أكد أمير جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني أن حزب الله اللبناني زائل لا محالة بزوال نظام بشار الأسد في سوريا، وقال إن الجبهة لديها ثأر مع العلويين الذي قتلوا وعذبوا السوريين واغتصبوا النساء. وقال إن زوال نظام الأسد يعني زوال حزب الله بشكل تلقائي، مشددا على أن "حزب الله يدرك أن معركته معنا خاسرة لكنه مجبر أن يخوضها حتى النهاية لإطالة عمر النظام الذي يدعمه". وأوضح الجولاني أن المناطق التي سيطرت عليها الجبهة مؤخرا تكمن أهميتها الإستراتيجية والعسكرية في أنها تشكل خطوطا دفاعية أولى لمناطق الساحل، فضلا عن أنها مناطق سنية مجاورة للمناطق التي يقطنها العلويون. وأضاف: إن بين العلويين وأهل السنة "ثأرا كبيرا جدا بعد ما فعلوه بأهل السنة من قتل وتعذيب وتشريد واغتصاب للنساء"، لكنه أكد أن حرب الجبهة "ليست ثأرية رغم أننا نرى أن العلويين طائفة خرجت عن دين الله وعن الإسلام"، وفق تعبيره. وشدد أبو محمد الجولاني على أن جبهة النصرة لا تقاتل إلا من يرفع السلاح عليها، ومن يترك سلاحه ويستسلم "قبل أن نقدر عليه" نعطيه الأمان ويذهب لأهله بعد أن يتبرأ من النظام، "حتى وإن كان قد قتل منا ألف شخص". وبالنسبة للمعابد وأماكن العبادة والقبور الخاصة بالعلويين، فقال الجولاني "نتعامل معها وفقا للشريعة الإسلامية وأرسلنا إليهم من يصحح عقائدهم". وبشأن المسيحيين والشيعة في سوريا، قال أمير جبهة النصرة "النصارى أغلبهم يقفون في صف النظام ونقاتل فقط من يقاتلنا، وليس لدينا حرب الآن معهم ولا نحملهم مسؤولية ما تفعله أمريكا أو ما يفعله أي النصارى في العالم، أما القرى الشيعية التي نحاصرها الآن فهي قرى تحاربنا". وبشأن الاتهامات الغربية للجبهة بالإرهاب، قال الجولاني: "لا يهمنا ما يقوله الغرب عنا وما يهمنا هو تطبيق شريعة الله عز وجل"، مؤكدا أن الغرب يحاول دائما اللعب على التوازنات، ويرى أن الشام يجب أن تُحكم بالأقلية "ولذلك هم حريصون على بقاء الأسد ونظامه". واعتبر أن الاتهامات الموجهة للجبهة بالإرهاب هي محاولات لشيطنتها وهي تدافع عن المسلمين، في حين يدعم الغرب النظام وينسق معه، بحسب قوله. ونفى الجولاني ل"الجزيرة" بشكل قاطع تلقي الجبهة أي دعم من دول أو منظمات أو أجهزة مخابرات، وشدد على أن الجبهة ترفض تماما تلقي أي دعم؛ لأنها تعلم جيدا أنه لا يوجد دعم غير مشروط. وقال: "ننفق من الغنائم التي نأخذها من النظام. وأرض الشام أرض غنية ولسنا بحاجة لمن يتصدق علينا"، مؤكدا أن الجبهة لا تفتح المجال لتلقي الدعم ولا تقبل أن يعرض عليها من الأساس، لحرصها على أن تكون حرة في القرار والإرادة. وأضاف "نقبل فقط تبرعات فردية من عموم المسلمين. والمسلمون يحبون جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، ونأمل منهم أن يساعدوا المجاهدين في بلاد الشام". وبشأن رؤيته لموقف الولاياتالمتحدة مما يجري في سوريا، اعتبر الجولاني أن أمريكا تريد للشام "مجرد تغيير وجوه بحيث يأتي نظام يخضع للإرادة الأمريكية وللنظام الدولي". وأضاف: إن واشنطن والغرب يعملان على "تخدير الشعوب بالمؤتمرات والمبعوثين الدوليين والأمميين. ولن نقبل بالحلول السياسية التي ترتب في الخارج وتخضع للإرادة الأمريكية". وتابع "النظام الدولي هو الذي صنع الطواغيت، وهو الذي يشرف على حمايتهم". وأكد أمير جبهة النصرة أن الولاياتالمتحدة تنسق مع النظام السوري عسكريا لاستخدام طائراتها في الأجواء السورية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ولدينا وثائق تثبت ذلك. وحذر الجولاني من أنه "إذا استمر قصف الولاياتالمتحدة لمواقعنا ستكون لذلك انعكاسات ليست في صالح أمريكا".