شباب استراليا المسلم هم الأكثر تحديا في مواجهة مصاعب الصيام، يحرصون على أداء الصيام في وقت تحيط بهم المغريات من كل جانب. ورغم أن فترة الصيام في استراليا هي الأقصر بالنسبة لبقية دول العالم -فيوم الصيام يمتد من الساعة السادسة صباحاً وحتى الخامسة مساء- إلا أن التجربة زاخرة وغنية بمواقفها لدى الشباب المسلم في استراليا. ويواجه المسلمون الأستراليون عموماً تحديات مختلفة من تحمل عبء الحياة اليومي في نهار رمضان من دراسة وعمل في بلد يشكل فيه المسلمون أقلية، إضافة الى أن العديد منهم لا يعلمون الا القليل عن رمضان ومعاني الصيام، وفقا لاستطلاع أجرته إذاعة أستراليا. وقال الشاب أندي شان إنه أصبح مسلماً قبل ثماني سنوات، وبالنسبة له فإن الصيام دافع إيجابي له في كل شيء في حياته. ويضيف: عندما أشعر بالجوع في الصيام فإن ذلك مبرر أن اكل أفضل عند الإفطار، فالإفطار المبكر على غذاء جيد يمكن أن يعينك اليوم كله. وتابع: رمضان ليس مجرد التخلي عن الطعام، إنما هو تمرين وتجربة لضبط النفس.. جزء من الصيام هو أن نتذكر ونتأمل في تنمية ذاتنا وأنفسنا، وأن نتذكر أننا نقوم بهذا الصيام تقربا لله، ولهذا يجب أن نكون قادرين على السيطرة على مشاعرنا وهذا جزء مهم وعظيم من الصيام. بدورها تقول الشابة علياء ريزفي: من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالجوع ولكن مع الصيام اشعر بالتعاطف مع أولئك الجوعى مما يدفعني لتحمل الجوع. وتضيف: التحدي الكبير هو وجودنا كأقلية في استراليا فهنا الناس يسألونني دائما عندما أكون صائمة أو مرتدية الحجاب. وزادت: أجيب بانفتاح عن عقيدتي وأوضحها لمن يسأل عنها.. رغم أن أستراليا بلد متعدد الثقافات لكن من الصعب أحياناً أن أوضح ما أقوم به. من ناحيتها قالت زهراء كاظمي، شابة من أصل باكستاني: أترقب رمضان دائما في الشتاء، إذ ان صيامه سهل مع مراعاة الطقس والتوقيت.. كطالبة أواجه صعوبة عندما أرى زميلاتي في المدرسة يتناولن وجباتهن.. إنني أتظاهر بأنني لست جائعة رغم أنني في الحقيقة جائعة مثلهن.. إنها من أصعب اللحظات. وتضيف زهراء إنها غالباً ما تقوم بالشرح لصديقاتها عن الصيام وعندما تقوم بذلك هناك من يتفهم ويتقبل شرحها. أما سيد عون عباس طالب الطب بجامعة ميلبورن فيؤكد من جانبه على أهمية الاحتفاظ بصحة جيدة خلال رمضان، إذ يقول: لقد أكلنا ما يكفي من الطعام وشربنا ما يكفي من المياه قبل أن نبدأ الصيام.. أنا شخصياً أحاول تفادي بذل نشاط بدني أكثر خلال النهار وأقوم بنشاطي دائما خلال الليل بعد الصيام. وتابع: أشعر كأحسن ما أكون في رمضان.. مزاجي أفضل في الدراسة والعمل.. أستطيع التركيز أكثر وأنا صائم. ويختتم عن تجربته في رمضان: أقوم بواجباتي الإسلامية بكل يسر وسهولة في استراليا، لا أجد أي صعوبة في ذلك.