول صور هي أقرب للقبح منها لعدم الاهتمام. في الصور رأينا جميع أنواع الفضلات في شواطئ واستراحات وغيرها. ولهذا السبب نرى أن مجتمعنا هو الوحيد الذي ترى فيه عمال النظافة ومنذ الصباح الباكر في الشوارع لكي يلتقطوا ما قام برميه أفراد مجتمعنا من نفايات دون مراعاة للذوق العام أو حتى لتعاليم الدين الإسلامي. وفي نهاية المطاف تضطر أمانات وبلديات جميع المناطق لإحضار عمال نظافة من بلاد بعيدة في هدر واضح في المال العام. فلو كان كل مواطن لديه أدنى حس بالمسؤولية لما احتجنا جلب عشرات الآلاف من الأيدي العاملة غير الماهرة لتقوم بمهمة واحدة.. وهي التقاط ما نقوم برميه من مخلفات. وفي نهاية اليوم يأتي من ينتقد دور البلديات في نظافة الشوارع. والأغرب من ذلك هو أن نفس المواطن لا يتجرأ على رمي أي نفايات عندما يكون في الخارج. المواطن يجب أن يعي أن البلديات ليست مسؤولة عن النظافة في كل جزء في النطاق العمراني, بل المواطن هو المسؤول الأول. ولا نريد من المواطن أن يقوم بتنظيف الشارع, بل المطلوب فقط أن لا يرمي أي شيء. فالمواطن في نهاية المطاف هو من سيقوم باستخدام الشارع ومن سيقوم بالعودة للأماكن العامة. ولكن وللأسف فإن الثقافة العامة فيما يخص نظافة المرافق العامة لا تأتي بين يوم وليلة. ولكنها شيء يجب أن يتعلمه الفرد في المجتمع منذ الصغر. فالبيت يجب عليه أن يقوم بتنبيه ابنه أو بنته منذ الصغر معنى كلمة احترام المكان العام وتعليم الكل منذ الصغر عن أهمية النظافة وأثرها على المجتمع. فنظافة الأماكن العامة انعكاس لرقي كل فرد فيه ومدى ثقافته. فما فائدة من يحمل شهادة علمية وهو لا يحترم المكان العام. وما الفائدة عندما يسافر المواطن ويحترم قوانين البلد الأجنبي في الوقت الذي لا يحترم فيه قوانين بلده. وفي الوقت الحالي نحن في مجتمع يعتبر من أكثر المجتمعات الاستهلاكية في العالم في كل شيء. سواء أكان ذلك كميات المواد الغذائية التي يتم رمي نصفها في سلال المهملات أو المواد غير المتحللة مثل البلاستيك التي تشوه وتضر كل شيء. ومع ذلك نحن أقل مجتمع يهتم بنظافة الأماكن العامة ونتباهى عندما نعطي عامل نظافة قارورة ماء.