أبان المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ د. صالح بن حميد أن مشكلتنا تجاه تعاملنا مع العلماء «أننا ننشد الكمال فيهم أو نتكلم عن الذين ذهبوا وأدوا مسؤولياتهم، فلا ندعي لهم العصمة ولا ندعي أنهم لا يخطئون، لكن هناك خطأ، الرسول صلى الله عليه وسلم جعله أجراً، فالأجر لا يصدر لهم دون أن يخطئوا حتى لو صدرت فتوى خطأ حتى لو صدر بيان خطأ»، و ذكر ابن حميد: أن العلماء ليسوا معصومين عن الخطأ، ولكن لا يشوش هذا على إمامتهم ولا على حق الاقتداء بهم ولا على لزوم ركابهم. وأضاف «ولا يجوز أبداً أن ندخل في صلاحهم وتقواهم ونشكك في تقواهم أو في ورعهم، الاجتماع وجمع الكلمة على ولاة الأمور وعلى العلماء ركن اساس، لهذا قالوا الالتفاف حول العلماء عامل على عدم الزيغ والانحراف في وقت الفتن وسبيل من سبل الوقاية من فتنة التفرق والاختلاف، فلا بد من الالتفاف حولهم وحول أهل العلم بحضور حلقهم العلمية وزيارتهم والرجوع إليهم في المسائل والأحكام المستجدة التي تخفى على الناس، لاسيما في مسائل الاعتقاد والأحكام والأمور التي ينبني عليها مصير الأمة ومن ثم تُسد الثغرات على أعداء الإسلام فلا يستطيعون الدخول في الدين والتفريق بين المسلمين. وذكر الشيخ صالح أن من مخارج الفتن «التسلح بالعلم الشرعي وإن كان ذلك لا يطلب من كل شخص، فكلٌ يستطيع أن يحصل على المعلومة لكن هل هذا كافٍ، كم هو جميل لو أن كل إنسان فعلاً رجع وتمسك بما هو فيه من اهتمامات وترك الباقي لأهله ولأهل كل فنٍ فنه، لكن طلبة العلم خصوصاً المنتسبين أن يجتهدوا في التمكن منهم وألا يتعجلوا سواء الأحكام أو التأليف وأنا أيضاً أنصح بعدم التأليف لطالب العلم المبكر، لا مانع من أن يكتب ويبقيه عنده ويراجعه إن شاء الله إذا كبر، لا مانع من أن يكتب ولكن لا أنصح من هم في العشرينات أن يؤلفوا ولا أنصح أنه يتصدر، لأن من تصدر وهو صغير فهو يضر نفسه ويضر من حوله ويجد في المستقبل أنه خسر شيئاً كثيراً، لا يتصدر أبداً إلا بعداً كما يقول ابن عمر: تزودوا قبل أن تسودوا، بمعنى أنك تصل إلى مرحلة السيادة أي مرحلة القيادة، حينما تتقدم وتصبح من فوق الثلاثينات، إنما يتعلم ويجتهد ويحصل ويترفق بنفسه ويتسلح بالعلم الشرعي». وختم محاضرته بقوله: «فلا بد من العلم والتسلح بسلاح العلم قال الله وقال الرسول، وشيخنا الإمام ابن باز يقول: فكل أنواع الفتن لا سبيل للتخلص منها والنجاة منها إلا بالتفقه في كتاب الله عزَّ وجلَّ وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومعرفة سلف الأمة والصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أئمة الإسلام ودعاة الهدى، فالتسلح بالعلم ولا سيما في المرتجعين للعلم الشرعي يجب عليهم الاهتمام بهذا الموضوع، وكذلك من أسباب الفتن البعد عن الابتداع في الدين لأنه من أسباب الفتن واضطراب الأمن الفكري».