يشتد عصف الرياح الشمالية اليوم، وتكون الاجواء مغبرة في الساحل الشرقي، بسبب تجدد موجات البوارح التي بدأت امس وغطت مساحات واسعة بكثافة الأتربة المثارة، شملت محافظة الاحساء وشمال وأجزاء من المنطقة، مؤدية لانخفاض كبير في مدى الرؤية الافقية، وامتدت الى المنطقة الوسطى، كما شهدت عددا من مناطق المملكة نشاطا ملحوظا في الرياح المغبرة، وتستمر الحرارة متصاعدة نحو اعلى المعدلات في مثل هذا الوقت من العام، كما يطرأ تراجع على نسبة الرطوبة في المنطقة الشرقية نتيجة سرعة رياح متواصلة حتى نهاية الاسبوع، فيما يتوقع خبراء الطقس متغيرا على مستوى ارتفاع الحرارة خلال الاسبوعين القادمين، تزامنا مع نهاية موسم البوارح في الاواخر من يوليو الجاري ودخول موسم الرطوبة، مما يضاعف الاحساس بإرهاق الموسم الملتهب في قياس درجات الحرارة بأعلى من الفعلية، وذلك مرورا بفترة سكون الرياح وتشكل السحب الصيفية العابرة خلال شهر شوال المقبل ان شاء الله تعالى، حيث يتغلغل المنخفض الهندي في الاجواء بحاضرة الدمام خاصة، الذي يعني تجاوز درجات الحرارة للخمسينات المئوية على نحوٍ متفاوت تحت تأثير هذه العوامل. وفي سياق متصل أشار الباحث الفلكي سلمان آل رمضان، الى عدم تأثير بُعد وقرب المسافة من الشمس، في ارتفاع درجات حرارة الارض، حيث انه بالرغم من البعد عن الشمس حاليا، الا أن الحرارة شديدة هذه الأيام والفصل صيفا، ويعود ذلك بسبب الاشعة العمودية أوشبه عمودية، واجتيازها غلاف جوي رقيق نسبيا، بعكس الشتاء حيث تسقط الاشعة مائلة وتجتاز طبقات سميكة في الغلاف الجوي، موضحا ان الأرض تبلغ اليوم الاثنين اقصى نقطة لها في مدارها حول الشمس، بمشيئة الله، علما ان مكان الأرض بالنسبة للشمس غير ثابت، وتأثيرها مباشر في المناطق الاستوائية، ثم تنخفض درجات الحرارة كلما اتجهنا شمالا أو جنوبا، بغض النظر عن الفصل السنوي، ويظل لكل بقعة جغرافية تضاريسها التي تتدخل في طقسها، وبالنسبة للمملكة بما فيها من تضاريس من مرتفعات في الجنوب والجنوب الغربي، وصحراء واسعة، وسواحل طويلة نسبيا، مع تعدد العوامل الجوية التي تؤثر عليها، الذي يجعلك لا تشعر بغير فصل صيف طويل، ثم شتاء دافئ نسبيا مع بعض الاستثناءات بين منطقة وأخرى وبين عام وآخر. وحول التمايز في واقع الاحوال الجوية ومعايشة الفصول الاربعة في زمن متقارب، ووصف الطقس بمقولة (ما عندنا غير فصلين) قال الفلكي آل رمضان انها الأقرب للصحة، والمثال ان السمة الغالبة على فصل الربيع اعتدال بعد برودة، وهذا قد يحصل في الشتاء وربما الصيف، وفي الخريف تأتي هبات باردة بعد حرارة، الذي يعنى ان الاجواء غير بعيدة من حالتين، والسبب أن الفصول الأربعة تشير للسنة الشمسية، حيث يوجد خط وهمي في السماء يقسمها شمالا و جنوبا، كحال خط الاستواء الأرضي وهما يتوازيان، وهناك المسار الظاهري للشمس، والخطان هما دائرتان يتقاطعان في نقطتين إحداهما تسمى الصاعدة (الاعتدال الربيعي)، وحين تكون الشمس فيها يبدأ فصل الربيع، ثم تصعد الشمس شمالا فتصل لأقصى ما يمكن فيدخل فصل الصيف، وتكون الشمس قد قطعت ربع دورتها الظاهرية، ثم تنقلب نحو الجنوب، وتصل نقطة التقاطع الثانية وتسمى نقطة الاعتدال الخريفي، ويبدأ معها فصل الخريف، وتكون الشمس قد قطعت نصف دورتها السنوية، وهي تتجه لأقصى ميل جنوبي، والذي تبلغه مع اكمال ثلاثة ارباع دورتها فيدخل فصل الشتاء، ثم تنقلب باتجاه الشمال وتمر بنقطة الاعتدال الربيعي مكملة دورتها ومبتدئة دورة جديدة.