كشف متخصصون أن تبني الشركات في المملكة لتقنية الحوسبة السحابية بكافة خدماتها سيساهم في خفض التكاليف والمصروفات بأكثر من 50 %، لاعتمادها على مزودي خدمة السحابة في كافة الخدمات التقنية المساندة. وأشاروا أن تبني الحوسبة السحابية هو أمر مرهون باستقرار الإنترنت لدى مزودي خدمة الإنترنت في المملكة وذلك لأنها تعتمد على شبكة الإنترنت كبنية تحتية لها. وقال الرئيس التنفيذي لشركة عرض السحاب للاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله آل مساعد «إن اهم ميزات خدمات الحوسبة السحابية في التوفير في المصروفات والتكلفة، لأن خدمات الحوسبة السحابية تعتبر الحل الامثل في التوفير حيث ان بعض الشركات الصغيرة او المتوسطة وحتى الكبيرة تستطيع ان تقوم بتوفير ما يعادل 50٪ حتى 80٪ من التكلفة الاعتيادية لتعاملاتها الالكترونية، وذلك لأنها ستوفر عليهم عددا من الاعمال الواجب توافرها مثل الخوادم (السيرفرات) وشراء البرامج باهظة الثمن واشغال غرفة او مكتب خاص لهذه الخوادم وتأمين الحماية وتوفير التكييف الدائم وتوفير خوادم اخرى تكون بمثابة حل احتياطي في حال وجود اي مشكلة في الخادم الاساسي وغيرها الكثير من الوسائل الاحترازية والاحتياطية وذات القيمة المضافة، فكل ذلك تختصره الحوسبة السحابية في مبلغ الاشتراك فقط، سواء كان الاشتراك الشهري او السنوي المتوافر من قبل الشركات المحلية بأسعار مناسبة جداً في السوق السعودي، ولهذا السبب فقد توجهت اكبر واكثر الشركات العالمية لهذه الخدمة». من جانبه قال المدير العام لمؤسسة أرض السحاب فهد القحطاني «على أرض الواقع تستخدم الشركات أقل من نصف القدرة الاجمالية لموارد تقنية المعلومات لديها، ولأن نموذج التسعير المقدم من مزودي خدمات الحوسبة السحابية مبني على الاستخدام فهذا يخفض التكاليف بنسبة كبيرة جدا بحيث يحقق التوازن بين قيمة المصروفات مع الخدمة المستفاد منها، واستنادا على ذلك فإن خدمة البنية التحتية كخدمة يمكنها أن تخفض تكاليف البنية التحتية الكلية لتقنية المعلومات في أي شركة أو مؤسسة سواء كانت صغيرة ومتوسطة أو كبيرة الى النصف أي تخفض 50 % من قيمة المصروفات الخاصة بالبنية التحتية التقنية، أما بالنسبة لخدمة البرمجيات كخدمة فهي تخفض تكاليف التأسيس بأكثر من 90 % في معظم الحالات، والفائدة الأكبر مالياً من الانتقال الى خيار الحوسبة السحابية تكمن في خفض تكاليف الملكية وتكاليف التشغيل والصيانة الكلية اضافة الى تخفيض تكاليف التأسيس، ويستفيد من الخدمات السحابية العامة كافة شرائح الأعمال وخاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة الناشئة». وفي سياق متصل كشفت دراسة أجرتها شركة «EMC» المتخصصة في تقنية المعلومات الإقبال المتزايد على استخدام الحوسبة السحابية في أوساط شركات القطاع العام في المملكة، حيث ان 44 % من شركات القطاع العام في المملكة التي شملها الاستطلاع كانت قد استخدمت بالفعل أو تخطط لاستخدام نموذج الحوسبة السحابي، كما أن 42 % من الشركات أفادت بأنها تستخدم نموذج السحابة الخاصة حالياً، وأن 22 % تعتبر بيئتها الخاصة على أنها سحابة عامة. وأقر مستخدمو السحابة الخاصة، بأنهم يركزون أكثر على جوانب القدرة على التوسع عند اتخاذ قرار بشأن نموذج الحوسبة السحابية، إذ أفاد 70 % منهم إلى أن ميزة القدرة على التوسع هي العامل الأساسي لاختيارهم، فيما ذكر 12 % ينظرون إلى مزايا التحكم والأمن باعتبارها العامل الأساسي، بينما أقرّ 10 % بأن السبب الرئيسي وراء استخدام هذا النموذج يكمن في تعزيز قدرتهم على الامتثال بأنظمة استضافة البيانات المحلية. بينما أفاد المستطلعون من القطاع العام أنه في حين أثبتت نماذج الحوسبة العامة جدواها من حيث تحسين قدرات التوسع، إلا أنها أثارت سلسلة من المخاوف الأساسية، إذ أعرب 48 % من المستطلعين عن قلقهم بشأن الخصوصية والأمن المقترنين بنماذج السحابة العامة، وأبدى 22 % مخاوفهم حول قدرة مزودي خدمات السحابة العامة على تلبية متطلبات أهداف مستوى الخدمة، كما أظهر نحو 16 % من المستطلعين مخاوف حول مسألة نضح نماذج الحوسبة السحابية، وأفاد 14 % بأن السبب وراء هذه المخاوف يكمن في القدرة على التحكم والاندماج مع الأنظمة القائمة في الشركات. وكشف الاستطلاع الذي أجري عن طريق شركة "Dun & Bradstreet" بتكليف من شركة "EMC" عن الاقبال المتزايد على حلول "السحابة الهجينة المتطورة"، إذا كشف 28 % من المستطلعين أن لديهم خططاً لتطبيق نموذج السحابة الهجينة المتطورة، والتي يميل إليها 42 % بسبب قابليتها للتوسع والنمو، بينما أرجع 36 % السبب في هذا التوجه إلى المرونة في اختيار البيئات التي تتيح لهم الامتثال والتقيد بالأنظمة الخاصة بالعمليات التي يتم إنجازها في مناطق متعددة هي من العوامل الرئيسية لاستخدام السحابة الهجينة المتطورة، فيما أشار 22 % إلى أن التخزين الاختياري للبيانات يعتبر عاملاً رئيسياً بالنسبة لهم.