يصل كوكب زحل اليوم الجمعة -بمشيئة الله- إلى أقرب نقطة من الأرض، التي تمثل الحالة النادرة خلال العام الجاري، وتشاهد الظاهرة في سماء المملكة والمنطقة العربية بالعين المجردة، وتتاح الفرصة في هذا التقابل بوضع جيد لرصد الكوكب المعروف ب(أيقونة الفلك) في الايام القادمة، حيث يستمر في سماء الليل حتى أكتوبر المقبل. وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن وقوع زحل في التقابل يعني أن وجه الكوكب مضاء بالكامل بنور الشمس، ويكون في قمة لمعانه، ولذلك فهو الوقت المثالي لرصده وتصوير حلقاته وبعض اقماره البراقة من خلال تلسكوبات متوسطة أو أكبر، أما المنظار الثنائي العينية فلا يكشف حلقات الكوكب. ويشرق (زحل) مع غروب شمس الجمعة، فوق الأفق الجنوبي الشرقي، وبعد بداية الليل يظهر كنجم ذهبي براق للعين المجردة، ويصل أعلى نقطة في السماء باتجاه الجنوب عند منتصف الليل، ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي السبت، وبذلك يكون مشاهدا طوال الليل، ويلاحظ ان نجم قلب العقرب الأحمر يقع الى أسفل زحل في قبة السماء، وعند النظر الى الكوكب من خلال التلسكوب تظهر الحلقات مائلة بحوالي 25 درجة ووجهها الشمالي مائل باتجاه الأرض، وبعد عدة سنوات من الآن بمشيئة الله، في أكتوبر 2017 ستصل الحلقات الى اقصى ميلان 27 درجة، ونظرا لحركة الأرض وزحل حول الشمس فإن منظر الحلقات يتغير، ففي 2025 ستظهر الحلقات كحافة فقط وبعد ذلك سيبدأ وجهها الجنوبي في الظهور ويزداد الى أن يصل اقصى ميلان 27 درجة في مايو 2032. ويرجع السبب في حدوث ظاهرة التقابل إلى أن حركة الأرض السريعة في مدارها تجعلها تقع بين الشمس وزحل كل سنة، وبالتحديد أسبوعين كل سنه. ففي العام الماضي حدث تقابل زحل في 10 مايو 2014، وفي العام المقبل سيتكرر في 3 يونيو 2016، كما ان ظاهرة التقابل تحدث لكل الكواكب الخارجية (المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون)، وذلك في كل مرة تعبر الأرض بين الشمس وتلك الكواكب، وهذا يحدث مرة في العام وهي الفترة التي تستغرقها الأرض لتكمل دورة واحدة حول الشمس، فيما الكواكب الداخلية (عطارد والزهرة) وضعها مختلف ولا تقع في التقابل، لأن الأرض لا يمكن أن تعبر بين هذه الكواكب والشمس.