من يكتب مقالاتٍ أو تغريدات في الشؤون والقضايا الزوجية، فلا شك أنه يلقى تفاعلاً واهتماماً من كافة فئات المجتمع، كيف لا وقد لامس - بحرفه - همومهم وقضاياهم الأساسية، إذ إنّ هَمّ استقرار الأسرة وسعادتها من أولوياتهم، لكن ما يلفت انتباهي هو مشاكسة بعض القراء، وهجومهم، واتهامهم للكاتب بالتحيز مع الجنس الآخر، فإن كان المشاكس رجلاً اتهمك بالتعاطف مع المرأة، وأنك تميل مع من يبكي أكثر، وإن كانت امرأة اتهمتك بالميل مع الرجال، وأنك أحد مخرجات هذا المجتمع الذكوري، ومثلهم مَن تسمعهم في مجلس من مجالسك، فتسمع رجلا يحمّل الزوجات كل مشكلات الحياة الزوجية، أو امرأة تحمل الرجال - كل - مصائب النساء. أتألم لحال هؤلاء حينما أستمع إليهم، أو أقرأ كتاباتهم، وأشفق عليهم وعلى من ابتلي بالقرب منهم، زوجاً أو زوجة. فما الذي ترجوه من رجل يذم كل النساء، أو امرأة تذم كل الرجال؟، هل ترجو من أي منهما السعي لإصلاح الحال، وقد أغلق عن نفسه باب الأمل؟. هؤلاء لم يحمّلوا أنفسهم مسؤولية الفشل، لكنهم يُقلبون قلوبهم على ناره، ويكوون أجسادهم برمضائه. ولقد خلصت بالتتبع إلى أن أكثرهم - إن لم يكن كلهم - أساسُ المشكلة، وسبب الفشل، لكن تنقصهم الشجاعة التي تؤهلهم للاعتراف بذلك، أو على الأقل المسؤولية التي تدفعهم للإصلاح، فوجدوا أن أسهل الطرق هو اتهام الطرف الآخر وإلقاء التبعة واللوم عليه. نصيحتي لهؤلاء: استروا أنفسكم، ولا تنشروا غسيلكم، واتقوا الله فيما تقولون وما تكتبون، فقد يوافق قلباً خالياً يتلقاه بالقبول، فتكونون سبب إحجامه عن الزواج، أو تردده، أو دخوله فيه بتوجس من الجنس الآخر وتغليب لسوء الظن فيه. أسأل لهؤلاء وغيرهم حياة هنية وعيشة رضية.