ها نحن نقترب من وداع شهر رمضان المبارك الذي أتى وسرعان ما شد رحاله للرحيل. وسؤالي هنا: هل أعطيناه حقه؟ هل تصافحت قلوبنا قبل أيدينا؟ هل عفونا عمن أساء إلينا وبدأنا نحن بالسلام؟ هل وصلنا رحمنا؟ هل أدينا حقا بر والدينا كما أمر الله عز وجل؟ هل أعطينا زكاة أموالنا؟ والأعظمُ من ذلك هل كففنا ألسنتنا عن أعراض الناس وأكل لحومهم؟ أتمنى أن أجد أجوبة للأسئلة السابقة، وأتمنى أن يكون الجواب واحدا، أن يكون "نعم". بعضنا وللأسف يصوم رمضان ويصلي فروضه كاملة ولكنه يتكلم في هذا، ويطعن في ذاك، وينهش في أعراض الناس ويعلك فيها انتقاصا للبعض، إما لدينهم أو أخلاقهم أو سلوكياتهم.. وأقول لهذا الذي يأكل لحم أخيه ميتا: يا أخي أو أختي كلمة منا قد توبِقُ دنيانا وآخرتنا، فلماذا لا نمسك ألسنتنا عن الكلام في الناس، كما أمسكنا أفواهنا عن الطعام والشراب في نهار رمضان، فلربما صام الشخص منا وقام ولم يطله من صيامه وقيامه غير الجوع والعطش والتعب أيضا. فننظر إلى صفاء قلوبنا... فإن أول ما ينظر الله -سبحانه وتعالى- إلى القلب قبل العملِ. كذلك برّ الوالدين، فلا يدخل الجنّة عاق. أيضا صلة الرحم، فقد أوصى الله تعالى بها، وتوعد قاطعها بقطعه من رحمته والعياذ بالله.. فماذا ننتظر بعد هذا؟! راجعوا أنفسكم قبل الرحيل.. قبل فوات الأوان.