شاهد كارلوس غصن صورا لسيارة صغيرة ذاتية القيادة تابعة لجوجل. لكن هذا لم يعمل على إثارة إعجابه بها. وقال الرئيس التنفيذي لرينو ونيسان خلال زيارته الأخيرة لبلومبيرج "إنها صندوق. إنها لا تستطيع الإغواء أو الجاذبية". بالتأكيد، إنه يفهم المنطق الاقتصادي من المركبات النفعية بدون سائق التي تنقل الناس هنا وهناك كل يوم وليلة. إن الأمر مجرد (1) أنه لا يعتقد أن عصر القيادة بدون سائق سيكون أمرا يجب التعامل معه لمدة عشر سنوات أخرى على الأقل، وربما لفترة أطول، لأسباب تنظيمية إن لم يكن لأسباب أخرى، و(2) هو وغيره من المسؤولين عن صناعة السيارات يفضلون العمل على أشياء أخرى. وقال: "هل ترى أي رئيس تنفيذي لأي شركة كبرى لصناعة السيارات يقول: "يا للروعة! سيارات ذاتية القيادة؟ هذا أمر رائع!"؟ وأنا أقول له: لا يا سيد كارلوس. لم يقلها أحد منهم. ثم مرة أخرى، وبطبيعة الحال، أصحاب المناصب في صناعة السيارات، التي هي في الوقت الحالي صناعة مربحة جدا، لن يكونوا متحمسين حيال تطور يمكن أن يعطل النجاح الذي يتمتعون به في أعمالهم. هذا لا يعني أنهم على خطأ. ولكنه يبين بالتأكيد لماذا هناك فرصة لشركة دخيلة مثل جوجل. إليكم غصن مرة أخرى: "إن صناعة السيارات سوف تفعل كل ما بوسعها للتأكد من أن المنتج لا يصبح سلعة". السيارات ذاتية القيادة الصغيرة الوظيفية التي لا تشتريها ولكن تستهلكها كخدمة هي إلى حد كبير ما نعنيه بكلمة سلعة. السيارات التي تتمتع بميزات مستقلة جزئيا مثل "القيادة التجريبية" من أودي التي تعمل قليلا مثل الطيار الآلي في الطائرة، هي مسألة أخرى. فيما يلي رأي شركة أودي: القيادة التجريبية ليست أمرا "لا بد منه"، وإنما هي شيء ما "تستطيع" أن تختاره. أودي لن تقوم أبدا ببناء سيارات الروبوت، ولكن بدلا من ذلك سوف تضع دائما السائق في محور قراراتها. هذا يبقي شركات صناعة السيارات في مجالات مألوفة في محاولة لاستمالة المشترين مع ميزات فريدة من نوعها. السيارات يمكن أن تكون لا تزال جذابة ومغرية، وقد لا تكون هناك حاجة إلى إعادة تفكير شاملة بملكية السيارة. ويعتبر كارلوس غصن من أكبر المشجعين لهذه التقنيات المستقلة، حيث إن ميزة "السائق الآلي أثناء ازدحام المرور"، والذي يسمح بإبعاد الأيدي عن القيادة في حالات التوقف والذهاب، من المقرر أن تكون متاحة في بعض سيارات نيسان ورينو بحلول نهاية العام المقبل. الهدف هو "القضاء على التعب في القيادة، وليس القضاء على متعة القيادة"، كما كتب مؤخرا على موقع لينكدين. قد يفضل الوافد الجديد تسلا (السيارات الكهربائية)، وقادم المستقبل المحتمل أبل، التنافس على هذا المنوال أيضا - فهم لا يريدون إنتاج مركبات سلعية أيضا. السؤال، حقا، هو ما إذا كان سيكون الأمر متروكا لهم. قال غصن اليوم إنه مع كل هذا التقدم المقبل في مجال التكنولوجيات المستقلة، سيتم إعداد رينو-نيسان وشركات صناعة السيارات الأخرى للقفز إلى سيارات ذاتية القيادة بالكامل إذا كانت السوق متجهة نحو هذا الاتجاه. ولكن عندما تتحول السوق بطريقة كبيرة حقا، وهو يبدو على الأقل أنه أمر ممكن للسيارات في السنوات المقبلة، يمكن لشاغلي المناصب أن يجدوا أنفسهم إما يلعبون لعبة اللحاق أو يتخلفون عن الركب. إضافة ميزات مستقلة على السيارات الموجودة هي أمر يختلف كثيرا عن تصميم سيارة مخصصة لأن تقود نفسها بنفسها. قال غصن: "واجبنا هو أن نتأكد من أننا نكشف عن الاتجاهات العامة ونحرك الاتجاهات العامة، ولكن في نفس الوقت أن نكون متواضعين بما فيه الكفاية لنعترف بأننا لا نعرف ماذا سيحدث". وهذا بالطبع يبدو منطقيا. كما أنه يترك فتحة ممكنة لأولئك الذين هم أقل تواضعا.