تعهّد الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الخميس، بمساندة حلفاء الولاياتالمتحدة الخليجيين ضد أي «هجوم خارجي»، وأكد الالتزام الراسخ للولايات المتحدة بأمنهم. وفي قمة نادرة مع دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد، تعهّد أوباما بأن الولاياتالمتحدة ستدرس استخدام القوة العسكرية للدفاع عنهم، وستساعد أيضا في التصدي «لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة». وترأّس الوفد السعودي للقمة، سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وقال الرئيس الامريكي في مؤتمر صحفي ختامي في المنتجع الرئاسي الواقع خارج واشنطن: إنني أؤكد مجددا التزامنا الصارم بأمن شركائنا الخلجييين. وقال أوباما أيضا: الولاياتالمتحدة ستقف إلى جانب شركائنا في مجلس التعاون الخليجي ضد الهجوم الخارجي. وأظهر البيان المشترك الصادر عن القمة، أن دول مجلس التعاون ملتزمة بتطوير نظام للدفاع الصاروخي يشمل المنطقة بمساعدة أمريكية. وأشاد أوباما بعمق الشراكة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، معربا عن شكره لأصحاب السمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي، على مشاركتهم في قمة كامب ديفيد التي وصف محادثاتها بالمثمرة. وقال في كلمة ارتجلها في ختام اجتماعات قمة كامب ديفيد: «إن مجلس التعاون الخليجي هم من أكثر الحلفاء المقربين، ويعيشون في منطقة تشهد تغيرات، وتواجه تحديات جمة». وأضاف: «ولكن لحسن الحظ ونظرا لعمق العلاقات والتعاون والشراكة التي أبرمناها بيننا، استطعنا أن نقوي بعضنا البعض لمواجهة الإرهاب، والتعاطي مع بعض القضايا من قبيل انتشار الأسلحة النووية ومعالجة المشاكل المتعلقة بالنزاعات التي تتسبب في الكثير من البؤس والمعاناة لشعوب كثيرة». وأردف الرئيس الأمريكي قائلاً: «إن المناقشات التي أجريناها كانت صريحة ومطولة، مشيراً إلى أنه تم التطرق إلى المفاوضات بين مجموعة 5+1 وإيران والفرص والاحتمالات التي ستؤكد لنا أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا، ولن تصل المنطقة إلى سباق تسلح نووي. وقال أعربنا أيضا، عن مخاوفنا إزاء ما تقوم به إيران من زعزعة الاستقرار، وكيفية التعاون بيننا لمعالجة هذه المشاكل بروح التعاون حتى نستطيع أن نتوصل إلى السلم الذي يمكن أن تنعم به دول مجلس التعاون الخليجي مع جارتها إيران، وهذا ما نطمح إليه، كما ناقشنا الأزمة في سوريا والوضع في اليمن، والتطرف والعنف ولا سيما العمل الإضافي الذي يتوجّب علينا أن نقوم به في مواجهة تنظيم داعش. وقال: «كنت صريحاً في تلاوة البيان الختامي، وقلت إن الولاياتالمتحدة سوف تقف مع دول مجلس التعاون الخليجي، وسوف تعمل على تعزيز سبل التعاون الموجودة فيما بيننا في سياق مواجهة التحديات الكثيرة بالمنطقة. واستقبل الرئيس الامريكي باراك أوباما، ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي الست: السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وقطر في أول لقاء عمل في كامب ديفيد المقر الرئاسي الصيفي شمال واشنطن. من جهته، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في ختام القمة: إن «جميع دول مجلس التعاون الخليجي ترحّب بالاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة 5+1، ونتمنى أن هذا الاتفاق سيكون عاملا أساسيا للاستقرار في المنطقة». وإذ لفت أمير قطر النظر إلى أنه يتحدث باسم كل دول مجلس التعاون، أوضح أن القمة ناقشت «بشفافية» مسائل عدة؛ بينها وجوب «عدم تدخّل الدول غير العربية في الشأن العربي (...)، وتحدثنا عن الأزمة في سوريا والعراق، وعن مخاطر التطرف والإرهاب». بيان ختامي وأكّد أصحاب السمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي، التزامهم المشترك حيال شراكة إستراتيجية بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون؛ لبناء علاقات أوثق في كافة المجالات، بما فيها التعاون في المجالين الدفاعي والأمني، ووضع حلول جماعية للقضايا الإقليمية وذلك لتعزيز اهتمامهم المشترك في الاستقرار والازدهار. جاء ذلك، في بيان مشترك صدر عقب اجتماعهم في كامب ديفيد فيما يلي نصه: اجتمع مساء الخميس في كامب ديفيد، ممثلو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام لمجلس التعاون، مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأعضاء حكومته، بهدف تأكيد وتوطيد الشراكة القوية والتعاون بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون. وأكد القادة على التزامهم المشترك حيال شراكة إستراتيجية بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون لبناء علاقات أوثق في كافة المجالات، بما فيها التعاون في المجالين الدفاعي والأمني، ووضع حلول جماعية للقضايا الإقليمية، وذلك لتعزيز اهتمامهم المشترك في الاستقرار والازدهار. إن الولاياتالمتحدة تولي مع شركائها في مجلس التعاون، اهتماما بالغا بمنطقة يسودها السلام والازدهار، واهتماما أساسيا بدعم الاستقلال السياسي وسلامة أراضي شركائها في مجلس التعاون؛ لتكون آمنة من العدوان الخارجي. إن سياسة الولاياتالمتحدة باستخدام كافة عناصر القوة لحماية مصالحنا الرئيسية المشتركة في منطقة الخليج، وردع ومواجهة أي عدوان خارجي ضد حلفائها وشركائها، كما فعلت في حرب الخليج، هو أمر لا يقبل التشكيك. مجابهة التحديات إن الولاياتالمتحدة على استعداد للعمل سويا مع دول مجلس التعاون، لردع والتصدي لأي تهديد خارجي يتعارض مع ميثاق الأممالمتحدة لسلامة أراضي أي من دول مجلس التعاون. وفي حال وقوع مثل هذا العدوان أو التهديد به، فإن الولاياتالمتحدة على استعداد للعمل على وجه السرعة مع شركائها في مجلس التعاون لتحديد الإجراء المناسب الواجب اتخاذه باستخدام كافة السبل المتاحة، بما في ذلك إمكانية استخدام القوة العسكرية، للدفاع عن شركائها في مجلس التعاون. وكما حدث في عملية (عاصفة الحزم)، فإن دول مجلس التعاون ستقوم بالتشاور مع الولاياتالمتحدة عند التخطيط لعمل عسكري خارج حدودها، خاصة عند طلبها لمساعدة الولاياتالمتحدة فيه. وبهذه الروح، وانطلاقاً من مبادئ (منتدى التعاون الإستراتيجي) بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون، بحث القادة تأسيس شراكة إستراتيجية جديدة بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون، لتعزيز عملهم الهادف إلى تحسين التعاون الدفاعي والأمني، خاصة فيما يتعلق بسرعة الإمداد بالأسلحة، ومكافحة الإرهاب، والأمن البحري، والأمن الإلكتروني، والدفاع ضد الصواريخ الباليستية. النووي الإيراني كما استعرضوا، وضع المفاوضات بين مجموعة 5+1 وإيران، وأكّدوا على أن اتفاقاً شاملاً يتيح الرقابة والتحقق ويبدد كافة المخاوف الإقليمية والدولية بشأن برنامج إيران النووي سيخدم المصالح الأمنية لدول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي على حد سواء. تعارض الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون، وسيعملا معا للتصدي لأي أنشطة إيرانية تزعزع الاستقرار في المنطقة، وتشدد على ضرورة أن تتعاون إيران في المنطقة وفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سلامة الأراضي بما يتفق مع القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وضرورة أن تقوم إيران باتخاذ خطوات فعلية وعملية لبناء الثقة وحل النزاعات مع جيرانها بالطرق السلمية. قرر القادة، تعزيز التعاون بينهم لمكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المشتركة، خاصة تنظيمي داعش والقاعدة، وردع وإحباط الهجمات الإرهابية مع التركيز على حماية البنية التحتية الأساسية، وتعزيز أمن الحدود والطيران، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وإيقاف المقاتلين الأجانب، ومكافحة التطرف العنيف بكافة أشكاله. بحث القادة أفضل السبل لمعالجة الصراعات الإقليمية والتخفيف من حدة التوترات المتنامية. وفي هذا السياق بحث القادة أكثر الصراعات حدة في المنطقة، بما فيها سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، وما يمكن القيام به لحلها. واتفقوا على مجموعة من المبادئ، بما فيها الإدراك المشترك بأنه ليس هناك من حل عسكري للصراعات الأهلية المسلحة في المنطقة والتي لا يمكن حلها إلا عبر السبل السياسية والسلمية، واحترام سيادة كافة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحاجة لوجود حكومة تشمل كافة المكونات في المجتمعات التي تعاني مثل هذه الصراعات، وكذلك حماية جميع الأقليات وحقوق الإنسان. العملية السياسية في اليمن في الشأن اليمني، شددت دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة على ضرورة بذل جهود جماعية لمواجهة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مؤكدين على الحاجة للانتقال السريع من العمليات العسكرية إلى العملية السياسية من خلال مؤتمر الرياض تحت رعاية مجلس التعاون ومفاوضات تشرف عليها الأممالمتحدة على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأخذاً في الاعتبار، الاحتياجات الإنسانية للمدنيين، رحّب الجانبان ببدء الهدنة الإنسانية لمدة خمسة أيام لتسهيل توصيل مساعدات الإغاثة لكافة المحتاجين، وعبروا عن الأمل بأن تتطور الهدنة لوقف إطلاق نار مستدام لمدة أطول. وأعرب الجانبان، عن تقديرهما للمنحة السخية البالغة 274 مليون دولار التي قدمتها المملكة العربية السعودية لمتطلبات الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن. وأكدت الولاياتالمتحدة مجددا التزامها، بالشراكة مع دول مجلس التعاون وغيرها من أعضاء المجتمع الدولي، بالسعي لمنع تزويد قوات الحوثيين وحلفائهم بالأسلحة والذي يتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 2216. محاربة داعش أكدت دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة، التزامها بمساعدة الحكومة العراقية والتحالف الدولي في قتالهم ضد تنظيم داعش، وعبّروا عن أهمية تعزيز الروابط بين دول مجلس التعاون والحكومة العراقية على أسس مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدولة. كما حثّ الجانبان الحكومة العراقية على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية من خلال النظر بصورة عاجلة في التظلمات المشروعة لكافة مكونات المجتمع العراقي، وذلك بتنفيذ الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها الصيف الماضي، والتأكّد من أن كافة الجماعات المسلحة تعمل تحت سيطرة صارمة من قبل الدولة العراقية. حل سياسي في سوريا أكد القادة التزامهم بالعمل نحو التوصل إلى حل سياسي مستدام في سوريا ينهي الحرب ويؤسس لحكومة شاملة تحمي الأقليات العرقية والدينية وتحافظ على مؤسسات الدولة، مؤكدين أن الأسد قد فقد شرعيته ولن يكون له دور في مستقبل سوريا. وأيدوا بقوة بذل المزيد من الجهود لتقويض وتدمير تنظيم داعش، وحذروا من تأثير الجماعات المتطرفة الأخرى، كالنصرة التي تمثل خطرا على الشعب السوري، وعلى المنطقة والمجتمع الدولي. وأعربوا عن قلقهم العميق بشأن استمرار تردّي الوضع الإنساني في سوريا وإدانتهم منع توزيع المساعدات على السكان المدنيين من قبل نظام الأسد أو أي طرف آخر. وقرر القادة، التحرك معاً لإقناع كافة الأطراف الليبية بقبول اتفاق تقاسم السلطة وفق مقترحات الأممالمتحدة والتركيز على مكافحة الوجود المتنامي للإرهاب في البلاد. دولة فلسطينية مستقلة أكدت دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة بقوة على ضرورة تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس اتفاق سلام عادل وشامل ودائم، يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام. ولتحقيق ذلك الهدف، شددت الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون، على أهمية مبادرة السلام العربية لعام 2002 والحاجة الماسة لأن يُظهر طرفا الصراع، من خلال سياساتهما وأفعالهما، تقدما حقيقيا لحل الدولتين. وقررت دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة، مواصلة العمل معا للمضيّ قدما بهذا الخصوص، وتعهدت بمواصلة الوفاء بتعهداتها لإعمار غزة، بحيث تشمل التعهدات التي التزمت بها في مؤتمر القاهرة في أكتوبر 2014. دعم الحكومة اللبنانية أعرب القادة عن قلقهم بشأن التأخير في انتخاب رئيس جديد للبنان، وناشدوا كافة الأطراف للعمل على تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية، مؤكدين أهمية تحرك البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وفق الدستور. وأكدوا تصميمهم على دعم الحكومة اللبنانية في تصديها لتنظيمي داعش والنصرة اللذين يهددان أمن واستقرار لبنان. وتعهد القادة بتوطيد العلاقات الأمريكية الخليجية بشأن هذه القضايا وغيرها من القضايا الأخرى من أجل بناء شراكة إستراتيجية قوية ودائمة وشاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليميين. واتفقوا على عقد اجتماعهم القادم في عام 2016، بهدف التقدم والبناء على الشراكة الإستراتيجية بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدةالأمريكية التي تم الإعلان عنها اليوم. سمو ولي العهد وأمير قطر والرئيس الأمريكي أوباما يتوسّط القادة الخليجيين في ختام القمة