حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أنه لن يكون هناك اتفاق بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني، إذا لم تعالج طهران المسائل العالقة في هذا الملف، كما حذرت مجموعة من مستشاري الأمن الأمريكيين البارزين، من أن الولاياتالمتحدة عرضة لإبرام اتفاق للحد من برنامج إيران النووي يفتقر إلى الضمانات الكافية. وقال كيري خلال مؤتمر صحافي: "يبدو أن الإيرانيين لن يوفوا بكامل المعايير المتفق عليها في لوزان، وفي هذه الحالة لن يكون هناك اتفاق"، في إشارة منه للإجراءات التي نص عليها الاتفاق المرحلي بين طهران والدول الكبرى في 2 أبريل في سويسرا، لتبديد مخاوف الغرب من الطموحات الإيرانية النووية مقابل رفع العقوبات الدولية والغربية المفروضة على إيران. وقال كيري خلال مؤتمر صحفي: "يبدو أن الإيرانيين لن يوفوا بكامل المعايير المتفق عليها في لوزان، وفي هذه الحالة لن يكون هناك اتفاق". كانت إيران ومجموعة الدول الست قد اتفقتا على الخطوط العريضة لاتفاق في لوزان في شهر أبريل، ومن المفترض أن يكتمل بحلول 30 يونيو. القضايا العالقة وذكر كيري أنه يعتقد باستمرار أن النتيجة لن تحدد حتى الأيام الأخيرة. وأضاف، أنه "ما لم يتم معالجة القضايا العالقة، لن يكون هناك اتفاق". وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان مقتضب للغاية، إن كيري سيتوجه إلى العاصمة النمساوية اليوم، للمشاركة في المفاوضات الجارية بين إيران ومجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) والتي يفترض أن تتكلل في موعد أقصاه نهاية يونيو الجاري باتفاق يبدد مخاوف الغرب من الطموحات الإيرانية النووية ويرفع بالمقابل العقوبات الدولية والغربية المفروضة على إيران. ومنذ مطلع يونيو تجري في فيينا مفاوضات بين إيران والدول الكبرى على مستوى الخبراء والمدراء السياسيين في وزارات الخارجية، ويفترض أن يلحق بكيري إلى العاصمة النمساوية بقية وزراء خارجية الدول المعنية، وذلك بهدف وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المنتظر. وهذه أول رحلة لكيري (71 عاما) ، وزير الخارجية الذي لا مكان للراحة في قاموسه، والذي أجبر منذ إصابته بكسر في عظم فخذه الأيمن نتيجة سقوطه عن دراجته الهوائية في جبال الألب الفرنسية في 31 مايو على ملازمة الفراش والخلود لفترة نقاهة بعد خضوعه لعملية جراحية. وتعد مسألة رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن إيران بين القضايا الشائكة في المفاوضات الجارية. وتدعو إيران إلى الإنهاء الفوري للعقوبات، إلا أنه من المرجح أن ينص الاتفاق المرتقب على رفع تدريجي لعقوبات معينة مقابل تحرك طهران باتجاه تحقيق أهداف خفض قدراتها النووية. وفي السياق، حذرت مجموعة من مستشاري الأمن الأمريكيين البارزين بينهم خمسة تربطهم صلات بالفترة الرئاسية الأولى للرئيس باراك أوباما، من أن الولاياتالمتحدة عرضة لإبرام اتفاق للحد من برنامج إيران النووي يفتقر إلى الضمانات الكافية. نهج أكثر صرامة وفي خطاب مفتوح، حذرت المجموعة التي تضم مسؤولين أمريكيين سابقين وخبراء في السياسة الخارجية من أن الاتفاق مع إيران "لن يلبي معايير الإدارة نفسها الخاصة باتفاق جيد" ما لم يشمل نهجا أكثر صرامة بشأن عمليات التفتيش النووي التابعة للأمم المتحدة وشروط تخفيف العقوبات. ويأتي الخطاب الذي وقع عليه دينيس روس وهو مستشار أوباما لإيران والشرق الأوسط خلال فترته الرئاسية الأولى بينما يستعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للسفر إلى فيينا، غدا الجمعة، للانضمام إلى المحادثات. وقال روس لرويترز: إن من المهم ألا تنساق المحادثات وراء المهلة بل "فعل الصواب". وأضاف: "يجب أن يفهم الإيرانيون أننا سنمسك بهم إذا غشوا، وأن الثمن سيكون باهظا حتى على المخالفات الأصغر." وتابع: "عليهم أن يعرفوا أننا لن نسمح لهم بامتلاك قدرة تسلح." وذكر روس أن مسؤولي الإدارة الذين تحدث معهم، قالوا: إن الاتفاق الأولي الذي تم التوصل إليه مع إيران في أبريل/ نيسان، تضمن المبادئ الواردة في الخطاب. وجاء في الخطاب الصادر عن معهد واشنطن: "كان معظمنا يفضل اتفاقا أقوى. لن يمنع الاتفاق إيران من امتلاك قدرة تسلح نووي. ولن يقضي بتفكيك البنية الأساسية النووية الإيرانية لكنه سيحد منها خلال ما يتراوح بين 10 و15 عاما." وقالت وكالات إيرانية للأنباء، أمس الخميس: إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، سيتوجه إلى فيينا لينضم إلى المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية الست، التي تهدف إلى التوصل لاتفاق نهائي بشأن برنامج طهران النووي.