في تلك الجزيرة النائية ... أشعة الشمس التي تخفيها أطراف ورق شجرة الجوز تارة وتسمح لها تارة ... تلك الأمواج التي تتداعب الساحل بزحفها الخلاب وصوتها الرقيق ... فجأة ... انقطع حلمك التفت وإذ بذلك الدخيل يأخذ ذلك الجمال بعيدا.... ليبدله بوجهه النكد . أقلب صفحات المصحف متأملاً في آياته متأثرا بمعانيه وما تخفيه كلماته ... آية تتلوها آية وخشوع لا ينقطع ..... فجأة ..... انقطع ذلك عندما أطل علي ذلك الدخيل مخرجني من ذلك كله .... إلى انعدام الجدية وضبابية الهدف . مشهد ومشهد ومشهد .... ومازال ذلك الدخيل يحشر أنفه في أخص أمورنا .... ملق بنا جانب الطريق ملتهين عن أهدافنا ..... ويسلمنا لعجلة السنين التي تعود بنا إلى الوراء دون أن نشعر . من أنت أيها الدخيل؟ وكيف سلبت أهدافنا وأوقاتنا واجتماعاتنا وحتى خصوصياتنا .... ونحن ننظر إليك بوجه الفرح الراضي ؟؟؟ من أنت ؟؟؟؟ أجاب الدخيل : أنا صناعة عدم مبالاتك حاكني انحطاط همتك وكساني هزل هدفك أدخلتني فوضويتك في كل أمور حياتك .... سلبت كل شيء منك ... دينك , أهدافك , صحتك , وأيضاً مستقبلك أنا هاتفك عندما أسرق خشوعك ... أنا ذلك البرنامج الذي أخذت جل وقتك وألهيتك عن ذكر ربك ... أنا ذلك الذي خطف منكم فرحة اجتماعاتكم ...... وصارت جلساتكم لي وتركتم من تغازلون مشاعرهم في بداية لقاءاتكم بعبارة الأخوة التي جعلتها أنا ...كاذبة .... أن الصارف الذي يأخذك بعيدا عن كتبك وأوراقك وعندما تنتبه تلعنني وما تلبث أن تعود لتحضنني .... أنا ذلك الذي قطعت لحظة استرخائك بأمور تافهة .... دخلت في حياتك ..... بينما طردت من حياة آخرين .... نظروا إلي بنظرة الجاد ووظفوني لأهدافهم واعتلوا علي ليجعلوني خطوة ليصلوا إلى مبتغاهم. قد أكون في نفس الجهاز الذي تملكه ويملكه غيرك .. لكن تغيرت طريقة التعامل فأصبحت عند الأول معول هدم .... والآخر أداة بناء . اختلف الناس في تعايشهم معي فمنهم من سرت معه ليخسر دينه ودنياه ... ومنهم من ارتقيت به ومعه إلى هام الثريا ورفعت ذكره عند الخلق وبإذن الله سترتفع منزلته عند الخالق. أيه الدخيل ... إما أن تكون العلة أو أن تداوي العليل.