المرأة السعودية على موعد مع زوج في حالة مزاجية وسلوكية لا تتكرر سوى في المواسم، خصوصاً الصيفي منها، وأحب أن أسميه (الزوج المسافر)! فبعد أن قطعت الزوجة درباً وعرة من محاولات إقناع الزوج بأهمية السفر على مدى شهور خلال العام الدراسي، جاءت الموافقة على مضض.. ومسبوقة بشروط واضحة وصريحة تقول: سأسافر بكم بشرط، أن يكون اختيار الدولة خاضعاً لمقاييسي، وأن تتركوا لي حرية السفر وحدي شهراً كاملاً بعد رمضان!. وللمهتمين والمهتمات بدراسة المظهر العام للزوج المسافر وسلوكياته، كل ما عليكم فعله هو مراقبة التالي: هذا الزوج لا ينظر إلى زوجته خلال مرحلة المطار (بدءا من إصدار بطاقة الصعود إلى الطائرة وحتى في منطقة الانتظار)، ستلاحظون أنه يجيب عن أسئلة الزوجة دون الاستدارة إليها، يكثر من ترديد عبارة (روح لأمك) كلما اقترب منه ابنه أو ابنته طلباً للمساعدة، ينشغل كثيراً في هاتفه الذكي، يتجول وحده في المطار، يتأفف قبل العودة للجلوس.. ويتأفف عند القيام مرة أخرى لأسباب مجهولة!. في الخارج، المسألة مختلفة: سوف تظهر لدى الزوج اهتمامات مفاجئة برياضة المشي! لذا، على الزوجة ألا تستغرب خلو فراشها في الصباح الباكر من شريك الحياة، فقد خرج الزوج النشيط للتريض.. مغادراً المكان كالنسمة.. ودون ضجيج يذكر!! وعلى الزوجة ألا تتفاجأ كثيراً من عدم مرافقته للأسرة عند خروجهم بعد عودته، بحجة أن المشي أصابه بالإجهاد، وسوف يستلقي قليلاً! ومهما حاولت الزوجة معرفة أي تفصيلة صغيرة حول هذا الخروج المبكر وأسبابه، سيكون الرد دائماً: كنت أتمشى! ستلاحظين عزيزتي الزوجة أيضاً أن هذا الزوج المتأفف في البيت وفي المطار، إن خرج مع الأسرة أثناء السفر إلى الخارج، سيكون آخر من ينهض عن مائدة المطعم، خصوصاً أنه كان موفقاً جداً في اختيار مقعد يساعده على التنقل بنظره بين كل ما يحيط به، كما سيساعده الموقع الاستراتيجي على تقليب محادثات الرفاق واستعراض بعض الصور والمقاطع معهم! الأمر الذي سيثير حنقك طبعاً! فكل علاقتك مع الإنستغرام والواتس والسناب-تشات انتهت برفع صورة المائدة لإغاظة بعض قريباتك وزميلاتك القابعات في لهيب صيفنا الحارق، وهذا لم يستغرق سوى 3 دقائق شاملة صياغة العبارة الإعلامية المدوية: "فطووووورهم يهببببببل..حياااكم يا بنااااات (قلب+قبلة)"! أما أبو العيال، فغارق لشوشته في محادثاته.. بل ويطلق ضحكات صادقة، لا تشبه (هههههههه) التي تكتبينها! تقبلي الواقع عزيزتي الزوجة! فالمائة ألف ريال التي سيتم نسفها خلال أيام قليلة من السفر لن تصنع معجزة "الراحة النفسية" المرتجاة! بل وتهيَّئي لغيابه بعد عودتكم عندما يسافر مع رفاقه لمدة لا تقل عن أسبوعين!!.