«يا لبى قلوبكم يا حبايبي»، بهذه الجملة غيّر الشاعر بكر هوساوي عرفاً شعرياً اعتاد عليه شعراء النبط منذ سالف العصر والأوان في ختام قصائدهم بقول: «وسلامتكم» إيذاناً بانتهاء القصيدة، إلا أن جملة هوساوي المختلفة سهلت له طريقه نحو النجومية، لتجعل «الطرفة» منه شاعراً مشهوراً. بكر هوساوي الذي كانت بدايته الشعرية قبل 6 أشهر من الآن بنشره مقاطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعي «كيك» يردد خلالها جملاً على نسق واحد متجانس من دون النظر إلى وزن القصيدة وقافيتها والمعاني الشعرية التي تظهرها، إلا أن أسلوب هوساوي الفريد والجديد من نوعه وسّع دائرة معجبيه، ليبلغ عدد متابعيه عبر موقع «كيك» نحو 45 ألف متابع. وما لبث هوساوي قليلاً إلا وافتتح نافذة أخرى للتواصل مع محبيه عبر إنشاء حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي منحه فرصة للتواصل مع كبار شعراء النبط بتوجيه أبيات شعرية لهم في محاولة لجذب أنظار المجتمع الشعري إليه، كمجاراته الشهيرة للشاعر علي بن حمري، وأبياته التي وجهها إلى الشاعر خالد بن سعود الكبير التي امتنع الأخير عن الرد عليها مكتفياً بتلقيبه ب«عنترة». واختار هوساوي وسماً خاصاً له في «تويتر» بعنوان: «بركانيات»، ليذيل به أبياته الشعرية، في دلالة على لقب أطلقه على نفسه «بركان الشعر»، والذي اختلف فيه مضمون القصائد المنشورة عبر الحساب التويتري عن تلك التي بدأ بها مسيرته الشعرية من ناحية الوزن والقافية والقوة، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً بين أوساط متابعيه في تبني أحد الشعراء له والكتابة عوضاً عنه لقصائد وأبيات قوية المعنى. ولعل قصيدة «من بكر هوسا ومن مكة/ قوافي الشعر مصطكة» التي ناشد خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن ثاني العفو عن الشاعر محمد بن الذيب التي بلغ عدد مشاهديها عبر موقع «يوتيوب» نحو260 ألف مشاهدة، وقصيدته «عاد عيد المملكة» المكتوبة لمناسبة اليوم الوطني ال83، سبب في رسم علامات الاستفهام في تلك القصائد وشاعرها. بكر هوساوي تطرق من خلال قصائده إلى عدد من المواضيع الشعرية التي كان أبرزها قصيدته في اللاعب محمد نور وأبيات كتبها عن حال المعلمين القدامى وعدد من أبياته الغزلية، إضافة إلى عدم إهماله الجانب «الصعولكي» الذي يتعبه الكثير من شعراء النبط، وذلك بمدح كبار ملاك الإبل السعوديين، ليؤكد الهوساوي نظرية صعلكة الشعر الشعبي، بكتابة الأبيات طمعاً في ما قد تجلبه لهم، واتخاذ الشعر وسيلة للكسب، ومهنة لمن لا مهنة له. ولن تتوقف الساحة الشعبية في السعودية على بكر هوساوي، إذ فتحت مواقع التواصل الاجتماعي باباً للشعراء الصعاليك، الذين حوّلوا القصيدة العامية إلى سخرية وطرفة، لكن جميعهم ظهروا بأسماء مستعارة باستثناء هوساوي الذي ظهر باسمه وصورته الحقيقية، في دلالة واضحة على التحدي والمنافسة في ساحة الشعر التي كانت محصورة على أسماء معينة فقط ومنابر محددة.