أخي د. خالد مشكلتي من المشاكل التي تتكرر في بيوتنا وهي تورث ألما وهما وهي باختصار خطبة البنت الصغيرة قبل الكبيرة وهذا ما حدث معي فقد خطبت التي تصغرني بثلاث سنوات وأنا أبلغ من العمر 25 سنة والمشكلة يا خالد أن لوني أقرب إلى القمحي وأخواتي يتمتعن ببشرة بيضاء مما أزعجني كثيرا وأثر على نفسيتي أرجوك أرشدني. ولك سائلتي الفاضلة الرد: 1 - تذكري أن من أعظم النعم التي وهبنا الله إياها أن جعلنا مسلمين نصحو وننام ونغدو ونروح وقد أسلمنا القياد لخالقنا متوكلين ومستعينين به سبحانه ومتفائلين بخير عظيم نناله من هذا الرب الكريم. 2 - ورد في رسالتك تسميتك لجملة من مشاعرك (أكره - أحقد - إحساس باليأس) ولهذا الأمر جانب إيجابي ألا وهو جرأتك وقدرتك على التعبير عن مشاعرك إضافة إلى تمكنك من (تسمية) ما يختلج في أعماقك من مشاعر وهذا من أهم مفردات الذكاء العاطفي وهو ما يسمى ب(الوعي بالذات) وكون لك بصيرة بطبيعة مشاعرك لا شك سيسهل من حل المشكلة بإذن الله. 3 - أختي الكريمة لا تثريب عليك إن زارتك بعض المشاعر السلبية ولكن ما تلامين عليه هو إطلاق العنان لتلك المشاعر والسماح لها بالانفجار وأن تترجم تلك المشاعر إلى سلوكيات سلبية وأمثالك العقلاء لا يحملون الناس جريرة ما لاذنب لهم وهنا تحتاجين إلى تعزيز المفردة الثانية من مفردات الذكاء العاطفي ألا وهي (إدارة الانفعالات).. ويقصد بها السيطرة عليها وضبطها والتأمل في المكاسب العظيمة حال ترويضها وضبطها. 4 - أختي لو قدر أنك أنت الصغيرة وتقدم لك عريسا فوافقتي فهل يعني هذا أنك تضمرين حقدا أو تنوين شرا بأختك الكبيرة؟!!!. إذن الخطوة الأولى هي أنك يجب أن تطهري قلبك وأن لايساورك شك في أن من حولك يحبك ويتمنى لك الخير ولكنهم لايملكون أن يحضروا لك زوجا! 5 - أنصحك أختي بمباركة زواج أختك والاقتراب أكثر من أختك فهي بحاجتك ولا تحمليها وزرا لاذنب لها فيه.. ولا تكوني سببا في إفشال زواجها فالمؤمن لايكتمل إيمانه إلا بحب الخير لإخوانه المسلمين ما بالك بأختك فلا شك أن الأمر هنا أدعى! 6 - وهناك أمر خطير في الموضوع وهو فيما يبدو من أشعل النار وأضرمها في أعماقك ألا وهو وقوعك في (شرك المقارنة).. أختي الكريمة إن كون مجموعة من قريباتك تزوجن صغيرات في العشرين من أعمارهن فلا يعني هذا بحال أن للزواج عمرا محددا ووقتا معلوما له فأنت لا زلت صغيرة وأنا أعرف الكثيرات ممن تزوجن وهن على مشارف الثلاثين أو أكثر ولا شك أن لظروف الحياة وصعوبتها وتغير المفاهيم دور في تأخير الزواج. 7 - لا يخفى على عاقل مثلك أن موضوع الزواج من الأمور المقدرة وليس ثمة تحكم مباشر في إتمام الأمر أو استعجاله لذا قري عينا وأسلمي القياد لخالقك وأقلي اللوم على من حولك فهذا الأمر قد قسمه الله للعباد وقدره والبشر كل البشر لايملكون من الأمر شيئا فله سبحانه الأمر من قبل ومن بعد. مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها وما تحدثت عنه بشأن تلهف الشباب على الفتاة البيضاء فأحسب أن عقدة (البياض) بدأت الآن في التفكك فالبياض المطلوب هو بياض الروح والشخصية فكم من بيضاء تخفي سوادا مخيفا في قلبها وتفكيرها حيث الحمق والاستعجال والاندفاع وضعف الثقافة! 8 - أثبتت الدراسات أن للتفاؤل أثرا عظيما على جمال شخصية الإنسان حيث الاتزان العاطفي وحسن التصرف وجمال السلوكيات فالمتشائم لاتراه إلا كئيبا متوجعا مشتكيا مل نفسه فمله الآخرون كره نفسه فانعكس هذا على تعامل الآخرين معه فبادلوه المشاعر! استعيدي ابتسامتك فالحزن والتشاؤم والمشاعر السلبية لن تستعجل زواجا ولن تجلب زوجا ولو كان كذلك لباركت لك ما تفعلينه ولشاركتك تلك المشاعر! 9 - ومما لا أشك فيه أن الزوج لن يقدم على خطبة أنثى إلا حال وجود صفات هامة فيها وأهمها الاتزان العاطفي وثقتها بنفسها. أشعلي شموع الأمل في حياتك وتأكدي أن ما قدره ربك عليك خير 10 - أخيراً: ثقي بخالقك ثقة لاحد ولاسقف لها أنه سيحقق لك طموحاتك، متى ما أحسنتِ الصلة به وسألتيه فهو سبحانه عز من رب حييّ كريم، يستحيي أن يمدّ إليه عبده يديه، فيردهما صفراً). فرج الله كربتك وطرد همك، وأقر عينك بزوج صالح وأبناء بررة. ومضة قلم: لست بحاجة إلى سبب كي تستمتع بالشعور الحسن.