ذكرياتي في مسابقة القرآن الكريم: سنوات من عمري قضيتها في رحاب مسابقات القرآن الكريم, بدأتها صغيراً, وما زلت أعيش معها كهلاً, قليل من هذه الذكريات أسردها لأجيالنا الحبيبة. الدوسري متسابقاً: بدأت رحلتي مع المسابقات عام 1397ه في مسابقة نظمتها متوسطة الإمام أحمد بن حنبل في الرياض، وذلك في حفظ جزءي تبارك وعمّ، حيث حصلت على المركز الأول، ومن ثم شاركت في عدد من المسابقات المحلية، ومنها مسابقة قرآنية في حفظ سورة الكهف وتفسيرها حيث حققت فيها المركز الأول على مستوى مدارس المملكة كافة، وكان ذلك في حدود عام 1400ه، ثم شاركت متسابقاً في المسابقة الدولية في مكة عام 1405ه في الفرع الأول وحصلت بحمد الله على المركز الثاني، وفي هذا العام عُقدت مسابقة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وحققت فيها المركز الأول بتوفيق الله. الدوسري محكماً: انتُدبت للتحكيم في مسابقة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا عام 1409ه، ثم شاركت في عدد من المسابقات المحلية والدولية وعلى رأسها مسابقة الملك عبدالعزيز في حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره، وذلك مذ عام 1414ه على مدى عقدين من الزمن. موقف لا أنساه: لما كنا متسابقين في مكةالمكرمة 1405ه كان أحد المتسابقين قد بلغ من قوة حفظه مبلغاً كبيراً، وربما جمعنا ليسألنا عن المواضع الصعبة، والعجيب أنه لما صعد لمنصة الاختبار وألقيت عليه بعض الأسئلة لم يستطع أن يقرأ حرفاً واحداً، وحينئذ أيقن المتسابقون أنَّ القرآن غالب غير مغلوب. الأصغر سناً والأتقن حفظاً مكفوف البصر: من أعجب ما رأيت طفل في السنة التاسعة من عمره متقن للحفظ والتجويد، وفاز ضمن الخمسة الأوائل في حفظ القرآن كاملاً عام 1433ه في المسابقة الدولية في مكة. المتسابقون من غير العرب: معجزة قرآنية باهرة تلقي بظلالها كلما صعد على منصة التسابق أحد أبناء المسلمين غير العرب، وناهيك عن جودة تلاوتهم وحسن أدائهم، لا ريب أنه درس متجدد لكل عربي قصّر في تعلم القرآن الذي نزل بلسان عربي مبين. تطور مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم: تعد هذه المسابقة أكبر مسابقة قرآنية في العالم من وجوه كثيرة، فقد ألحقت الأحفاد بالأجداد، حيث إنَّ كثيراً من المحكمين كان في يوم من الأيام من أحد متسابقيها، وحسب هذه المسابقة شرفاً أنها تقام في مكةالمكرمة مهد الرسالة، وفيها أول بيت وضع لعبادة الله سبحانه، ولهذا خطت المسابقة خطوات حثيثة في تطورها، وكان من أبرز ما حظيت به إقامتها في أروقة المسجد الحرام، وكان لهذا أثر طيب على المتسابقين والمستمعين وهم يتلون كتاب الله ويستمعون إليه مكان تنزّله، حيث تتنزل السكينة، وتغشى الأجواء الإيمانية القلوب، فلا تسأل عما يختلج في الخواطر من مشاعر الإيمان وتجددها. أستاذ علم القراءات والتفسير في جامعة الإمام