بعد رئاسة جورج بوش الأب (1989-1993) والإبن (2001-2009)، دخل أمس الابن الثاني جيب المعترك الرئاسي آملا بتمييز نفسه عن رصيد الأخ الأكبر، ونيل لقب الحزب الجمهوري لمنافسة محتملة مع المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. وأعلن بوش من مدينة ميامي في ولاية فلوريدا والتي كان حاكمها بين 1999 و2007، الترشح للرئاسة أمس وحمل خطابه طابعا معتدلا للتواصل مع الأقليات والبنود الاقتصادية والاصلاحية. وحاول بوش التمايز عن العائلة اذ اقتصر شعار حملته على اسمه الاول «جيب!» وأكد أنه يختلف عن شقيقه جورج بوش، الذي غادر المنصب في ظل حربي العراق وأفغانستان وأزمة اقتصادية خانقة في 2008. وقال جيب بوش لمحطة «سي.أن.أن»: «جيب يختلف عن جورج...أنا من أنا وقصة حياتي مختلفة»، فيما اعتبر أن والده الرئيس السابق جورج هربرت بوش هو «أعظم رجل على قيد الحياة». واعترف بوش بأنه يبكي بين الحين والآخر، وأن طبعه خجول بعض الشيء ولا «يدردش» كثيرا. ورسميا، كان جيب (62 عاما) يدرس امكان الترشح منذ ستة اشهر ولو ان الامر لم يكن ابدا موضع شك اذ كان بدأ بجمع التبرعات والتنقل بين الولايات الاستراتيجية للانتخابات التمهيدية. وصرح جيب السبت في مقابلة مع شبكة «ان بي سي» في تالين التي اختتم فيها جولة اوروبية شملت برلين ووارسو ان «دوري كمرشح هو ان اكون الافضل، ان اقنع الناس بان افكاري وقدراتي القيادية هي ما تحتاج اليه البلاد». واقحم جيب بوش نفسه في مأزق حول مسالة العراق. فقد اقر مؤخرا رغم دفاعه عن قرار شقيقه غزو العراق، بانه لو كان كان رئيسا لما كان أمر بذلك. ويضم فريقه عددا من الوجوه التي أشرفت على حرب العراق بينها بول وولفوفيتز. أما في الملف السوري فكان جيب بوش طرح فكرة إقامة مناطق عازلة في الشمال والجنوب، وأكد على ضرورة تحرك أكبر في العراق والمنطقة عموما «لاحتواء تأثير إيران.» ويهدف اعلان الاثنين الى اعادة اطلاق الترشيح الذي فقد من رونقه بعد تزايد عدد المرشحين عن الحزب الجمهوري. وكان جيب يتقدم على المرشحين الاخرين في استطلاعات الرأي التي اجريت في مطلع العام، لكن هذه الافضلية زالت تقريبا بعد أن لحق به حاكم ويسكونسون سكوت ووكر والسناتور ماركو روبيو. وتعطي الاستطلاعات الأخيرة تقدما لروبيو الذي عمل لدى بوش في فلوريدا.