شهر عظيم شهر الوحدة الإسلامية في كل بقاع الأرض الشهر الذي رفع قيمة أمة الإسلام وإظهارها في مظاهر الوحدة والنظام فتربعت على عرش جعلها المثل الكامل بين شعوب العالم وأممه بالتزامها بهذا الشهر الكريم وما أوجبه الله فيه. جمع القلوب المسلمة على تعظيم ما عظم الله تعالى من شهر رمضان والقرآن العظيم. شهر باركه الله وفضله على بقية الأشهر بإنزال القرآن الكريم فيه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا هادياً للناس من الضلال، بآيات واضحة من الهدى بما يهدى إلى الحق من أحكام ومن الفرقان ما يفرق بين الحق والباطل وفيه ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر. «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» هذا الشهر الفضيل وجب علينا أن نكون فيه قدوة ومثالا لأبنائنا نصوم نهاره ونقوم ليله ونكثر فيه من الطاعات وقراءة القرآن والذكر وصلاة التراويح علينا أن نعوّد أبناءنا عليها فالمسلسلات والتمثيليات والبرامج التي تكثر في الشهر الكريم من الممكن إعادتها بعد هذا الشهر لكن صلاة التراويح لا يمكن إعادتها، عليهم أن يعرفوا فضلها بحسب عمرهم الزمني واستيعابهم. صلاة التراويح قربة وعبادة عظيمة مشروعة، والنبي صلى الله عليه وسلم فعلها ليالي بالمسلمين، ثم خاف أن تفرض عليهم، فترك ذلك وأرشدهم إلى الصلاة في البيوت ثم لما توفي صلى الله عليه وسلم وأفضت الخلافة إلى عمر بعد أبي بكر رضي الله عنهما ورأى الناس في المسجد يصلونها أوزاعاً هذا يصلي لنفسه وهذا يصلي لرجلين وهذا لأكثر قال لو جمعناهم على إمام واحد فجمعهم على أُبي بن كعب وصاروا يصلونها جميعاً واحتج على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))، «بن باز» رحمه الله في فضل صلاة التراويح. لابد أن يعرفوا أن صوم رمضان فريضة واجبة على المكلَّف وعلى غير المكلفين التعود عليه بقدر استطاعتهم، ولأنها فريضة يجب أن يتعلموا أركانها وواجباتها فإتمام هذا الشهر واجب أوجبه سبحانه وتعالى وقضاء الأيام التي أفطرها المريض أو المسافر واجبة لإكمال عدة الشهر التي هي ثلاثون أو تسعة وعشرون يوماً بحسب رؤية الهلال هذا ليس من الصعب عليهم فهمه. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخص رمضان من الاجتهاد ما لا يخص غيره وكان أجود الناس، يكثر من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والذكر والاعتكاف. الصوم أخلاق ورسول الله بعث ليتمم مكارم الأخلاق «فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم»، و«من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» الأولاد أمانة لا بد أن نربي هذه الأمانة على الدين والقيم والمبادئ السامية والخلق بالتوجيه في رمضان وما بعده. سيد الشهور وأفضلها ننتظره غداً إن شاء الله شهر القرآن حيث نزل الروح الأمين بأول آية منه وهي: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ»، شهر القرآن وكان ذلك في ليلة القدر «إنا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ» لا بد أن يشعر الأبناء بروحانية هذا الشهر وبليلة القدر التي يشهد الاحتفاء بها ملائكة السماء وكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ». اللهم تقبل صيامنا وقيامنا يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم كثرت ذنوبنا وعفوك أكثر فيا عفو اعف عنا. * تربوية- مديرة مدرسة