توارد الخواطر يحصل في أشياء كثيرة، وتتوافق الأفكار وتتشابه ولا عجب في ذلك والعجب أن تكون في الشعر في الحرف الواحد، حيث يلتقي شاعر وآخر ويتبادلان الجديد وتتشابه افكارهما وقصائدهما لدرجة القافية في الصدر والعجز وبعض الأبيات وروح القصيدة. وهذه الحالات نادراً ما تحدث. قبل عصر الانترنت حدثت سرقات من شعراء معاصرين لشعراء أموات، وادرجت تحت سقف (توارد خواطر). وسرق الاحياء الاموات سواء قصيدة كاملة او شطر بيت أو فكرة قصيدة ، وقيل (توارد خواطر). لنحسن الظن ونقل تتوارد الخواطر، حسن الظن في خلق من يقع في هذا المأزق لكي لا يقال عنه سارق، ربما تختزن بذاكرته أبيات استحسنها لجمالها ورسخت في ذاكرته واتاه هاجس الشعر يوما ما وكتبها تحت فرط الاعجاب الشعري دون ان يدري انها راسخة في مخيلته واكملها بشاعريته دون تذكّره او علمه ان شاعرا ما سبقه بها. أحيانا نجد الشاعر الشعبي يصيغ قصيدته بنفس فكرة شاعر فصيح من المشاهير وتجد الاعجاب الكبير عند من لم يكن مطلعا على الادب الفصيح والشعبي. يقول المتنبي: علموني البكاء ما كنت اعرفه ليتهم علموني كيف كنت ابتسم ويقول سليمان المانع: يوم انهم دلوا عيوني على النوح ماعلموا ثغري طريق ابتسامه كذلك الشاعر محمد الدحيمي: ثلاث حبات خال حول مبسمها والمنهلً العذب تكثر حوله الزحمه ويقول بشار بن برد: يزدحم الناس على بابه والمنهل العذب كثير الزحام في زمن الانفتاح "النتي" يحدث ما لا يصدقه عقل في توارد الخواطر وتعليق اصابع الاتهام ، خاصة ان هناك شعراء تشعر ان لديهم مكائن شعر لغزارة انتاجهم ويكتبون في كل شيء وتشعر ان لديهم مليون حبيبة من كثرة المواقف الشعرية، ولكن من يدرك الامر يعلم انهم يقتاتون على غيرهم من الشعراء المبدعين وهم فقط ينسخون ما يأخذون من غيرهم لذا أكثر من مرة يكونون عرضة للشك لتشابه أبياتهم مع غيرهم خاصة ممن هم أقل منهم شهرة وعدد متابعين وتواجداً وحضوراً. لندخل في صلب الموضوع وما جعلني اكتب هذا المقال، كتب الشاعر فيصل العتيبي بيتين من خلال تويتر: مملكة سلمان فيها الحزم عاوي يردع المخطي ويعدل كل ميله يمسي الرجال بالبشت الحساوي ويصبح (إليا أخطا) بسروال وفنيله وبعدها نقرأ تغريدة مماثلة للشيخ عايض القرني يقول فيها: حزم سلمان أدهر والذيب عاوي عاشت الاسماء ياراعي الزعامه يمسي الرجال في البشت الحساوي ويصبح الرجال ملبوسه بجامه ؟ بعدها كثر الحديث عن الأصل والنسخ وتوارد الخواطر ومن صاحب الاسبقية , قبل أن يغرد الشيخ (بالنسبة لبيتي اخي فيصل العتيبي جتني واتس من صديقي فهد الشهري بدون القائل فقلت باصوغها فلما علمت انها لفيصل عملت لها رتويت) ! هل الرتويت يخرج من المأزق والاتهام ؟ ولو لم يعلم انها لفيصل، وكانت لشاعر قديم ومن الاموات خصوصا انها مواكبة لحدث في عهد الملك سلمان هل يجوز صياغتها تحت اسمه ؟ قبل النت كانت الاغنية الموصل القوي لذا لم تخل الساحة الشعبية من هذه الاحداث لنذكر لكم بعض الابيات. يقول الشاعر راشد بن جعيثن: توجه على أول طايره من مطار جنيف وانا بانتظار الطايرات السياحيه ويقول الشاعر علي القحطاني: توجه على أول طايره من خميس مشيط وانا بانتظار الطايرات السعوديه وما أعرفه ان مطار خميس مشيط عسكري وليس دوليا . واختم هذا الموضوع بقصيدة من الوزن الثقيل للشاعر راشد النفيعي في سعود الفيصل : هز المرض راسه ولامال راسه وقفة جبل دون الوطن لأربع عقود تدرون من يملا عيون السياسه سعود ماقبله ولابعده سعود ومن جمالها وقوتها نسبت للأمير خالد الفيصل وكتبت لها المقدمات والقصص الخيالية بالرغم من انه لم ينسبها لنفسه ، ليأتي الشاعر حمد البريدي ويقول : الداهيه والمعضله والمحنك شليت هم المملكه لأربع عقود خلدت لك تاريخ بيقول عنّك والله لا قبلك ولا بعدك سعود أعتقد انه لا مجال لجعل كلمة توارد خواطر شماعة لهذا التجني العلني بهذه الصورة لنقيس هذا الحال على كثير من شعراء الظل الذين تطاولت عليهم ايدي شعراء يملكون متابعين كثيرين وواهمين وهم يعيشون على افكار وإبداعات غيرهم دون مبالاة للحق الفكري والادبي والامانة الشعرية. دمتم بود ........,