يحتفل أطفال المنطقة الشرقية من كل عام بليلة القرقيعان والتي تنطلق في ليالي 14 و15 و16 من رمضان حرصا على إحياء عادات وتقاليد الآباء والأجداد وذلك بترديد الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة والحصول على أنواع المكسرات والحلويات من ربات المنازل أثناء تجولهم داخل الأحياء، فيما يرتدي الأطفال بعض الأزياء الخاصة بليلة القرقيعان وطبقا للعادات فإن الأطفال يتجمعون عقب الإفطار على شكل جماعات لكل منها قائد للطواف على البيوت طالبين القرقيعان وهو خليط من الحلوى المتنوعة وفي يد كل منهم طبول أو طوسات للقرع أو للقرقعة عليها وفي رقبة كل منهم كيس قماشي منشدين أهزوجة القرقيعان فيمنحهم صاحب الدار الذي يكون مستعدا لذلك مهما كان مستواه المادي مثل اللوز والفستق والحلوى والمسكرات. يذكر أن الكثير من العوائل وأطفالهم يتجمعون في ليلة القرقيعان في مكان ويتم إعداد بعض الأكلات الشعبية والحلويات فتتباهى الأسر في شراء قرقيعان الصغار من أرقى المحلات التي استغلت المناسبة وصارت تتفنن في تصميم وابتكار كل شيء بدءا بتصميم وابتكار السلال والعلب المتنوعة اللازمة للقريقعان ومرورا بمحتويات القرقيعان نفسه وانتهاء بالملابس الفلكلورية الشعبية التي يرتديها الصغار في هذه المناسبة. ودرجت العادة منذ القدم على أن يستعد كل بيت لهذه المناسبة ويقوم بالتحضير لها بشراء المكسرات والحلويات وتوزيعها على الأطفال بمقادير معينة تزيد كلما هتف الأطفال بحياة أصغر أبناء العائلة بقولهم الله يخلي ولدهم الله يخليه لأمه ويذكرون اسم الولد الذي يكون حاضرا ليزداد شعورا بالفخر والزهو. بيد أن التطور الذي تشهده الحياه ترك إثرا كبيرا على أساليب وعادات الأطفال في جمع المكسرات والحلويات التي تسمى بالقرقيعان في اللهجة الخليجية. ففي هذه الأيام يحمل الأطفال أكياسا وعلبا مزركشة عليها صور محببة لشخصيات كرتونية في حين أن الأسر ابتكرت علب تغليف جميلة وأكياسا تجمل عبارات التهنئة بهذه المناسبة مثل عساكم من عواده خلافا لما كان يحدث في الماضي. كما تغيرت أنواع المكسرات والحلويات والسكاكر عما مضى وبات الأطفال يحظون بالألعاب والدمى، إضافة إلى أفخر أنواع الشكولاته والحلويات والمكسرات غالية الثمن والتي تحمل غالبا أسماء وعلامات تجارية محلية وعالمية معروفة.