استهل المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» أعماله، التي أطلقها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس الخميس في البحر الميت غرب الأردن، بمشاركة رفيعة للمملكة العربية السعودية، وتحت شعار «إيجاد إطار إقليمي جديد للازدهار والسلام والتعاون بين القطاعين العام والخاص». ويشارك في المنتدى الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الاقتصادية فهد بن عبدالمحسن الرشيد، الذي استقبله العاهل الأردني قبيل بدء فعاليات المنتدى بيوم واحد. وبحث الرشيد وعبدالله الثاني أوجه التعاون الاقتصادي بين السعودية والأردن، والمزايا والفرص التنافسية التي يوفرها الاقتصاد الأردني أمام المستثمرين، وما يتمتع به من بيئة مستقرة وآمنة وجاذبة. وفي كلمة افتتاحية، قال العاهل الأردني إن الأردن أثبت دائماً قدرته على الحفاظ على استقراره في الإقليم، بغض النظر عن طبيعة الأزمات التي تمر بها المنطقة، وأن الاقتصاد الوطني نما بنسبة تجاوزت 3% في العامين الماضيين، رغم الأزمات المحيطة. ودعا الملك عبدالله الثاني المستثمرين للاستثمار في الأردن، معتبرا أن بلاده هي بوابة الاستثمار في الأسواق المجاورة، خصوصاً بعد توقيع اتفاقية التجارة البينية مع دول مجلس التعاون الخليجي. وتعتبر السلطات الأردنية عقد المنتدى للمرة التاسعة على أرض المملكة دلالة على حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي التي ينعم بها الأردن، وباعتبار ذلك أساساً لإحداث استقطاب استثماري جديد، إذ يوفر المنتدى منصة لعرض الإمكانات الاقتصادية، وإعلان الصفقات والمشاريع والشراكات الاقتصادية، وما يعكسه ذلك من أثر إيجابي ملموس على الاقتصاد المحلي. وذات صعيد، أشاد نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية م. يوسف بن إبراهيم البسام، لدى لقائه وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني عماد نجيب الفاخوري، بجهود الحكومة الأردنية، الهادفة التغلب على التحديات الاقتصادية والمالية، وخصوصاً فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين، وكذلك البرامج الاصلاحية المختلفة التي يجري تنفيذها لمواءمة اقتصادها للتغلب على هذه التحديات، بالإضافة الى الجهد المبذول في إطلاق مشروع وثيقة الاردن 2025. وقال البسام إن المشروع سيعرض على اجتماع مجلس إدارة الصندوق، المتوقع عقده خلال مايو 2015 للموافقة، بالإضافة الى بحث العديد من القضايا الهامة والمطالب الخاصة باستكمال تنفيذ المشاريع الممولة من خلال منحة المملكة العربية السعودية في الصندوق الخليجي للتنمية. وتناول البسام والفاخوري الطلب المقدم من الحكومة الأردنية الى الصندوق السعودي للتنمية للمساهمة في تمويل مشروع توسعة محطة كهرباء السمراء بإضافة وحدة بخارية رابعة (الدورة المركبة)، من خلال تقديم قرض ميسر وبقيمة حوالي 53 مليون دولار، وبشروط ميسرة جداً، إذ يبلغ سعر الفائدة 2% سنوياً، ويسدد على مدى 24 عاما، بما فيها فترة سماح تبلغ 4 سنوات. ووقعت الحكومة الأردنية والصندوق السعودي، في وقت سابق، على اتفاقيتي منحتين لتنفيذ مشروعي الألياف الضوئية بقيمة 50 مليون دولار، والبنية التحتية للمدن الصناعية في الطفيلة ومأدبا وجرش والسلط الممولتين بقيمة 30 مليون دولار ضمن المرحلة الثانية من حصة المملكة العربية السعودية في الصندوق الخليجي للتنمية. وتركز فعاليات المنتدى، التي تستمر 3 أيام، على 8 أولويات، هي: الشباب والبطالة، أثر التكنولوجيا على القطاعات المختلفة، الطاقة، التعاون والتكامل الإقليمي، التغيرات الجيوسياسية، التعامل مع الأزمة السورية، ومواجهة التطرف. ويرى الكاتب والإعلامي المخضرم محمد كعوش، في سياق حديثه عن انعقاد «دافوس» بالأردن، أن للأردن خصوصية، جعلته قلعة محصنة، وأحالته إلى واحة أمن واستقرار وسلام على الصعيدين العربي والإقليمي. وعلى غير ما يذهب الخبراء في الحديث عن اضطرابات الإقليم وتأثيرها على الأردن، يقول كعوش إن محيط الأردن الملتهب مدعاة لجذب الاستثمارات الخارجية إلى هذه الواحة الآمنة، لدعم الاقتصاد الأردني، ورفع مستوى التنمية. ويمثل المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فرصة لصنّاع القرار، في مختلف القطاعات، للاجتماع والتحاور حول القضايا الهامة، التي تحدد مستقبل الاستقرار والتقدم الاقتصادي في المنطقة.