استهداف المصلين في الهجوم الآثم الذي حدث أمس الجمعة، وهم يؤدون الصلاة بمسجد العنود بالدمام، يضاف إلى سلسلة الجرائم الإرهابية، التي تدبرها فئة ضالة ومضللة، باعت ضمائرها لشياطينها. القتل والإرهاب في مساجد الله يعد من الجرائم الفظيعة، التي لا يمكن أن تمر بسلام، فمرتكبوها لا بد أن ينالوا عقابهم وحسابهم وجزاءهم؛ على ما اقترفته أياديهم من عبث يريدون من ورائه المساس بأمن هذا الوطن ومواطنيه. إن أولئك الجناة يعلمون علم اليقين أن الأمن في هذه الديار المقدسة تحول إلى علامة فارقة، عرفت بها بين أمم وشعوب الأرض، ولرغبتهم الشيطانية العبث بهذه العلامة، قاموا بفعلتهم الشنيعة تلك، في محاولة يائسة لاضعاف قوة تلك العلامة، وتحويل الأمن السائد بالمملكة إلى تخريب وقتل وتدمير، فهم لم يتعودوا العيش بسلام مع أنفسهم، فأرادوا العبث بأمن المجتمع وسلامته فنفذوا تلك الجريمة. وقد تصدى لتلك الفئة الضالة، جنود بواسل من حماة الأمن في هذه البلاد؛ ليضربوا مثالا جديدا من أمثلة الفداء والتضحية والبطولة، فكما حدث قبل أيام بمسجد الإمام علي ببلدة القديح بمحافظة القطيف، حيث أبلى أولئك الجنود الأشاوس بلاء حسنا في التعامل مع الحادث وكشف الزمرة المعتدية على المصلين بسرعة مدهشة، فإنهم في حادث مسجد العنود بالدمام يعيدون إحباط هذه العملية الجديدة، حيث تمكنوا -بفضل الله وتوفيقه- من كشف عملية تفجير المسجد قبل وقوعها بين المصلين. إنها عملية أخرى من العمليات الإرهابية الظالمة، التي لن يفلت مرتكبوها من العقاب؛ ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم الانخراط في مثل تلك الأعمال الإجرامية، التي حاربتها مبادئ وتعليمات وتشريعات العقيدة الإسلامية السمحة، وحاربتها العقول النيرة والقوانين والأعراف المرعية. إن الهجوم الجائر الذي تعرض له مسجد العنود بالدمام، صورة من صور الإجرام التي تتكرر اليوم بالمملكة، وقد تعرضت مناطق أخرى من قبل لمثل تلك الأعمال الإجرامية الشنيعة، ويقظة رجالات الأمن الذين اكتشفوا الجناة كانت سببا -بفضل الله وتوفيقه- حالت دون التفجير داخل المسجد، فالاشتباه بمركبة كانت متوقفة قرب المسجد هو الذي أدى إلى اكتشاف الجريمة قبل وقوعها، والانفجار الذي حدث تسبب في مقتل أربعة أشخاص واشتعال النيران في مركبة قريبة من المركبة المتفجرة. ومهما يكن من أمر، فإن الجناة أرادوا حصد أكبر عدد ممكن من المصلين داخل المسجد، غير أن خطتهم باءت بالفشل، وكما هو الحال مع كل عملية إرهابية فإن الجناة سيظهرون على السطح بأسمائهم وشخصياتهم، وسوف تنكشف عصابتهم وممولوهم ومن دفعهم لارتكاب جريمتهم الجديدة، التي تنم بوضوح عن كراهيتهم لاستقرار هذا الوطن وأمنه. وتلك كراهية دفعتهم لارتكاب جريمتهم الشنعاء تلك، لنشر بذور الفتنة والإرهاب، ونشر صور الطائفية المقيتة في ديار تلفظ تلك الصور بكل أشكالها ومسمياتها وأهدافها المريضة. وسيظل رجالات الأمن في هذا الوطن عيونا متيقظة دائما لمثل تلك الأعمال الجنونية الطائشة، التي تستهدف تقويض الأمن في هذه الديار، ومحاولة إصابة الاستقرار الذي عرفت واشتهرت به في مقتل.