ذكرت الجمعية الفلكية بجدة، أن كوكب زحل يصل، غداً الجمعة، إلى أقرب نقطة إلى الأرض، خلال العام، في ظاهرة مشاهَدَة في سماء السعودية والمنطقة العربية. وبيّن رئيس الجمعية المهندس ماجد أبو زاهرة، أن وقوع زحل في التقابل؛ يعني أن وجه الكوكب مُضاء بالكامل بنور الشمس، ويكون في قمة لمعانه؛ لذلك فهو الوقت المثالي لرصد وتصوير الكوكب وحلقاته وبعض أقماره البراقة؛ من خلال تلسكوبات متوسطة أو أكبر، أما المنظار الثنائي العينية فلا يكشف حلقات الكوكب.
وأضاف: "يشرق زحل، مع غروب شمس الجمعة، فوق الأفق الجنوبي الشرقي، وبعد بداية الليل يظهر كنجم ذهبي براق للعين المجردة، ويصل أعلى نقطة في السماء باتجاه الجنوب عند منتصف الليل، ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي، وبذلك يكون مشاهداً طوال الليل، وسيلاحظ أن نجم "قلب العقرب الأحمر" سيقع إلى أسفل زحل بقبة السماء".
وأوضح: "عند النظر إلى الكوكب من خلال التلسكوب ستظهر الحلقات مائلة بحوالى 25 درجة، ووجهها الشمالي مائل باتجاه الأرض، وبعد عدة سنوات من الآن في أكتوبر 2017 ستصل الحلقات أقصى ميلان 27 درجة؛ ونظراً لحركة الأرض وزحل حول الشمس؛ فإن منظر الحلقات يتغير؛ ففي 2025 سوف تظهر الحلقات كحافة فقط، وبعد ذلك سوف يبدأ وجهها الجنوبي في الظهور، ويزداد إلى أن يصل أقصى ميلان 27 درجة في مايو 2032".
وتابع: "لن يكون يوم الجمعة فقط مثالياً لرصد زحل؛ فوقوع الكوكب في التقابل سوف يجعله في وضع جيد للرصد في شهريْ مايو ويونيو 2015؛ فضلاً عن ذلك سيظل زحل في سماء الليل حتى أكتوبر المقبل".
وقال: "يرجع السبب في حدوث ظاهرة التقابل، إلى أن حركة الأرض السريعة في مدارها، تجعلها تقع بين الشمس وزحل كل سنة؛ وبالتحديد تتأخر أسبوعين كل سنة؛ ففي العام الماضي حدث تقابُل زحل في 10 مايو 2014، وفي العام المقبل سيحدث في 3 يونيو 2016".
واختتم بقوله: "ظاهرة التقابل تحدث لكل الكواكب الخارجية (المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، نبتون)، وفي كل مرة تعبر الأرض بين الشمس وتلك الكواكب، وهذا يحدث مرة في العام، وهي الفترة التي تستغرقها الأرض لتُكمل دورة واحدة حول الشمس، أما الكواكب الداخلية (عطارد، والزهرة) فلا يمكن لها أن تقع في التقابل؛ فالأرض لا يمكن أن تعبر بين هذه الكواكب والشمس.