لم يكن نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، سوى صورة من صور الغرام والانتقام بين الإسباني ألفارو موراتا نجم اليوفي وبين ناديه السابق ريال مدريد، وهو اللاعب الذي نشأ وترعرع في أكاديمية ريال مدريد، واستغنى أنشيلوتي مدرب الريال عن خدماته، على الرغم من أنه كان أحد أفراد الكتيبة التي منحت الريال اللقب الأوروبي العاشر في الموسم الماضي، وباعه لفريق يوفينتوس الإيطالي نظير 20 مليون يورو، في صفقة أعتقد فيها الريال أنه باع ««الوهم» للفريق الإيطالي! وجاءت مباراتا نصف النهائي ما بين الريال واليوفي لتنصف موراتا الذي لقن أنشيلوتي درساً لا ينساه، عندما سجل الهدف الأول لليوفي في مباراة الذهاب، قبل أن يحرز هدف التعادل في مباراة الإياب، ليضع نقطة في آخر السطر لحلم الريال بالاحتفاظ باللقب. ولأن حب الريال لا يزال يسري في عروقه، جاءت فرحة موراتا بهدف التعادل «القاتل» باهتة، رغم إدراكه أنه بهذا الهدف دخل تاريخ البطولة من أوسع أبوابه. وأثبتت مباراتا نصف النهائي أن اللاعب «أبو 20 مليون» أفضل مائة مرة من جاريث بيل «أبو 100 مليون»، ما يعزز من أهمية الحديث عن عودة بيل إلى الدوري الإنجليزي مرة أخرى، بينما أصبح أنشيلوتي فوق صفيح ساخن!. والغريب أن الريال ب «التعادل» خسر بطولتي الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا خلال خمسة أيام، ليعيش الريال سنة كبيسة في تكرار لمشهد الموسم الأخير مع مورينيو. لأن المصائب لا تأتي فرادى، تزامنت خسارة الريال للدوري المحلي، ودوري أبطال أوروبا مع انتهاء شهر العسل بين الجمهور المدريدي والحارس التاريخي إيكر كاسياس الذي رد على استهزاء الجماهير بأدائه بقوله، فليذهبوا إلى الجحيم، ما يمهد للتعاقد مع الحارس دي خيا حارس مانشستر يونايتد، ليخلف كاسياس في حراسة عرين الريال الذي سيتابع الحوار الساخن بين البارسا واليوفي من مقاعد المتفرجين. واعترف أن الريال خذلني عندما توقعت أن يتجاوز عقبة اليوفي ليواجه غريمه التقليدي برشلونة في النهائي، ولكن جاءت الرياح الإيطالية بما لا يشتهي الريال وجماهيره، ليترك الساحة لأنجح فريقين في أوروبا هذا العام، ويكفي أن الفائز منهما بالنهائي الأوروبي ستكون الفرصة أمامه مواتية لتحقيق الثلاثية التي يمكن أن تتحول إلى سداسية تاريخية مثلما حدث مع البارسا قبل 6 سنوات. نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية