إن مراكز الإشعاع في المجتمع المعاصر متعددة المنابع ولكنها موحدة في المصب، فالنادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون مركزان مهمان من مراكز الإشعاع في المجتمع. وشهر شعبان في هذه السنة كان شهراً مثمراً وشهراً حركياً يلمع باللآلئ التي تخلب الأبصار وتغذي العقول والأفهام وتبهج النفوس، والنادي الأدبي الثقافي بالأحساء يتوهج ضياءً ثقافياً وأدبياً. وجمعية الفنون بالأحساء أيضاً تستعرض أعمال فنانات وفنانين تشكيليين في معرض ضم قرابة مائة عمل فني وكل تلك اللوحات جعلتها في دهاليز مبناها الكائن في شرق مدينة الهفوف.. فالنادي الأدبي بقيادة ربانه الحاذق سعادة الأستاذ الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري فَرِحَ بفَرح الأحساء بفوز ابن الأحساء الشاب حيدر بن جواد العبدالله بالبردة، ودعا جميع مثقفي الأحساء في تظاهرة حميمية بيضاء دافئة عبر فيها عن الاحتفاء بهذا النجم اللامع الذي بزع في الإمارات العربية وشع حتى عمَّ السعودية بل الخليج بل الوطن العربي من البحر إلى البحر.. نعم أقام نادي الأحساء ليلة ستبقى في عقول وقلوب ونفوس الأحسائيين إلى ما شاء الله، بدأها سعادة الدكتور ظافر بكلمة ضافية هنأ فيها الفائز حيدر، ورحب بالحضور واحتضن الجميع بحفاوته وابتسامته ودماثة خلقه التي تعبر عن طيب معدنه ونقاء منبته ومحدته، فقام بعض المثقفين وأعربوا عن مشاعرهم بهذه المناسبة نثراً مثل كلمة لعضو المجلس البلدي الأستاذ على حجي السلطان، بيَّن فيها الدعم الذي قدم لأمير الشعراء طوال المسابقة والصعوبات التي واجهت الشاعر ولجنة الدعم أثناء حلقات البرنامج وأثنى فيها على أمانة الأحساء وشكر النادي الأدبي، وقام بعد ذلك شعراء ضمخوا هذه الأمسية بعطر وطني صافٍ كالأستاذ الشاعر جاسم المحيبس والأستاذ الشاعر عبدالله الخضير وكاتب هذه السطور، ثم كُرِّمَ الشاعر حيدر من قِبَل أكثر من جهة مثل النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية ممثَّلاً بالأستاذ خليل الفزيع رئيس النادي وتخلل ذلك بعض إبداعات الشاعر المبدع حيدر سَعِدَ بها الحضور وبعد التكريم أُخذت الصور التذكارية ثم ذهب الجميع إلى مأدبة العشاء التي أُعدت لهم بهذه المناسبة. أما جمعية الثقافة والفنون بالأحساء فقد كان من ثمراتها الكثيرة واللذيذة هذا المعرض الرائع للوحات عشرات الفنانين والفنانات من مملكتنا الحبيبة، والتي أخرجتها الجمعية في كتيب أنيق لطيف قدم له الأستاذ الغوينم والأستاذة سلمى علي الشيخ. فقال الغوينم: عندما تمتزج الروح بالعقل بيد فنان جعل من الريشة والألوان طريقاً له في الكشف عن مشاعره لما حوله فإنه بذلك يعكس صورة صادقة ومعبرة عما تخبئه روحه من خلجات تتشكل إبداعاً وجمالاً على لوحة تعبر بشكل عفوي وصادق عما يحتويه من جمال. وفي لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء أصبحت هذه الخلجات والمشاعر حاضرة المعرض الجماعي الذي تنظمه؛ إيماناً منها بأهمية الدور الذي تقوم به الفنون التشكيلية في استشعار واستشراف الجمال المكنون في داخل كل إنسان. فشكراً لكل من شارك معنا في هذا المعرض من فنانين وفنانات ولجنة منظمة بذلت جهوداً كبيرة من أجل أن يصل هذا الجمال إلى ذائقة الجميع. * وأما الأستاذة الفاضلة سلمى علي الشيخ مشرفة لجنة الفنون التشكيلية فقد قالت في مقدمتها لهذه الكتب: تعكس تجربة الفن التشكيلي في بلادنا مستوى العراقة في هذا الفن الجميل وأصالة الفنان السعودي في هذا المجال محلياً وعربياً منذ زمن بعيد. واليوم نحتفل بإقامة معرض فنانين من مختلف مناطق المملكة، والذي يضم كوكبة من الفنانين والفنانات ليكون حديثاً فنياً غير اعتيادي، وإن احتضان جمعية الثقافة والفنون بالأحساء هذا المعرض يعد استمراراً لعطاء الفنانين التشكليين بالمنطقة، وهو عطاء متجدد معبر مليء بالحس الفني الجميل من خلال عرض الأعمال الإبداعية من الفنانين بأعمال ذات ذائقة فنية متنوعة ومتباينة في الأفكار والخامات والمدارس الفنية، عمدنا الى استضافة كوكبة من الهواة (كلنا رسامون) لإتاحة الفرصة في إبداعاتهم للانطلاقة تحت مظلة جمعية الثقافة والفنون وهذا ديدن قسم الفنون التشكيلية بالجمعية للأخذ بيد الفنان ودعم المواهب. وفق الله الجميع... * باحث لغوي