تناقلت شوارع وأحياء المنطقة الشرقية من الخفجي وحتى ومحافظة الأحساء أهازيج «القرقيعان»، فردد الأطفال أول من أمس عباراتها الشهيرة في المنطقة «قرقع قرقع قرقيعان، يا أم أقصير ورمضان، عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، يوديكم لهاليكم، يا مكة يا معمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة». ويحتفل أهالي المنطقة الشرقية بهذه المناسبة التراثية المعروفة في منطقة الخليج عموماً، ابتهاجاً بصوم النصف الأول من الشهر الكريم، إلا أنه يعتبر أياماً جاذبة للأطفال، فارتبط اسمه في اذهانهم بالفرح والبهجة، واعتادوا خلال هذه الليلة الاحتفال بها بطريقة تخلد ذكراها عاماً بعد آخر، خصوصاً لدى أهالي القرى الذين لا يزالون يحتفظون بمزايا ليلة القرقيعان الأصيلة، بعيداً من التطوير والحداثة التي امتدت إليها وافقدتها هويتها التراثية ورفعت قيمة محتوياتها. واعتاد الاطفال أثناء «القرقيعان»، على الخروج إلى الشوارع، فيرتدي الذكور المشلح والشماغ، فيما الإناث يتزين ب «البخنق»، ويحمل الجميع في أيديهم أكياساً من البلاستيك أو القماش أو الخيش، ويبدأون التجوال في الشوارع وطرق جميع الأبواب مرددين الأهازيج المعروفة «قرقع قرقع قرقيعان، يا أم أقصير ورمضان، ...» ، ثم يرددون بصوت عال مخاطبين أهل البيت الذين يقفون أمام بابه عبارة يعرفها الجميع: «مسيرة أو محيرة ؟»، قاصدين بذلك نذهب أم ننتظر لأخذ القرقيعان؟ فيرد عليهم أصحاب المنزل من وراء: محيرة (أي انتظروا)، فيخرج لهم صاحب المنزل حاملاً في يده إناءً مملوءاً بالمكسرات والحلويات ويوزعه عليهم ليغادروا إلى المنزل المجاور وهكذا حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم نفسه. من الهدايا التي توزع خلال الاحتفال واستثمرت الكثير من فتيات المنطقة شعبية هذه المناسبة، في إنشاء صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي، لتقديم اشكال جديدة من «القرقيعان» مع التوصيل، فحظيت تلك الصفحات بزيارات تجاوزت عشرات الالالف، في الوقت الذي امتلأت الأسواق بالملابس والأزياء الخاصة بليلة «القرقيعان» وسط إقبال كبير من النساء على شرائها وما يرافقها من أكياس وحقائب متنوعة الأشكال لوضع القرقيعان داخلها، كما وفرت محال بيع الحلويات والمكسرات تصاميم جاهزة للقرقيعان تباع الواحدة منها بنحو عشرة ريالات. وسجلت مبيعات مستلزمات القرقيعان من الحلويات والمكسرات بأنواعها المختلفة على مستوى المنطقة الشرقية ارتفاعاً ملحوظاً، بما فيها أنواع الشوكولاتة والمعمول، فضلاً عن الإقبال الكبير على شراء السلال والعلب والصناديق المزخرفة والفاخرة، التي تحمل الطابع التراثي والشعبي، إضافة الى دمى الشخصيات الكرتونية الشعبية مثل «أم خماس وأم هلال». وارتفعت أسعار الملابس الشعبية والجلابيات ومحال بيع وتغليف الهدايا بنسبة 30 بالمائة، بحسب متعاملين، فيما شهدت الأسواق ازدحاماً شديداً استعداداً لمناسبتي القرقيعان والعيد، اللتين تعتبران أنشط المواسم طوال العام وتحققان معدلات بيع عالية، وخصوصاً في مجال بيع الحلويات. ودعا المتحدث الاعلامي بشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، إلى عدم الغفلة عن الأطفال وتركهم فترات طويلة في الشوارع من رقابة، تجنباً لتعرضهم للاختطاف، والحذر من تعرض منازل السكان للسرقة جراء ترك أبوابها مشرعة كما تقتضيه تقاليد المناسبة، ما يسهل الأمر على المجرمين. فيما طالب الناطق الإعلامي بمرور المنطقة الشرقية العقيد علي الزهراني، بضرورة توخي الحذر والحيطة أثناء عبور الشوارع الرئيسة، والبعد عن التقاطعات والبعد عن بعض المظاهر التي تظهر في ليلة القرقيعان كالتفحيط والتجوال بالدبابات لما لهذه المظاهر من مخاطر تودي بحياة الأطفال الذين خرجوا للشوارع للاحتفال بالمناسبة، لافتاً إلى أن المرور بدوره على أتم الاستعداد لزيادة أعداد رجال ودوريات المرور الى جانب الأجهزة الأمنية المساندة. وأكد أن دوريات المرور تواصل مراقبة الحركة المرورية داخل مناطق الاحتفالات، لتجنب وقوع الحوادث والمخالفات من البعض.