كثيرة هي الأحداث التي يمكن أن تكون موضوعاً للحديث في هذه الزاوية، فالأسبوع الأخير شهد من المستجدات -سواء ضمن المشهد السياسي في المنطقة أو على المستوى الاجتماعي داخل الوطن- الكثير مما يمكن تحليله، وإلقاء الضوء عليه كما ينبغي لمقالة أسبوعية في صفحة الرأي، لكن كلمة أردت أن أسجلها منذ أن اندلعت عاصفة الحزم قد آن أوانها. صدقاً، لا أجد مناسبة أكثر حميمية من هذه المناسبة، لأرفع آيات التبريكات الممزوجة بالشكر بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك إلى جنود الوطن المرابطين، وأن أُقْرِئَهم التهنئة والتبريكات بهذه المناسبة، خاصاً منهم أولئك الذين على التخوم الجنوبية للوطن، مدافعين عن حياضه ضد أطماع عصابات الحوثي ومن شايعهم. ربما تمنع المهمة الجسيمة التي يضطلع بها أفراد الجيش المرابط أن يقرأوا هذه الكلمات وقد تبدو قراءتها -أمام جسامة مهمتهم- رفاهية زائدة عن الحاجة، لكنني أجد من الواجب اخبارهم بأننا والوطن حقاً ممتنون لشموخهم، وأن أهلهم هم أهلنا، وأطفالهم أطفالنا، وأن عيدنا السعيد معطر بعبق صمودهم واستبسالهم. مؤسسة الجيش درع الأوطان الواقي، هذه مهمته السامية منذ تكونت الدول. اعتادت الشعوب رشق الجنود المنتصرين بالورد، ووضع أكاليل الياسمين على رؤسهم في رمزية امتنان وحب لما يوفره الجيش للشعب من شعور بالأمان. وددت لو تسنى لنا أن نزور جنودنا حيث يرابطون، نهديهم الورد والرياحين ونحتفل معهم في خنادقهم بالعيد المبارك. ولنرسم قبلة عرفان وامتنان على جباههم، هم من غادروا منازلهم في أعز مناسبة قد تمر على إنسان تلبية لنداء الواجب. عفواً يا من تردد كلمة (جنود مجهولون) نحن ليس لدينا جنود مجهولون، جنودنا معلومون ومعروفون، كلهم من ابناء وشباب الوطن، ووظيفتهم معلومة بالضرورة، وهي رد كل معتد يحاول التطاول على ارض الوطن، او تنغيص عيش أهله الآمنين. جنودنا البواسل وإن غابوا في أحلك الأوقات وأشدها عن منازلهم وذويهم على صهوات دباباتهم وآلياتهم العسكرية عند حدود الوطن، هم في العيد حاضرون في قلوب الجميع، نلمس حضورهم في الأمن الذي وفرته لنا يقظتهم الدائمة وقد كانوا حاضرين في دعاء القائمين المتهجدين في رمضان. حين وقف جيش الوطن (بحزم) أمام المستفزين الحوثيين، كان واضحاً ذلك الامتلاء بالعزة والكرامة التي أخذت تسفر عنها لغة ووجوه المواطنين. الحقيقة التي لا مراء فيها ان الحوثة وأتباع المخلوع لو قدروا على قصف مدننا بالصواريخ وتنغيص عيدنا لم يتوانوا عن ذلك، فهاهم يصلون أبناء جلدتهم في أحياء عدن وتعز مر الغدر، ولولا الله ثم وقفة جنودنا سداً منيعاً أمام أطماع عصابات الحوثة لم نحتفل بعيدنا كما ينبغي وكنا سنقضيه -كدول عديدة حولنا- نكداً وخوفاً. أكرر تحيتي الصادقة للمتيقظين على ثغور الوطن، وامتناني لهم وكل عام والوطن وساكنوه بخير بفضل سواعد أبنائه، «وعساكم من عواده». * أديب وكاتب