إخوتي أسعد الله أوقاتكم بكلِ خير، ها نحنُ نقترب من وداعِ شهر رمضان المبارك الّذي أتى وسُرعان ما شدّ رحاله للرحيل. فسؤالي هُنا هل أعطيناه حقّه؟ هل تصافحت قُلوبنا قبل أيدينا؟ هل عفينا عمّن أساء إلينا وبدأنا نحنُ بِالسلام؟ هل وصلنا رحمنا؟ هل أدّينا حقّاِ بِرِ والدينا كما أمر الله عزّ وجل؟ هل أعطينا زكاة أموالنا؟ والأعظمُ من ذلك هل كففنا ألسنتنا عن أعراضِ الناس وأكلِ لحومِهم؟ أتمنى أن أجد أجوبة لذلك بِنعم، البعضُ منا وللأسف يصومُ رمضان ويُصلّي فروضه كاملة ولكنّه يتكلمُ بذا وذاك وينهِشُ بأعراضِ الناس ويعلِكُ فيها انتقاصاً منه للبعض؛ إما لدينهم أو أخلاقهم أو سلوكياتهم، أقول لهذا يا أخي أو أُختي كلمة منّا قد توبِقُ دُنيانا وآخرتنا، فلماذا لا نمسك ألسنتنا عنِ الكلام عن ِالناسِ كما قد أمسكنا أفواهنا عنِ الطعامِ والشرابِ بنهارِ رمضان؟ فلربما صام الشخص منا وقام ولم يطلهُ من صيامه وقيامه غيرِ الجوعِ والعطشِ والتعبِ. أيضاً، فلننظر إلى صفاء قلوبنا، فإن أول ما ينظرِ الله إليه القلبِ قبل العملِ. كذلك برّ الوالدين، فلا يدخل الجنّة عاق. أيضاً صلة الرحمِ فقد أوصى الله تعالى بها وتوعد قاطعها بقطعه من رحمته والعياذ بالله. فماذا ننتظر بعد هذا يا جماعة، راجعوا أنفسكم قبل الرحيلِ وفوات الأوانِ.