أنا فتاة جميلة من أسرة لها مركزها، خطبت قبل أشهر عندما رآني فرح كثيراً، ودعا الله أن أكون زوجته في الدنيا والآخرة، وهو مطلق ولديه أطفال، وأصبح يهاتفني بلهفة وحب والفرحة لا تفارقه، كان زواجنا بعد الخطبة بشهر ونصف، ولكن بعد أسبوع حاول تأخير الزواج لظروف تعيقه. سؤالي: هل خطيبي يعاني حالة نفسية مع أنه شخص معروف وناجح في عمله؟ وهل هو حقيقة يحبني كما أسمع منه وممن حوله؟ أم هو فقط انبهار بأنثى فيها جميع المواصفات التي يتمناها الرجل، لقد قررت أن أتوقف عن التواصل معه؛ لخوفي من ازدياد المشاكل، وعذري له أسلوبه الجارح وعدم اهتمامه بي .. فهل قراري صحيح؟ أفيدوني مأجورين. الجواب أرى أنك تحتاجين إلى إعطاء ذهنك إجازة من التفكير في الأمر، فأنت - على ما يبدو - غارقة في تفاصيل الأزمة، ما جعل تفكيرك موجَّها نحو المشكلة وليس الحل. كما أنك تحتاجين إلى تعزيز ثقتك في ذاتك، فرغم إقرارك بأن لديك مميزات تجذب الآخر لك، إلا أن تصرفاتك توحي للآخر بخلاف ذلك، سأضع لك خطة عمل لتطبقيها خلال الأسابيع المقبلة. حرري أفكارك اليومية السلبية أو الإيجابية في حوار ذاتي دون تحديد موضوع مسبق، أمسكي القلم، ضعي يدك على الورقة، اكتبي العبارات دون تكلف، دون شروط مسبقة. إن الكتابة تجعلك قريبة من ذاتك، وتُصَفِّي ذهنك، وتجعل الحلول المقنعة تنبع من ذاتك، وعندها لن تطلبي استشارتي. إن شخصيتك ميالة للقلق، وهذا النمط من الشخصيات يفضل انشغالهم بأهداف إيجابية، وإلا ستُهْدر طاقتهم بالانشغال بأمور سلبية تُفْقِدهم اتزانهم العاطفي؛ لذا ابحثي عما تحبين من هوايات ومارسيها. وتذكري النعم التي منحكِ إياها الخالق بالتفصيل قبل النوم، واحمدي الله على كل نعمة، فهذا سيجعلك أكثر ثقة في نفسك. وتأملي كيف كنت وكيف أصبحتِ مع مرور الأسابيع، ستجدين أنك أكثر ثقة وأكثر قدرة على إدارة حياتك بشكل يجبر كل من يتعامل معك لتقديم الاحترام والود، وإن لم يكن قادرًا سينسحب، وعندها تكونين حددتِ مَنْ يستحقك. لا تجعليهم يأتون ويرحلون وأنت تلعبين دور الضحية القلقة على الدوام، عليكِ استثمار إيمانك ونضجك ومميزاتك لحماية نفسك من نفسك أولا، ثم من المستغلين الذين لمسوا بطريقة شعورية ولا شعورية مدى هشاشة ثقتك بنفسك، فأخذوا يقدمون ويحجمون متى شاءوا، وتيقني أن الله أراد بك خيرًا، فهذه الأزمة ستجعلك - بإذن الله - أكثر قربا من خالقك، وأكثر فهما لذاتك. وتذكري هذه القاعدة النفسية طريقة "تعاملنا مع أنفسنا ينعكس علينا من خلال تعامل الآخرين معنا" لذا عديني أن تحبي نفسك وتحترميها، في حفظ الله ورعايته.