خاطب الليل جاره النهار قائلاً: ما أجمل ليلي وأهدأ سري وأعبق نسيمي ونشوة عشاقي، أهديهم الهدوء والطمأنينة فإما أن يخلدوا للراحة في ساعاتي «أنا الليل» أو يناجوا خالقهم في حضوري «أنا الليل» أو أنهم عاشقون لصمتي «أنا الليل» فأنا لا أتكلم كثيراً ولا أتحدث مع أحد فقط أسهر مع القمر وأسامر النجوم دون إزعاج لأحد أو خوف من أحد.. أمّا أنت أيها النهار فساعاتك سريعة، نشطة، تحفك الشمس وتلفحك أشعتها حتى تستنزف منك جهدك وتقضي على سنين عمرك وكل يوم تتمنى أنت ومحبوك أن آتي سريعاً «أنا الليل» لتهرب من نفسك إلي «أنا الليل» لتتسلى بي أنت والناس ويستريحوا منك "أيها النهار"... نهض النهار غاضباً مزمجراً سائلاً: من أنت أيها الليل لتتجرأ علي وتنعتني وأنت لا تكتمل مدتك إلاّ بي؟ أنسيت أنني أضيء سماء الدنيا بنوري؟! هل نسيت أن عشاقك يملون من كثرة سباتهم في ليلك الحالك وينتظرون مجيء كل صباح حتى أظهر عليهم ويبدؤون حياتهم معي؟! لا بل أنا كل شيء لهم فالحياة أنا والعمل أنا الجهد والمشقة أنا وأنا.. وأنا.. و «أنا النهار»... سكت الليل الجميل بهدوئه المعتاد ثم قال: هل تعلم يا شقيقي النهار أنّ خالق هذا الكون جعلنا مكملين أحدنا للآخر، لا تغضب يا رفيق دربي «أيها النهار» فالحياة أصبحت سريعة ومسرعة ولم يعد وقتي «أنا الليل» كافيا لها ولا وقتك أنت كاف، بربك ما العمل؟! حتى لو اجتمعنا سوياً في وقت واحد فلن نُرضي البشر ومتطلباتهم التي يسعون إليها وسيشكون من ضيق الوقت، أنا الليل وأنت النهار مجتمعين لا نكاد نكفيهم.. هم دائمو الحركة، عالو الهمة، ضائعو الخطى.. اختلطت أمور البشر فلا الليل ليل ولا النهار نهار.. آه.. تعبت من سكوني «أنا الليل» شكراً أيقظتني من نومي «أيها النهار». استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحيّة