ارتفاع أسعار النفط عند التسوية    أمير القصيم يكرم بندر الحمر    نائب أمير الرياض يعزي رئيس مركز الحزم بمحافظة وادي الدواسر في وفاة والدته    نجل بولسونارو: والدي دعم ترشحي لرئاسة البرازيل في 2026    البيت الأبيض: أوروبا معرضة لخطر «المحو الحضاري»    اكتشاف استثنائي لمئات التماثيل الجنائزية بمقبرة تانيس في مصر    سالم الدوسري عن قرعة المونديال : لكل حادث حديث... حالياً تركيزنا على كأس العرب    أمير الرياض يتوج الفائزين بأول السباقات الكبرى على كأسَي سمو ولي العهد للخيل المنتَجة محليًّا ولخيل الإنتاج والمستورد    مساعد رينارد يتفوق عليه في فوز الأخضر الكبير بكأس العرب    الأخضر يتغلب على جزر القمر بثلاثية ويتأهل لربع نهائي كأس العرب    جمعية ريف تُكرَّم في المنتدى الدولي للقطاع غير الربحي لحصولها على شهادة الاستثمار ذي الأثر الاجتماعي عن مشروع "مطبخ طويق"    منتخب السعودية يتأهل لربع نهائي كأس العرب بالفوز على جزر القمر    المكسيك تواجه جنوب إفريقيا في افتتاح كأس العالم 2026    الأخضر الأولمبي يتغلب على البحرين بخماسية في كأس الخليج    تقارير.. حقيقة خروج نونيز من الهلال في الشتاء    نادي وسم الثقافي بالرياض يعقد لقاءه الشهري ويخرج بتوصيات داعمة للحراك الأدبي    سيبراني تختتم مشاركتها في بلاك هات 2025 وتُعزّز ريادتها في حماية الفضاء السيبراني    جامعة القصيم تحصد الجائزة الوطنية للعمل التطوعي لعام 2025    Gulf 4P, CTW & Mach & Tools 2025 المنصّة الإقليمية الرائدة للابتكار والتقدّم الصناعي    بمشاركة 3000 مستفيدًا من منسوبي المساجد بالمنطقة … "الشؤون الإسلامية" تختتم برنامج "دور المسجد في المجتمع" لمنسوبي مساجد الشريط الحدودي بجازان    خطيب المسجد النبوي يبيّن مكانة آية الكرسي وفضلها العظيم    الدكتور المعيقلي يزور مقر الاتحاد الإسلامي في جمهورية مقدونيا الشمالية    مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يفوز جائزة أفضل مشروع حكومي عربي لتطوير القطاع الصحي    الذهب يستقر مع ضعف الدولار وسط رهانات خفض أسعار الفائدة وتراجع عوائد السندات    مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يشارك في مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2025    وزير التعليم يلتقي القيادات بجامعة تبوك    اللواء العنزي يشهد حفل تكريم متقاعدي الأفواج الأمنية    هيئة الهلال الاحمر بالباحة تشارك جمعية الاطفال ذوي الاعاقة الاحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة    جمعية التطوع تفوز بالمركز الأول في الجائزة الوطنية للعمل التطوعي    اعلان مواعيد زيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي    المجلس العالمي لمخططي المدن والأقاليم يختتم أعماله    التوصل لإنتاج دواء جديد لعلاج مرض باركنسون "الشلل الرعاش"    أمين جازان يتفقد مشاريع الدرب والشقيق    تهامة قحطان تحافظ على موروثها الشعبي    الدفاع المدني يحتفي بيوم التطوع السعودي والعالمي 2025م    أمير تبوك يستقبل معالي وزير التعليم ويدشن ويضع حجر الأساس لمشروعات تعليمية بالمنطقة    جمعية سفراء التراث تحصد درجة "ممتازة " في تقييم الحوكمة لعام 2024    معركة الرواية: إسرائيل تخوض حربا لمحو التاريخ    سفير المملكة في الأردن يرعى حفل ذوي الإعاقة في الملحقية    قمة البحرين تؤكد تنفيذ رؤية خادم الحرمين لتعزيز العمل الخليجي وتثمن جهود ولي العهد للسلام في السودان    أمير منطقة تبوك يكرم المواطن فواز العنزي تقديرًا لموقفه الإنساني في تبرعه بكليته لابنة صديقه    مفردات من قلب الجنوب ٣١    أمير تبوك يواسي في وفاة محافظ الوجه سابقاً عبدالعزيز الطرباق    فرع الموارد البشرية بالمدينة المنورة يُقيم ملتقى صُنّاع الإرادة    سمر متولي تشارك في «كلهم بيحبوا مودي»    معرض يكشف تاريخ «دادان» أمام العالم    الناتو يشعل الجدل ويهدد مسار السلام الأوكراني.. واشنطن وموسكو على حافة تسوية معقدة    أكد معالجة تداعيات محاولة فرض الأحكام العرفية.. رئيس كوريا الجنوبية يعتذر عن الأخطاء تجاه «الشمالية»    برعاية خادم الحرمين..التخصصات الصحية تحتفي ب 12,591 خريجا من برامج البورد السعودي والأكاديمية الصحية 2025م    تعاون سعودي – كيني لمواجهة الأفكار المتطرفة    مقتل آلاف الأطفال يشعل الغضب الدولي.. العفو الدولية تتهم الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب    آل حمدان يحتفل بزواج أحمد    صيني يعيش بولاعة في معدته 35 عاماً    ابتكار علاج صيني للقضاء على فيروس HIV    الكلية البريطانية تكرم الأغا    إقحام أنفسنا معهم انتقاص لذواتنا    لم يكن يعبأ بأن يلاحقه المصورون    القيادة تعزي رئيس سريلانكا في ضحايا إعصار ديتواه الذي ضرب بلاده    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النفايات المنزلية..بين الإسراف والمعالجة
900 كيلو جرام نصيب الفرد في المملكة
نشر في اليوم يوم 30 - 07 - 2004

تشكل النفايات بأنواعها المنزلية والصناعية والطبية قلقا وهما كبيرين للإنسان للمحافظة على صحته, وعلى البيئة بشكل عام, ويعد الاهتمام بوسائل التخلص من النفايات المنزلية بشكل سليم وسريع وآمن لأجل بيئة نظيفة, أحد مؤشرات تطور وحضارة الدول المتقدمة الراقية في عالمنا الصغير؟
هل يوجد لدينا اهتمام بذلك؟
النفايات المنزلية هي نتاج ما يرمى من المنازل في صناديق وبراميل وحاويات القمامة وكل فرد في المجتمع يشارك في وجودها وفي حملها, ويشاهدها تتراكم بكميات هائلة.
فكم مقدار كميات النفايات التي تخرج من المنازل الى صناديق القمامة وكم نصيب كل فرد في المملكة منها؟
لارتفاع مستوى الحياة المعيشية في المملكة لوحظ ارتفاع كبير جدا في كميات النفايات المنزلية لدى الأسر في السعودية فقد جاء في تقرير من مجلس الوحدة العربية عام 2001 م ان نصيب الفرد في السعودية (مواطن ومقيم) من النفايات المنزلية 900 كيلو غرام في العام الواحد, ونصيبه في الشهر 75 كيلوجراما و2.5 كيلو في اليوم، وان هذه النسبة تزداد سنويا للشخص الواحد . في حين أن نصيب الفرد الواحد في أوروبا لا يتجاوز 350 غراماً.
هل هذه الكميات الكبيرة من النفايات المنزلية التي تقدر ب12 مليون طن هي نتيجة ارتفاع معدل الدخل ام انها حالة من البذخ والاسراف والتبذير وحالة من الترف الاستهلاكي, وهل كل ما يرمى في القمامة حقا لا يصلح للاستخدام والتدوير واعادة الاستفادة منه, وما تلك التي ترمى, ولماذا لا يوجد حتى الآن شركات متخصصة في تدوير المواد الصلبة من النفايات بأنواعها وأصنافها بشكل مناسب, وما جدوى تلك العملية, وما دور المواطن في فرز تلك المواد قبل رميها, وأين دور البلديات في رفع مستوى الوعي للمواطن والمقيم في التعامل مع النفايات المنزلية من حيث التنسيق وطريقة رمي القمامة والوقت المناسب للرمي ورفع النفايات, وهل العمالة التي تقوم برفع النفايات تعمل بإخلاص وأمانة في ظل رقابة ومتابعة البلدية.
وهل البلديات قادرة على تقديم خدمة أفضل في ظل زيادة عدد السكن وازدياد كميات النفايات المنزلية؟
وما أفضل السبل للتخلص من تلك النفايا؟.
النفايات دليل بذخ
حول مدلول الكميات الكبيرة من النفايات المنزلية التي ترمى يوميا يقول علي الحسن: للمستوى المعيشي من البذخ والإسراف دور في زيادة حالة الاستهلاك والشراء بكميات تفوق الحاجة مما يؤدي إلى تلفها وخاصة عندما تكون قصيرة الأجل أو سريعة التلف كالمواد الغذائية أو المأكولات الجاهزة , وان المجتمع مصاب بحمى شرائية رهيبة, وللآسف إن اغلب الأسر تقوم بشراء كميات تفوق الحاجة في كل شيء مع انهم يعلمون بان هذه الكمية كبيرة ومصيرها زيادة في عدد كمية النفايات.
يزيد ولا ينقص
ويضيف الحسن: المجتمع السعودي اعتاد على كلمة يزيد ولاينقص الشيء حتى لو لم يستفد منه ولو كان مكلفا ماديا, والمؤلم ان هذه الأشياء تشترى أحيانا بالسلف ولا يستفاد منه والذي يشتريها هو الذي يرميها من منزله بدون تفكير في هذا الكيس الذي يحمله كم كلفه من مال.
الاعتدال
ويرجع الحسن السبب في الإسراف إلى حب المظاهر والتفاخر والتقليد, ويتساءل لماذا نحب ان ان نقلد الغرب في الأشياء السلبية بينما لا نقلده في الأشياء الايجابية لاسيما ان المجتمع الغربي حريص جدا في عملية الشراء وفي عملية الغذاء إذ يشتري كميات محددة حسب الحاجة وبكميات قليلة, ويؤكد الحسن: انه لابد من الوعي ومن الاعتدال في الصرف وفي الشراء.
الأعراس والحفلات
ويقول احمد جاسم: خير شاهد على الإسراف وزيادة كمية النفايات المنزلية ما يحدث في الحفلات والأعراس إذ إن البعض يبالغ كثيرا في كميات الغذاء إلى حد الإسراف, والبعض يبالغ في عدد الحضور لاسيما إن البعض يعلم بان الحضور قليل إلا انه يبذخ كثيرا في الإسراف وذلك للسمعة والتباهي مما يؤدي في النهاية إلى رمي كميات كبيرة من الأكل في صناديق القمامة.
خطورة النفايات
النفايات تشكل خطورة كبيرة على الصحة العامة والبيئة وان التخلص غير السليم من النفايات يؤدي لآثار صحية خطيرة فالنفايات تشكل بيئة ملائمة لنمو الأحياء الدقيقة الضارة وتكاثر الذباب والحشرات والزواحف والقوارض والحيوانات الضالة وانتشار الروائح وتلوث التربة التي تنتقل إلى الانسان عبر الحيوان.
الأخطر
المواد العضوية هي أخطر مكونات النفايات، فهي قابلة للفساد والتعفن لتصبح حقلاً خصباً للجراثيم والحشرات والحيوانات التي تنقل المرض مثل الذباب والبعوض والفئران والجرذان. والمقصود بالمواد العضوية مخلفات الطعام أي بقايا الخضار والفواكه.
الاستفادة من النفايات
ويؤكد احمد جاسم: في ظل الحياة الصعبة لأهالي الخليج في السابق كانوا يهتمون كثيرا بجمع كل ما يتبقى من نفايات بالرغم من قلتها حيث انهم لايرمون شيئا بل يحاولون الاستفادة منه فالرز يتم استخدامه غذاء للحيونات بشكل سريع اما ما يتبقى من خبز فينشف ثم يقدم للحيوانات وبعض الاطعمة تدفن في الارض لتقوية التربة الزراعية أو يرمى في البحر وليس هناك شيء يرمى في النفايات.
150 مليار دولار خسائر
وجاء في تقرير للجامعة العربية ان الدول العربية تخسر سنويا 150 مليار دولار من عدم الاستفادة من نفاياتها، التي يتم التعامل معها بطريقتين تقليديتين هما الدفن والحرق، وقدرت الدراسة الدخل الذي يمكن للدول العربية تحقيقه من جمع النفايات وتصنيفها بحوالي 2.3 مليار دولار، وهذا المبلغ سوف يتضاعف لو تمت إعادة تدوير تلك النفايات والاستفادة منها في الدول العربية. ويبلغ وزن القمامة المنزلية التي تلقى في الدول العربية حوالي 90 مليون طن سنويا.
أشياء صالحة
ويرى هاني الحميدي: ان النفايات المنزلية تتكون من مواد صالحة للاستخدام مرة اخرى (عبر التدوير) بل احيانا يوجد فيها مواد لم تستهلك وربما لم تستعمل وانما ترمى نتيجة عدم رغبة للشيء وحب التغيير واكثر هذه الاشياء المقاعد والاجهزة الصغيرة والكبيرة والالعاب التي من الممكن الاستفادة منها فمنها ما هو غالي الثمن. خاصة ان لدينا في البلد من لا يملك المقدرة على شرائها, ويؤكد هاني على اهمية التبرع بها للجمعيات الخيرية.
فرز النفايات
ويؤكد ماهر الاحمد على دور وأهمية فرز النفايات بدءا من داخل المنزل قبل رميها في براميل البلدية قائلا: كان الوالد رحمة الله عليه يقوم بوضع عدة كراتين في المستودع: كرتون لما يزيد من خبز, وكرتون للاوراق وكرتون للحديد والالمنيوم الخردة, وكرتون للتمر, وكرتون للرز, وكرتون للملابس. أي انه ممنوع رمي هذه الاشياء في صندوق القمامة, ويقوم الوالد برفع كرتون الرز بشكل يومي حيث انه معرض للفساد والتعفن يأخذه للمزرعة, ويضيف الاحمد: كان الوالد يستاء كثيرا عندما يجد احد أفراد العائلة يتجاوز هذا التصنيف وقد ترك الوالد هذه الحالة في نفوس الجميع من الاسرة بأن اغلب ما في النفاية من مواد يمكن الاستفادة منها, وانها نعمة من نعم الله علينا وينبغي احترامها.
رفع مستوى الوعي
ويشير انور السالم الى نقطة مهمة جدا: من المهم جدا رفع الوعي لدى افراد المجتمع حول اهمية فرز النفايات ورميها بشكل صحيح, وان طريقة رمي النفايات مهمة جدا في عملية الاستفادة منها وتدويرها وذلك من خلال تحديد اكياس معينة لنوعية النفايات ومن خلال ايجاد حاويات ملائمة لكل نوع, والتعاون مع الشركات المتخصصة في كل نوع, يضيف انور: لا ننسى كذلك دور التوعية لدى العمالة في مجال رفع النفايات.
عمال النظافة بدون رقيب
ويتساءل محمد الدوسري: لماذا تترك الامانة والبلديات التابعة لها الحبل على الغارب لبعض المقاولين الذين يقومون بتفريغ الأوساخ في أماكن غير مخصصة للنفايات في عدد من الأماكن خاصة الأحياء الحديثة وفي بعض الميادين الفضاء حول المدن دون رقيب ودون محاسبة لمثل هذه الأعمال, ففي هذه الأحياء تزداد كميات النفايات مع الأيام وتنتشر الروائح الكريهة والذباب الناقل للأمراض مما يزيد من معاناة السكان بشكل كبير.
تكاسل
ويناشد الدوسري البلدية الاهتمام بهذا الأمر الذي ينم عن اهمال متعمد وواضح من قبل المقاولين أو سائقي الشاحنات الذين يعملون في نقل الانقاض، التي بدلاً من أن يقوموا برميها خارج المدن نجدهم يتكاسلون ويرمونها خلف المساكن، وأنا لا أعني هنا سيارات البلدية أو سيارات النظافة بل أعني تلك العاملة في حمل الانقاض الخاصة بالمباني والعمائر الجديدة ونحوها، فنرجو الاهتمام بهذا الأمر الذي يؤثر لا في صحة البيئة وصحة الإنسان. ورفع الوعي لدى العمالة حول اهمية دورهم.
اين الحوافز
وحول دور العمالة في مجال رفع النفايات يقول انور السالم: في الدول الاوروبية يحصل العامل في رفع النفاية على راتب وحوافز جيدة لتضمن له حياة كريمة مقابل الدور الكبير الذي يقوم به لضمان نظافة المدينة والبيئة فالراتب البسيط والسمعة السيئة يؤديان الى شعور العامل بحالة من الدونية والنقص وعدم الحصول على المقابل المناسب, وان سبب التكاسل لدى عمالة النظافة عدم وجود الحوافز مثل بدل سمعة وبدل تعرض لامراض وبائية والحل رفع الرواتب.
الوقت غير المناسب
وأوضح علي الحسن: من المتعارف عليه ان وقت رمي القمامة لدى الأسر السعودية يكون في المساء, وفي هذا الوقت عادة تزداد حركة الحيوانات مثل القطط والكلاب مما يؤدي الى تمزيق الأكياس وتناثر النفايات في الشوارع, ويكمل الحسن: هذه الاكياس تتعرض في فصل الشتاء للامطار مما يؤدي الى تسرب مواد سيئة منها وروائح كريهة وهذا ناتج عن عدم التنسيق بين البلدية والمواطنين حول الوقت المناسب.
التعاون
ويركز الحسن: على أهمية حسن التعامل مع عامل النظافة الذي يقوم بخدمة كبيرة من اجلنا وعلى الناس ان تقدر وتحترم وتتعاون معه بعدم رمي الاوساخ وعدم الاهانة والاحتقار, وعملية النظافة عملية مشتركة بين المواطن ومن يقوم بالعمل فالعامل وحده لن يستطيع القيام بالعمل بالشكل المطلوب.
وعي الاسرة
ويقول انور السالم: من المؤسف أن الثقافة البيئية وطريقة التعامل مع النفايات المنزلية محدودة بين المواطنين، وإن توافرت لبعض أفراد مجتمعنا، ففقدان الوعي الاجتماعي يجعلها غير ذات جدوى أو محدودة الفائدة، فالمصلحة الشخصية تأتي غالباً في المقدمة وعلى حساب المصلحة العامة فتجد من يهتم بتنظيف منزله بشكل دوري, ولكن للاسف تجد انه يرمي الاوساخ في الشارع امام منزله, وتجد بركا من المياه نتيجة المياه المتسربة من منزله اثناء الغسيل.
المعالجة (التدوير)
ان الهدف من معالجة النفايات المنزلية اخضاع مراكز رمي النفايات لشروط الامان الصحي والاقلال من الاعتماد على حرق تلك النفايات ومحاولة فصل وفرز النفايات المنزلية بشكل يسهل معه تجميعها بصورة منفصلة واعادة استعمال ما يمكن استعماله منها.
55 بالمائة
والارقام التي سجلتها معظم تلك التجارب ان المواد الاولية بالنفايات المفرزة مثل (الزجاج - الورق - الكرتون - المعادن - البلاستيك) تشكل تقريبا 22 بالمائة من اجمالي تلك النفايات ومن الممكن ان تزيد الى 55بالمائة اذا امكننا الحد من طمر او حرق تلك النفايات وزيادة فعاليات السياسة المتبعة لمعالجة النفايات.
فوائد التدوير
ويؤكد مدير إدارة سكرتارية اللجنة الوزارية للبيئة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عبدالباري علي النوهي: ان فوائد إعادة تدوير النفايات المنزلية كثيرة جدا، ومنها فوائد تدوير النفايات الصلبة التي تحد من استهلاك الموارد الطبيعية غير المتجددة مثل الوقود الأحفوري بأنواعه المختلفة والمعادن مع الحد من تلوث البيئة الناتج عن عمليات الاستكشاف والتنقيب، إضافة إلى التقليل من آثار التلوث الناجمة عن استخدام الطرق الأخرى من النفايات والغازات والحد من توالد الحشرات والحد من الأمراض الاجتماعية.
الجدوى الاقتصادية
أما فوائد إعادة التدوير الاقتصادية فيوضح النوهي أنها تقلل من استيراد العديد من المواد الأولية الضرورية للصناعة، وأن التزايد المطرد للاحتياجات الصناعية من المواد الأولية أدى إلى تزايد الاستيراد بشكل كبير مما أثر في الميزان التجاري, وأنه بإمكان إعادة تصنيع النفايات المنزلية أو بعض مكوناتها أن تسهم في الحد من آثارها، إضافة إلى إيجاد فرص العمل من خلال فتح مجالات جديدة لصناعات مختلفة تعتمد على النفايات كمواد خام يستفيد منها الاقتصاد المحلي في توفير فرص صناعية جديدة لأصحاب رؤوس الأموال، وكذلك التوفير في استهلاك الطاقة وتقليله في عمليات التصنيع والإنتاج، موضحا أن إعادة تدوير الورق تسهم في توفير ما بين 30 بالمائة إلى 55 بالمائة من الطاقة، وإعادة تدوير البلاستيك توفر ما نسبته 80 بالمائة من الطاقة اللازمة لهذه الصناعة من المواد الخام. بالإضافة إلى إطالة العمر الافتراضي للمدافن.
مصانع تدوير النفايات في السعودية
نتيجة وجود مصانع تقوم بعملية تدوير النفايات القابلة لاعادة التدوير وشراء تلك النفايات كعلب الكولا الفارغة وخردة الحديد والورق من قبل هذه المصانع ادى الى نجاح التجربة, والى وجود افراد يسعون الى فرز تلك المواد.
الالمنيوم الحديد
من اكثر المواد التي يتم تدويرها في المملكة واعادة تصنيعها من جديد حديد النفايات المنزلية من علب الصفيح والمسامير والاجهزة الكهربائية التالفة وغيرها. وتقوم المصانع بالتقاط المعادن بالمغناطيس وتقطيعه وصهره في افران مخصصة لصنع قضبان حديدية. ومنهم من يقوم بتقطيعه ثم بيعه بدون صهر. وفي المملكة حاليا نحو 20 مصنعا مرخصا تعتمد على خردة الحديد كمادة خام, كما يتم تصدير قسم من خردة الحديد. ويأتي الالمنيوم في المرتبة الثانية من حيث اعادة التدوير للنفايات في المملكة حاليا نحو 12 مصنعا مرخصا للاستفادة من مخلفات الالمنيوم وتبلغ طاقتها الانتاجية 200 طن سنويا ومعظم المصانع تقوم اساسا على تصنيع مسبوكات الالمنيوم.
2.5 مليار ريال
وعلى ذات الصعيد كشفت دراسة علمية أن 99 في المائة مما تستورده السعودية من الورق ينتهي إلى النفايات كمخلفات ورقية فيما يتم الاحتفاظ بحوالي 1 في المائة.وأشارت الدراسة إلى أن نسبة تدوير الورق لا تتجاوز 6 في المائة، وتبلغ نسبة المخلفات الورقية حوالي مليون طن سنويا، كما تقدر خسارة الاقتصاد السعودي من النفايات الورقية بحوالي 1.5 مليار ريال سنويا، وتصل نسبة المخلفات الورقية في المنازل إلى 32 في المائة من حجم النفايات, ويقدر حجم الورق المستورد في العام بحوالي 650 ألف طن وبقيمة إجمالية تزيد على 2.5 مليار ريال.
الورق والكرتون
تحتوي النفايات المنزلية على كمية كبيرة من الاوراق في شكل جرائد ومجلات وكتب وأوراق أكياس وكرتون بنسبة 41ر19 من النفايات في مدينة الرياض لعام 1998م. ويقوم أكثر من مصنع باعادة النفايات الورقية الى منتجات مثل اطباق الورق وألواح الكرتون وبعض المواد العازلة في المباني ومواد الديكور. ويتم تصدير كميات من الورق المنتج الى الخارج, ونتيجة للطلب على الورق قامت الجمعيات بتجهيز حاويات خاصة لها تنتشر في الكثير من المواقع.
غير ناضجة
ان ما يتم اعادة تدويره من مجموع النفايات في المملكة يعتبر بسيطا جدا, وربما مازالت فكرة تدوير المواد الصلبة غير ناضجة للكثير من مسؤولين ومستثمرين, فالبلد بحاجة الى عدة مصانع ليتم الاستفادة منها بشكل صحيح وسليم وخاصة المواد التي لم يستفد منها حتى اليوم مثل البلاستيك والخشب, وان وجود مصانع تبحث عن هذه المواد من النفايات وتدويرها له فوائد كبيرة جدا على مستوى الصحة العامة والبيئة.
نفايات تنتظر من يستثمرها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.