رياضتنا بانحدار، حقيقة يجب أن نعلمها جيداً، ونواجهها بجرأة وشفافية، من أجل إيجاد الحلول الناجعة القادرة مجددا على العودة إلى المسار الصحيح الذي أضعناه منذ زمن ليس بالقصير . من يتابع ويشاهد كرتنا السعودية يتيقن أن هناك ثمة أخطاء فادحة ترتكب بحقها قد تكون عنوة، وقد تكون جهلا، وقد تكون قلة خبرة، ومجملها هي قاصمة لمستقبل ومسيرة الكرة السعودية، وسبب رئيس في انحدارها وتخلفها عن الركب . الأندية تدفع عشرات بل مئات الملايين من أجل تدعيم صفوفها بلاعبين لديهم القدرة على دعم وتطوير الفكر والنهج الكروي للاعب السعودي، ويكون أيضاً إضافة فنية كبيرة للفريق، في المقابل نجد أن كل جهودهم تضيع عندما تحضر العشوائية واللامبالاة في عمل بعض اللجان . بطولات تخسرها الأندية بسبب تلك العشوائية واللامبالاة، وجماهير تتحسر، وتحتقن، وتغضب، وتخرج عن الإطار المثالي للتشجيع بسبب تلك الأخطاء الفادحة بحق الأندية، وبالتالي تنعكس على الكرة السعودية بمجملها كون الأندية هي العصب والرافد الرئيس لها . يجب ألا نبكي على اللبن المسكوب، ونحدد مكامن الخطأ من أجل العلاج، إن أردنا النهوض والمسارعة في مواكبة الركب الذي بدأ يسارع الخطى بعيداً عنّا . يجب أن نتحرر من الذاتية المقيتة، والتعصب الأعمى المدمر، والصراعات الخفية التي تقتل الانتماء للوحدة الوطنية رياضياً، وتعدم نصرة الوطن في ميدان الوحل الآشر. ما نحن به ونعانيه حقيقة دامغة مؤلمة لن نستوعبها أن نحس بوجودها إلا عندما تأتينا اللطمة تلو الأخرى من الذين كنّا بالأمس نستصغرهم، اليوم الكرة السعودية طائرة في مهب الريح، لا فكر، لا تخطيط، لا منهجية واضحة، لا حرص، ولا أي شيء إيجابي يعطينا أمل العودة . إن أردنا العودة الحقيقية يجب أن نبدأ من جديد ، تأهيل، دورات، الاستعانة بالخبراء، إعادة صياغة الأنظمة ، إبعاد كل الأطراف التي كانت تعمل سابقا في اللجان، وضع عقوبات صارمة وقوية وحقيقية على المتخاذل والمقصر واللامبالي في عمله مهما كان منصبه والتشهير به للعبرة والعظة . يجب أن نبدأ بداية احترافية حقيقية بعيداً عن الألوان ، والمجاملات، والمقايضات، بعيداً عن تزييف الحقائق لمجرد أنها تهم طرفاً دون آخر، لايهم من يكون في المنصب، نصراوي أو هلالي أو أهلاوي أو اتحادي؟، الذي يهم العمل الذي يقوم به ومخرجاته. الألوان قتلت الكرة السعودية، وأصبحت تحدد المصالح وفقها للأسف، والمنتخبات تشكل بموجبها ، واللجان تتصارع من أجلها، الخاسر الأكبر نحن . لن تقوم للكرة السعودية قائمة مادامت الألوان هي المرتكز في تحديد نوعية العمل وماهيته واتجاهاته وأهدافه، ولن تعود لخارطة المنافسة مادام بعض العاملين بها تعمي بصيرتهم غشاوة اللون الواحد .