الألم والحزن يعتصران النفس البشرية عند فقد الأعزاء، وموت الأحبة يعمق الجراح ويجدد الألم والحزن، وللموت رهبة عظيمة ترتجف منها القلوب وتذرف من أجلها الدموع وانا لفراق الأحبة لمحزونون خاصة عندما تفقد النفس عزيزا غاليا. لقد ودعت قبل أيام العم الحبيب والوالد الحنون محمد حمد السماعيل الذي كان عالما من المحبة والحنان ومركز التواصل الأسري لأسرة السماعيل، كان المغفور له بإذن الله نقطة التقاء الأسرة وشريانا من الوصل في سر ترابطهم، كان الوالد محمد عمقا يحمل الكثير وفكرا يسعد الصغير والكبير، علمنا أهمية العلم ودوره في حياتنا والوعي وأثره في تعاملنا، إن الحزن على الغالي وفقده يهزم النفس ويذكرها بوجودها وتقصيرها تجاه من حولها. إن الحزن عالم يسحق العمق ويجدد ذكرى الألم في حياتنا، إن الإحساس بالألم عند فقد الاحبة يذكرنا بتقصيرنا تجاه أنفسنا ومن حولنا في هذه الحياة الدنيا التي سوف يرحل منها الجميع وكلهم أمل وطمع في رحمة العزيز الرحيم الذي رحمته عظيمة وهو الغفور الرحيم، لذلك يُجب أن نحاسب أنفسنا في كل لحظة ماذا قدمنا لها وماذا عملنا من اجلها وكيف كان تعاملنا مع من حولنا، إن الاحزان تتجدد عندما نشاهد مصائب الحوادث والحروب وعندما نشاهد صور الكراهية والجحود في مواقف كثيرة، لقد نسينا أنفسنا كثيرا ونبكي عليها لفترة عندما نعيش لحظات الألم والحرمان لأناس كانوا هم رحيق الحياة وجمالها وسر الحنان والمحبة. اننا نبكي على أنفسنا عندما نضيع لحظات الحياة في جدل وإهمال وهزل وعندما نتساهل ونفرط بما منحنا الله من النعم التي يجب أن نسخرها لاسعاد من حولنا بكل حب وشكر، إن الحياه قصيرة مهما طالت وان النفوس سوف تغادر الاجساد في لحظات فهل نعود لخالقنا بقلوب تحمل الصفاء والتسامح وحب الخير؟ ان فقد الحبيب يوقظ الألم ويجدد الندم حول تعامل البشر مع بعضهم، إن الموت حق وان القلب يخشع والعين تدمع ويجب أن يكون خشوعها دائما في كل حين ويجب أن تكون دموعنا ماء يغسل القلوب وينقيها من شوائب تعلق بها مع كل نظرة، ان فقد الحبيب يجدد ألم النفس ويعمق الجراح التي لن تلتئم إلا بالقرب من الله وطاعته والخشوع والخوف في كل حركاتنا وتصرفاتنا، رحم الله أناسا علمونا القيم والمبادئ والحب، رحمك الله يا والد الجميع لقد كنت معلما ومربيا احبك الجميع وسوف يفقدك الجميع، رحم الله تلك النفس التي تجمع النفوس في جو من الحب والألفة، انا على فقدك يا غالي لمحزونون، اسكنك الله جنات النعيم وغفر لنا ولك ان شاء الله. * تربوية