اعتقدوا أن النصر عندما قلص الأهلي الفارق (النقطي) معه، أن الهلال والبقية الباقية من الأندية سوف يؤخرون عزيمة قطاره، ولكنه شق الطريق حتى وصل لجاره ابن (الفريج) الهلال، الذي وضع الأهلي عليه الآمال، وشد الظهر عليه، فعندما وصل النصر للهلال ظفر وحسم اللقب، وما أجمله من تتويج أمام منافسه (الأوحد)، فالهلال أصبح عاملا مشتركا في عودة وإنجازات النصر الأخيرة، فعندما أراد النصر أن يعود للمنصات بعد السنوات العجاف، عاد العام الماضي عن طريق كأس ولي العهد أمام الهلال، كما أنه حرق قلوب الهلاليين كذلك في العام الماضي عندما رجع لبطولة الدوري، والمنافس كذلك الهلال يعود ليكررها النصر في هذا العام ويحسمها من باب الهلال، وهذا كله ليس لأن الهلال ضعيف أو لأن لاعبيه دخلوا (مشدودين)، بل لأن النصر عرف من أين تؤكل الكتف، فثقافة البطولة أصبحت سمة غالبة على معظم نجومه، فهو وصل القمة ويبدو أن نزوله منها قد يطول سنين، وأن البوصلة التي افتقدها واحد وعشرين سنة يبدو أنه وجدها وانتقل التوهان عند منافسيه، الذين أصبحوا يستمتعون بما يقدمه نجوم النصر مع لاعبيه المحليين وتعاقداته الأجنبية. وبأمانة القلم التي أنا مؤتمن عليها، عودة النصر للبطولات أعادت الحياة للمدرجات، ليس هذا فقط حتى أساليب التتويج وأهازيج الجماهير والقفشات وتصميمات جماهيره أعطت رونقا للدوري السعودي حتى (التيفوا) الذي كان يدعي البعض أنه عمله قبل جماهير النصر لم أذكره لأنني عرفته بجماهير النصر إبداعاً واتقاناً وحباً وعشقاً، ويكفي النصر فخراً أن جماهير الأندية الأخرى وخاصة جماهير أنديتنا العريقة بالشرقية النهضة والاتفاق والقادسية هاجرت قصراً للنصر، منهم من ذهب حباً لماجد عبدالله ومنهم من ذهب حباً للنصر ومنهم من ذهب للتشفي بغريمه! الذي فقد هيبته، يعني العالمي أصبح يملك جماهير ((نصراوية ومتنصرة)) ولا عزاء لمن فقد القمة.وإذا كان هناك من يرى دورينا ضعيفا وسيئا، فالنصر أفضل السيئين وإن كان هناك من يراه قوياً فالنصر زعيم الأقوياء، المهم أن يكون النصر عنوان القوة والبطولة ذهبت لمن يستحقها وأعطاها وبذل المال والروح والوقت في خدمة الكيان النصراوي.فإن يحقق النصر الدوري للسنة الثانية على التوالي وفي المرتين يحسمها قبل نهايته، فهذا ليس بالأمر السهل، إلا أن يكون خلف هذا الإنجاز عمل جبار يقوده رئيس شرس وفي كل سنة عن أخرى تجده يعرف متى يظهر، ويعرف ماذا يقول ويعرف متى يفاوض، والبقية نائمون، ففيصل بن تركي أعاد نصر زمان لهذا الزمان ليكون رئيساً ذهبياً أدمن نهم الذهب، وليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد إلا بحب النصر، يعني يعمل ويقاتل ويخاصم ويراضي ويناطح من أجل النصر. أخيراً.. أغلق الستار على أجمل فيلم (بطل لا تكلمني) والبطل هو البطل والبطولة لحسين ورفاقه سيناريو وتأليف الأمير فيصل بن تركي، إخراج المدرب خورخي داسيلفا، إنتاج جماهير شركة النصر العالمية. هاترك النصر (البطولي) في هذا العام دوري جميل للفريق الأول والدوري الممتاز للشباب والأشبال خلفه عمل إداري منظم يقوده رئيس فوض الصلاحيات ومنح الثقة لمرؤوسيه، فأصبحوا يبدعون، وأتوا له بصيدٍ ثمين، فأن تحقق البطولات الثلاث فأنت ناد مميز ومثالي، فهنيئاً للجماهير النصراوية هذه الإدارة (المتفاهمة) المثالية التي تعشق ناديها حتى الجنون، ولا خوف على النصر بوجودهم.