يستعد لبنان الرسمي لاستقبال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم حاملًا في جعبته العديد من الملفات الساخنة التي شكّلت على الساحة اللبنانية مادة دسمة زادت التجاذب السياسي بين قوى 8 و14 آذار بين رفض الأولى زيارة كي مون وإعلانها عدم مقابلته وبين ترحيب الأخرى بالزيارة واصفة إياها ب»المفصلية» على الساحة اللبنانية. وبالرغم من رفض «حزب الله» الاجتماع بأمين الأممالمتحدة إلا أن «اليوم» علمت بجهود كثيفة يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري على أكثر من صعيد لإقناع «حزب الله» بضرورة التراجع عن موقفه نظرًا لما قدّمته الأممالمتحدة للبنان من مساعدات في أحلك الظروف. وفيما ينهمك المسؤولون اللبنانيون للقاء الامين العام للأمم المتحدة. أفادت أوساط قريبة من «حزب الله» ل»اليوم» أن الامين العام ل»حزب الله» حسن نصر الله سيلقي كلمة غدًا عبر شاشة في نهاية مسيرة ستنظم في بعلبك يتوقع ان يتناول فيها التطوّرات السياسية الداخلية والخارجية ولا يستبعد ان يتطرّق الى زيارة بان كي مون للبنان، التي تتزامن مع موعد إلقاء الكلمة. وفي وقت بدا فيه أن الملف الأمني سيكون الأبرز في نقاشات كي مون في بيروت بحسب أوساط دبلوماسية ل»اليوم»، إلا أنها أكدت في الوقت نفسه انه سيثير ملفي الحوار حول السلاح الموجود خارج سلطة الدولة والتجديد قال عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دو فريج في حديث ل «اليوم»: «أظن أن الشيخ «يزبك» رسم خريطة طريق ل»حزب الله» وكتلة «الوفاء للمقاومة». لو كنت مكان «حزب الله» لكنت اجتمعت مع كي مون للدفاع عن وجهة نظري؛ لأن عدم الاجتماع فيه نقطة ضعف وانعزال».للبروتوكول الخاص بالمحكمة الدولية. ويبدو واضحًا ل»اليوم» ان الحوادث الأمنية التي حصلت في الجنوب مؤخرًا «أزعجت الأممالمتحدة نظرًا لأن «اليونيفيل» في الجنوب من أجل حماية لبنان وهنا تقع على حكومة لبنان مسؤولية تأمين حماية لقوات الطوارئ الدولية، من هنا سيتطرّق كي مون الى القرار 1701 وأهمية الحفاظ على استقرار الجنوب، وسيطرح موضوع إدارة الحدود والتأكد من عدم تهريب الأسلحة عبرها»، بحسب مصادر سياسية مراقبة ل»اليوم». تحضيرات للقاءات وعشية زيارة كي مون، جال المنسّق الخاص للامم المتحدة بالإنابة روبرت واتكنز على عدد من المسؤولين عارضًا لتحضيرات الزيارة ناقلًا تطلعه الى اجراء محادثات مع اكبر عدد ممكن من القادة اللبنانيين فيما خصّ ضمان استمرار الاستقرار والامان في لبنان، إضافة الى تأمين التزامات لبنان الدولية وكل قرارات مجلس الامن. واشارت مصادر سياسية ل»اليوم» الى ان «بان طلب من واتكنز اجراء الاتصالات اللازمة لتأمين لقاءات مع اوسع شريحة من السياسيين وعلمنا ان كي مون سيطرح مع المسؤولين اللبنانيين والقيادات التي سيلقيها في برنامج حافل يتضمّن تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701، السُّبل الكفيلة بضمان الامن في الجنوب، إسناد دور أكبر للقوات اللبنانية النظامية «الجيش وقوى الامن في منطقة انتشار اليونيفل»، تأمين التزامات لبنان الدولية والعمل لوضع قرارات مجلس الامن المتعلقة بلبنان موضع التطبيق، لا سيما القرار 1559 لجهة جمع السلاح من الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. ورأت كتلة «المستقبل»، في بيان بعد اجتماعها الدوري «أهمية استثنائية» للزيارة التي سيقوم بها بان إلى لبنان، مشيرة الى «أنّ المواقف السلبية الصادرة عن بعض القوى والشخصيات، خصوصًا قيادات في «حزب الله»، تجاه الزيارة، من شأنها، ليس فقط وصم هذه القوى بصفاتٍ سلبية تزيد من عزلتها، ولكنّها أيضًا تنعكس سلبًا على لبنان وصورته وهو الأمر الذي يقتضي بالحكومة التنبه إلى مخاطره والعمل على معالجته مع الأمين العام للأمم المتحدة بما يقتضيه من إحساس بالمسؤولية الوطنية وإدراك للمخاطر التي يمكن أن تترتب على ذلك». وبدورها، اعتبرت الامانة العامة لقوى 14 آذار، في بيان، ان «زيارة بان للبنان تضع المسؤولين امام محك الالتزام الفعلي بالقرارات الدولية من خلال تدابير وخطوات تنفيذية وعملية تتجاوز إطار التصريحات والمواقف». حزب الله والزيارة وحول التهديدات الضمنية التي صدرت عن «حزب الله» بخصوص زيارة كي مون على لسان الشيح محمد يزبك وتلاها موقف النائب نوار الساحلي الذي اكد أن «حزب الله» لم يُقررالمشاركة في لقاءات كي مون، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب نبيل دو فريج في حديث ل «اليوم»: «أظن أن الشيخ يزبك رسم خريطة طريق ل»حزب الله» وكتلة «الوفاء للمقاومة». لو كنت مكان «حزب الله» لكنت اجتمعت مع كي مون للدفاع عن وجهة نظري؛ لأن عدم الاجتماع فيه نقطة ضعف وانعزال». وعمّا يتوقع أن تنتج زيارة كي مون الى بيروت على المستوى السياسي، اوضح دو فريج انه «سيبحث في مستقبل «اليونيفيل» ودورها في ظل الهجوم الذي تعرّضت له في الفترة الأخيرة، مما دفع الدول المشاركة الى المطالبة بنوع من الضمانات من الحكومة اللبنانية، كما سيبحث في ملف المحكمة الدولية واعتقد ان «حزب الله» يرفض رؤية بان كي مون من اجل هذا الملف».