أرجع أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبد العزيز الغريب ظاهرة سياحة الأزواج بمفردهم أو مع أصدقائهم واختلاق الأعذار الواهية لترك زوجاتهم مثل العمل في الإجازات، إلى انقياد واستسلام الزوجة ووالدها وعدم قيامهما بمنع الزوج من السفر. وأكد في حديث ل"سبق" أن بإمكان الزوجة ووالدها منع الزوج من السفر من خلال استخدام الأساليب الودية معه أو حتى القوة الرسمية بعد التأكد من صحة المهمة المكلف بها في الخارج. وقال: إن الظاهرة في ازدياد كما أنها مرتبطة بأسس اختيار الزوج المناسب. وقال: "مجرد أن تأتي فترة الإجازة نجد كثيراً من الأزواج يتحجج بدعاوى العمل أو الانتداب أو التكليف الخارجي"، مشيراً إلى أن الزوج يسافر فترة طويلة خلال الإجازة ثم تكتشف الزوجة أنه مسافر بمفرده أو مع أصدقائه. وأضاف: "يرمي بالحمل كاملاً على أسرة زوجته لتقضي الزوجة والأبناء إجازتهم عند أهلها، وقد تكون الظروف المادية لهذه العائلة بسيطة ومن ثم يزداد العبء عليها"، مؤكداً أن والد الفتاة الكبير في السن لا يستطيع أن يمارس دور الإرشاد والمتابعة لأبناء ابنته المراهقين، فتظهر بعض السلوكيات غير الصحيحة، بينما الزوج يقضي رغباته وشهواته متجاهلاً مسؤولياته تجاه زوجته وأبنائه. وقال: "كل ذلك يحصل في ظل غياب تشريعات وأنظمة تحمي المرأة. كما أن هذا التصرف من الزوج يدخل ضمن العنف الزوجي الذي يمارسه بعض الأزواج على زوجاتهم، وبالذات لجهة عدم إشباع حاجة نسائهم عاطفيا وإنسانيا". كما أرجع الدكتور الغريب المشكلة إلى أسباب تتصل بالنظام العام من عادات وتقاليد وأعراف اجتماعية، فهذا النظام حسب قوله "لا يقدم شيئاً للزوجة ولا يحميها من عنف الزوج، بل يفرض عليها طاعته وتنفيذ رغباته حتى ولو كانت خاطئة". وأوضح أن والد الزوجة ليس له حيلة عند سفر الزوج سوى أن يستقبل ابنته ويقدم لها الرعاية في حدود إمكاناته، مضيفاً أن على الأب وابنته أن يكونا حازمين في هذه المسألة. وأضاف الغريب: "هناك أزواج لا يستطيعون أن يطلبوا أو حتى يقنعوا آباء زوجاتهم بإستقبال الزوجة والأبناء خلال فترة سفره، بينما هناك آباء تأخذهم العاطفة فيفعلون العكس". وحول الطريقة التي يمكن للزوجة ووالدها أن يمنعا الزوج من السفر بها، قال الغريب: بالأساليب الودية أو حتى باستخدام القوة الرسمية، مضيفاً: "بإمكان الزوجة أن تذهب وتتأكد بنفسها إن كان سفر زوجها لمهمة عمل أم لا". وأشار إلى أن بعض الأزواج يستطيع أن يحصل على كتابة خطابات غير حقيقية تثبت أن لديه مهمة عمل كي تلتمس له الزوجة العذر وكي يكون هناك سبب أمام والدها لتركها عنده. ويضيف: "لو علم الزوج أن زوجته ستتأكد من العمل أو مؤسسة العمل التي يعمل بها أعتقد أن ذلك قد يردعه عن ممارسة مثل هذه السلوكيات".