أصبحت إيران والقوى الست الكبرى على وشك إبرام اتفاق يخفف العقوبات على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لكن مفاوضا إيرانيا، قال: إنه لا يستطيع ضمان أن يكون الاتفاق وشيكا. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني قوله في فيينا "لا يمكنني التعهد بما إذا كان يمكن حل القضايا المتبقية الليلة أو مساء غد. بعض القضايا ما زالت لم تحل بعد وحتى يجري حلها لا يمكننا القول بأنه تم التوصل لاتفاق." وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم: إنه مستعد لمواصلة المحادثات النووية مع القوى الكبرى طالما لزم الأمر وذلك قبل ساعات من انقضاء مهلة أخرى لإنهاء النزاع المستمر منذ 12 عاما. ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء عن ظريف قوله قبل اجتماع ثنائي مع نظيره الصيني "ينبغي ألا يكون هناك أي تمديد لكن بإمكاننا مواصلة المحادثات طالما لزم الأمر." وأمهلت الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين أنفسهم حتى نهاية الإثنين، للتوصل لاتفاق مع إيران. وإذا فشلوا في التوصل لاتفاق بحلول منتصف الليل، فسيتعين عليهم تمديد شروط الاتفاق المؤقت مع طهران التي جرى تمديدها بالفعل ثلاث مرات خلال أسبوعين. والخيار الآخر هو الانسحاب من طاولة المفاوضات وهو أمر أبدى الإيرانيون والأمريكيون استعدادهم لعمله. وقد يلجأون أيضا لتعليق المحادثات لعدة أسابيع أو أشهر لكن إيران تعارض ذلك. "قضايا كبرى" حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أنه لا تزال هناك "قضايا كبرى" بحاجة لحل وتشير تصريحات لأعضاء جمهوريين وديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن أي اتفاق نهائي سيواجه تدقيقا صارما في الكونجرس. وقال مسؤول كبير من واحدة من الدول الست: "انتهينا من أجزاء من الاتفاق. لا يزال علينا وضع اللمسات النهائية معا. كل الأطراف ينبغي أن تقرر الآن. الوقت حان لقول نعم' ". وقال مسؤول إيراني كبير إن 99 في المائة من القضايا حسمت مضيفا "بوجود الإرادة السياسية نستطيع الانتهاء من العمل" الموقف الإسرائيلي وفي السياق، ذكرت تقارير إخبارية، أمس الإثنين، أن رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتصوغ وصف الاتفاق النووي بال"سيئ"، لأنه سيجعل إيران "دولة عتبة نووية وسيؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن هرتصوغ قوله: إن "ساعة الحسم قد حانت"، مشيرا إلى "وجوب عمل كل ما يمكن لتغيير تفاصيل الاتفاق والحفاظ على مصالح دولة إسرائيل". ولفت هرتصوغ، خلال اجتماع كتلة المعسكر الصهيوني البرلمانية، إلى أنه على اتصال مع المفاوضين في فيينا. وحمل هرتصوغ بشدة على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قائلا: "إنه أخفق في الموضوع الإيراني بدافع تغليبه مصلحته السياسية على العلاقات مع الولاياتالمتحدة" . من ناحية أخرى، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أن رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد، أكد أن الاتفاق "يعرض أمن إسرائيل والعالم للخطر" . وأكد أنه "يجب التوضيح للولايات المتحدة أن الاتفاق لا يلزم إسرائيل التي تحتفظ لنفسها بحق إبقاء الخيار العسكري على الطاولة إلى جانب الخيارات الأخرى"، مشيرا إلى أن "الاتفاق يدل على فشل سياسة نتانياهو". الشراهة الإيرانية أسهمت الشراهة الإيرانية لأسلحة "ما تحت النووي" في تعقيد الساعات الأخيرة، ويبدو العالم كما لو أنه اكتفى باتفاق الإطار، ولا تهمه كثيراً حكاية الاتفاق الحقيقي، الاتفاق النهائي, أما الدبلوماسي الأميركي، وفي بلد بنظام رئاسي، فهو يعلم أنه يفاوض لأجل التوقيع على اتفاق، إنه يمثل الطرف السيادي الأميركي بعكس المفاوض الإيراني الذي هو بالأحرى وسيط مع الولي الفقيه. لكن الكونغرس الذي أفتى برجعة الاتفاق إليه للمعاينة ليس عتبة يمكن تجاوزها بسهولة إن كان الاتفاق يفتح المجال ل"التسيب الإيراني". ويقول الخبير اللبناني وسام سعادة إن تأجيل المؤجّل سيّد الوقائع صغيرة أم كبيرة، محلية أو إقليمية في هذه المنطقة من العالم. ويضيف: استطاعت إيران التي تستثمر في تأجيل المؤجل أكثر من سواها، في بلدان المشرق العربي وشبه الجزيرة، تأجيل الموعد المقرر لبت الاتفاق النووي النهائي من عدمه، مع مجموعة الدول الست، أقل قليلاً من أسبوعين، لكن الدول الست تتقدمها الولاياتالمتحدة كانت واضحة بأنّ الموضوع لا يحتمل مزيداً من تسليف الوقت لإيران، وهكذا فالمفاوضات ستنتهي في الساعات المقبلة، إيجاباً أو سلباً، وأرجحة الإيجابي على السلبي تستمد قوتها من الانعكاسات الخطيرة لفشل هكذا اتفاق. محادثات طالما لزم الأمر وفي السياق, قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الإثنين: إنه مستعد لمواصلة المحادثات النووية مع القوى الكبرى طالما لزم الأمر وذلك قبل ساعات من انقضاء مهلة أخرى لإنهاء النزاع المستمر منذ 12 عاما. ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن ظريف قوله، قبل اجتماع ثنائي مع نظيره الصينيأ: "ينبغي ألا يكون هناك أي تمديد لكن بإمكاننا مواصلة المحادثات طالما لزم الأمر." من جهته، ذكر نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في فيينا أنه من غير المؤكد التوصل إلى اتفاق لإنهاء الجدل الدائر حول البرنامج النووي الإيراني، أمس الإثنين. وقال :" لا تزال هناك مشكلات يجب أن نتغلب عليها... لا يمكنني أن أعد بأنه يمكن حلها". جاء ذلك في اليوم السابع عشر من المحادثات بين إيران ومجموعة الست المؤلفة من بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولاياتالمتحدة وألمانيا. وتعد رسالة عراقجي أقل تفاؤلا من وزير الخارجية الإيراني. وشدد وزير الخارجية الصيني" واني يي" على أنه " يجب ألا يكون هناك المزيد من التأجيلات"، وذلك عندما وصل للانضمام إلى نظرائه من أجل التمديد الأخير في المحادثات الماراثونية في فيينا.