أكدت مصادر دبلوماسية أنه يتم البحث عن مكان يمكن أن يفر إليه رئيس النظام السوري بشار الأسد، غير مرتبط باتفاقية روما حول محكمة العدل الدولية لخوفه من إمكانية محاكمته بعد عزوفه، بتهم ارتكابه جرائم حرب، ويتم البحث حول دولة يمكنها استقبال الأسد وعائلته، كروسيا وإيران، حيث هناك أصدقاء وحلفاء، وسويسرا حيث تكمن الموارد المالية لعائلة الأسد التي ستؤمن له البقاء لمدة طويلة في المنفى, وواصلت المعارضة ضغطها على النظام شمالا وجنوبا، فيما أكد مصدر خاص في مدينة طرطوس أن المقاتلين في الميليشيات الأفغانية والإيرانية يصلون إلى سوريا عبر ميناء طرطوس البحري، بسفن صينية قادمة من إيران عبر قناة السويس المصرية، وواصل النظام السوري جرائمه والقصف بالبراميل المتفجرة التي أوقعت أكثر من مائة قتيل في إدلب، ووثقت لجان التنسيق المحلية مقتل أكثر 105 أشخاص، بينهم 13 طفلا، و 9 سيدات في إدلب، وفي محافظة الرقة أكدت مصادر مصرع فلسطينيين 2 أحدهما قيادي في تنظيم داعش قضى خلال قصف لطائرات التحالف على الريف الشمالي للرقة. الهجوم جنوبا وأعلن مقاتلو المعارضة السورية أمس سيطرتهم على أهم القواعد العسكرية في جنوبسوريا، في ضربة جديدة للنظام تضاف الى سلسلة خسائر تكبدها أخيرا، في وقت ارتفعت فيه حصيلة القتلى في النزاع المستمر منذ أربع سنوات الى أكثر من 230 ألفا. وقال ل "فرانس برس" المتحدث باسم الجبهة الجنوبية عصام الريس: "تم تحرير اللواء 52 بالكامل صباح (أمس) .. بعد 24 ساعة من القتال". وتقع القاعدة العسكرية جنوب شرق الطريق الدولي الذي يربط دمشق بالعاصمة الأردنية، وتضم لواء مدرعات وكتائب مشاة ومدفعية وراجمات، بحسب ناشطين. وأوضح الريس ان قوات النظام كانت تستخدم هذه القاعدة "لقصف المناطق الشرقية في المحافظة وتعد من خطوط الدفاع الاساسية عن دمشق". وأطلقت "الجبهة الجنوبية" اسم "معركة القصاص" على معركة "تحرير اللواء 52"، وتضم الجبهة الجنوبية مجموعة من كتائب المعارضة المعتدلة بينها الفيلق الاول وفصائل إسلامية بينها أحرار الشام، ويبلغ تعدادها الاجمالي 35 الف عنصر. وأوضح مدير المكتب الإعلامي للفيلق الاول ضياء الحريري لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان الهجوم جاء "للاقتصاص من اللواء الذي أذاق القرى الكثير من القصف، وكان المسؤول عن اقتحام القرى والمدن الثائرة في درعا". وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته سيطرة "فصائل اسلامية ومقاتلة على أجزاء واسعة من اللواء 52" المحاذي لبلدة الحراك في الريف الشمالي الشرقي لدرعا بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، مشيرا الى ان قوات النظام انسحبت من مقر اللواء الى بلدة الدارة المجاورة. وتخلل الهجوم على مقر اللواء اشتباكات عنيفة تسببت - وفق المرصد - في مقتل عشرين عنصرا على الاقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و15 مقاتلاً من الفصائل بينهم عقيد منشق وقائد لواء. وتسيطر فصائل المعارضة على معظم محافظة درعا وعلى أجزاء كبيرة من مدينة درعا، مركز المحافظة، التي شهدت أولى الاحتجاجات ضد نظام بشار الاسد في منتصف مارس 2011. غارات على حلب واستهدف الطيران المروحي التابع لقوات النظام أمس، عدة أحياء في مدينة حلب شمال سوريا ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس، أن طيران النظام السوري استهدف منطقة في ضهرة عواد بحي طريق الباب ببراميل متفجرة أدت إلى مقتل وجرح نحو 10 مدنيين، إضافة إلى استهدافه حي الفردوس وحي الأنصاري بمدينة حلب مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. اشتباكات القنيطرة وتجددت الاشتباكات في ريف القنيطرة بين قوات النظام والميليشياتِ الموالية لها من جهة، ومقاتلي فصائل المعارضة من جهةٍ أخرى في محيط بلدتي المسحّرة وأم باطنة في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة، وقصفت قواتُ النظام مناطق في بلدة الحارة بريف درعا، أعقبه قصفٌ بالبراميل المتفجرة لمناطق في بلدات الحَرَاك والكرك الشرقي وإبطع. "أدوار زوجات داعش" من جهتها، نقلت شبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية، أمس الثلاثاء، عن مصادر أمنية في واشنطن تأكيدها أن "الجيش الأمريكي بدأ ينظر في فرضية قيام زوجات عناصر وقادة تنظيم داعش بأدوار كبيرة". وأضافت المصادر أن الجيش ينظر في فرضية قيامهن بأدوار كبيرة "على صعيد عمل التنظيم من خلال شبكات العمل والاتصالات، وذلك لاعتقادهم بأن القوات الأمريكية لا تعير نساء التنظيم الكثير من الاهتمام والمراقبة". وكانت قوة أمريكية خاصة قد قامت الشهر الماضي بتنفيذ غارة أدت إلى مقتل قيادي في التنظيم معروف باسم "أبوسياف" يعتقد أنه يلعب دورا على صعيد العمليات المالية لداعش، وترافق ذلك مع القبض على زوجته التي نظرت الأجهزة الأمنية الأمريكية إليها على أنها "كنز من المعلومات" قادرة على تقديم تصور أوضح حول عمل واتصالات التنظيم. أما عن التجارة النفطية لداعش، قالت المصادر: إن الجيش الأمريكي بات متأكدا بأن نصف عوائد داعش النفطية تخصص للعمليات العسكرية وتمويل النشاطات المسلحة، أما النصف الآخر فيدفع كأجور للعمال ولدعم عمليات الإنتاج وإصلاح الأضرار الناتجة عن الغارات الدولية. ميليشيات أفغانية وإيرانية وأكد مصدر خاص في مدينة طرطوس أن المقاتلين في الميليشيات الأفغانية والإيرانية يصلون إلى سوريا عبر ميناء طرطوس البحري، محملين بسفن صينية قادمة من إيران، مشيراً أن الطريق البحرية التي تعبرها السفن تمر بقناة السويس المصرية. وأضاف المصدر الذي يعمل في الميناء ل"السورية نت" طالباً عدم ذكر اسمه، أن السفن التي تنقل الميليشيات لا تحمل أية صفة عسكرية، موضحاً أنه بعد وصول المقاتلين إلى الميناء يجري نقلهم عبر الطريق السريع الواصل إلى دمشق مروراً بمدينة حمص، حيث يجري توزيع هؤلاء الجنود إلى العديد من جبهات ريف اللاذقية. ولفت المصدر إلى أن القيادات الإيرانية التي تشرف على المعارك وتساند قوات نظام الأسد يتم نقلهم جواً عبر مطار مدينة جبلة. وبحسب المصدر ذاته فإن قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني" تم نقله بهذه الطريقة إلى جبال الساحل السوري، خلال زيارته الأخيرة إلى قرية جورين بريف حماة مقر عمليات الضباط الإيرانيين. وذكر عدد من سكان طرطوس ل"السورية نت" أن مدينتهم باتت تشهد تشديداً أمنياً كبيراً خلال ساعات الليل، مشيرين إلى أنهم يشاهدون العديد من حافلات النقل الخاص التابعة لشركة "القدموس" التي يملكها "مهران خوندة" والقادمة من مدينة القدموس بريف طرطوس. لافتين إلى أن التشديد الأمني تنتهي مظاهره مع ساعات الصباح الأولى. مرحلة العناية الفائقة ودخل نظام الرئيس الأسد العناية الفائقة حتى إن درجة التشكيك في مستقبله داخل طائفته والأوساط القريبة منه أكبر من أي وقت مضى، بعد الخسائر التي مني بها في وسط سوريا على يد داعش وفي شمالها على يد "جيش الفتح" وفي جنوبها على يد الجيش السوري الحر. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أنه خلال اجتماع ضيق في باريس بشأن الوضع في سوريا، على هامش الاجتماع المصغّر للتحالف لمحاربة داعش، تم بحث خطة لمرحلة انتقالية في سوريا، ويبدو حسب هذه المصادر ان هناك اقتناعًا بأنه حان الوقت لتنحّي الأسد وانتقاله إلى دولة لم توقع اتفاقية روما حول محكمة العدل الدولية. ودعا تدهور الوضع العسكري حلفاء النظام السوري "حزب الله" وإيران إلى إرسال المزيد من المقاتلين لحماية العاصمة دمشق من تهديد داعش والثوار السوريين، ما أدى إلى تململ داخل الطائفة الشيعية اللبنانية ، خاصة بعد ارتفاع عدد القتلى في صفوف مقاتلي "حزب الله" في معركة القلمون ورفض ابناء الطائفة التجنيد للقتال داخل سوريا نتيجة ذلك. حصيلة النزاع السوري وفي التفاصيل فقد ارتفعت حصيلة القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011 إلى أكثر من 230 ألف قتيل، غالبيتهم من المقاتلين، وبينهم حوالي 11500 طفل، بحسب آخر إحصاء للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ووثق المرصد، حسبما نقل مديره رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس الثلاثاء «مقتل 230 ألفًا و618 شخصًا منذ انطلاقة الثورة السورية مع سقوط أول قتيل في محافظة درعا في 18 مارس حتى تاريخ الثامن من مايو 2015». والقتلى هم 69494 مدنيًا و41116 من المقاتلين السوريين المعارضين والأكراد و31247 من المقاتلين الأجانب معظمهم متطرفون، و49106 من قوات النظام و36464 من المسلحين الموالين لها، و3191 مجهولي الهوية. ويستند المرصد في معلوماته إلى شبكة واسعة من المندوبين والناشطين والمصادر العسكرية والطبية في كل سوريا. وقد أحصى بين المدنيين مقتل 11493 طفلًا، و7371 أنثى فوق سن الثامنة عشرة. ويتوزع مقاتلو المعارضة بين 38592 من المدنيين الذين حملوا السلاح ضد النظام أو ضد تنظيم داعش و2524 من المنشقين عن الجيش والقوى الأمنية السورية. وبين المسلحين الموالين للنظام، قتل 838 عنصرًا من حزب الله و3093 مقاتلا شيعيًا من دول عدة، بالإضافة إلى عناصر الميليشيات السورية الموالية وعددهم 32533. وقتل 6657 شخصًا خلال شهر مايو، معظمهم من قوات النظام والمتطرفين الذين خاضوا معارك عنيفة على أكثر من جبهة، في حصيلة هي الأعلى منذ بداية العام الحالي. ولا تشمل حصيلة القتلى الإجمالية أكثر من 20 ألف مفقود في سجون النظام (غير المعتقلين) ونحو 9 آلاف معتقل من قوات النظام والموالين له لدى فصائل المعارضة وأكثر من 4 آلاف مخطوف من المقاتلين والمدنيين في سجون تنظيم داعش. ويؤكد المرصد أن هناك الآلاف مصيرهم مجهول فقدوا او انقطع الاتصال بهم خلال معارك في مناطق عدة، نتيجة ذلك، يرجح المصدر أن يكون عدد القتلى في النزاع الدامي الذي يزداد تعقيدًا وتشعبًا، أكثر بعشرات الآلاف.