خرج منتخبنا خالي الوفاض من المعترك الآسيوي من دوري المجموعات للمرة الثالثة في تاريخ مشاركاته الآسيوية، وكان أمرا متوقعا في ظل ما يعانيه منتخبنا من تخبطات إدارية وفنية وتدخلات فاضحة أسقطته من برجه العاجي. لطمتان متتاليتان تلقتهما الكرة السعودية في شهرين، لطمة خليجية، وأخرى آسيوية. وللأسف يطالعنا البعض بآراء غريبة وغير منطقية يحاول من خلالها (تمييع) العلة الحقيقية التي يعاني منها المنتخب من أجل أشخاص يمثلون له مصدر رزق أو جاها أو ارتباطا عمليا نفعيا. لتكن قراءتنا للواقع شفّافة ومنطقية وعقلانية، منتخبنا بحاجة للتحرر من قيود التدخلات وفرض الأسماء وجبر الخواطر التي قصمت ظهره وجعلته مسخا ساخرا يثير الحزن والشفقة. منتخبنا بحاجة إلى رجل يثق بنفسه كثيرا وبإمكاناته، ويرى مصلحة الوطن بعيدا عن الألوان والعنصرية المقيتة التي تناصر لونا محددا على حساب الألوان الأخرى وتنفيذ ما يملى عليه. الإمارات، قطر، عُمان، عملت فجنت ثمار عملها، منتخبات قوية ومنافسة وروح تشتعل داخل الملعب، عملوا من أجل وطنهم ورفعته بعيدا عن الشخصنة والألوان وأعلام بلادهم ترفرف أمام أعينهم. عشنا ونعيش على أمجاد داثرة لن تعود، ولن تنقذ سمعة وكرامة كرتنا التي أهدرها وأضاعها المنتفعون والمتسلقون والوصوليون الذين لا همّ لهم سوى ما يرونه صالحا لهم بعيدا عن الوطن وسمعته وكرامته. المجتمع الرياضي السعودي يعرف هؤلاء جيدا، ويعرف ما فعلوه واقترفت أيديهم بحق كرة الوطن، ويستطيع المجتمع الرياضي وصف العلاج الناجع لعودة الكرة السعودية متى ما توفرت الأجواء الملائمة لذلك. منتخبنا يئن تحت وطأة النزاعات الملونة، وللأسف أصحاب القرار يقفون موقف المتفرج، بل يدعمون مثل هذه التوجهات، وساهموا بشكل مباشر في إسقاط الكرة السعودية. لن ولم تقوم لمنتخبنا قائمة ما لم يتم تدارك الوضع، وبناء فكر جديد راسخ على أساس حب الوطن أولا، والسعي بكل الامكانات لرفعته، ورسم الصورة الجميلة له في المحافل الدولية. ولن ولم تقم لكرتنا قائمة ما لم يتم إبعاد المنتفعين والمتسلقين الذين يبحثون عن تنفيذ الأجندات الخاصة، التي تملى عليهم ويكرّسون مبدأ التعصب والعنصرية المقيتة. الجماهير وصلت لمرحلة متقدمة قادرة على تقييم الواقع على أساس خبرة ودراية ومعرفة معمّقة في بواطن الشأن الرياضي، ومهما حاول البعض (مكيجة) الواقع المؤلم لكرتنا، فهو أشبه بالنعامة التي تدس رأسها بالرمال ظناً منها ألا أحد يراها. الركب سبقنا ونحن نتنازع الألوان ونتصارع من أجل تأصيل روح التعصب بيننا، وقفنا فسقطنا فكان حالنا أشبه برجل ميت ويحاولون إفاقته وعودته للحياة.