لا يهمني كيف حقق «النصر» بطولة الدوري لهذا العام، ولا يعنيني هل حققها بجدارة أم لا، بقدر ما يهمني أن «العالمي» سجل نفسه بطلا لدوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين للمرة الثانية على التوالي، فالتاريخ لن يدون فيه سوى أنه البطل المتوج، وما عدا ذلك ضرب من "الهبال" ومضيعة للوقت لا تقدم ولا تؤخر. النصر قدم مهر البطولة باكرا باستقطابات مميزة وتعاقدات كلفت خزينته عشرات الملايين، ورئيسه عرف من أين تؤكل الكتف، فانبرى لنقل فريقه من حضيض المظلومية والبكاء على الأطلال واتهام اللجان إلى منصات التتويج وقارعة البطولات وهنا مربط الفرس كما يقولون. التهاني موصولة لكافة النصراويين بهذه البطولة الغالية بلا استثناء، ولن أبالغ إن قلت إنه زمن العالمي، فلكل زمان دولة ورجال، ولن أجافي الحقيقة لو قلت إن النصر يتسيد المشهد حاليا، فنجومه هم الأفضل، ورئيسه هو الأروع والأمثل، وجماهيره باتوا علامة فارقة في كل الأحوال. الأهلي الوصيف أو البطل غير المتوج كما تحدثت عنه سابقا هو الأفضل فنيا لكنه لم يأكل بيده حتى يحقق اللقب العصي عليه منذ ثلاثة عقود فبات أسيرا لخدمات غيره من أجل أن يحقق المعجزة، لذلك بات يراوح الوصافة مستمتعا بالفرجة على النصر الذي أغلق عليه كل المنافذ دون أدنى رحمة أو شفقة. الهلال كبير الدوري ببطولاته تبدلت أحواله بقدرة قادر ليخلف النصر إبان حقبة سنواته العجاف، فظهر حملا وديعا يدعي المظلومية ويلقي باللائمة على اللجان والحكام، وهنا دلالة دامغة على فشله وسوء صنيع مسيِّريه، فليس الهلال من يقف بوجهه ظلمُ حكم أو مؤامرة لجنة أو حتى كراهية رئيس اتحاد اللعبة. في زمن الجابر والثنيان وأيام كوكبة الذهب لم نسمع مثل هذه الترهات التي خرج بها رئيسه عشية خسارته من النصر، على الرغم من الحروب التي كان يعاني منها من قبل بعض المسؤولين آنذاك ولعل في حادثة منع أبرز نجومه من المشاركة في الاستحقاق الآسيوي والاكتفاء بلاعبين فقط ما يؤكد كلامي هذا. ياهلاليون هلالكم قتلتموه بأيديكم مع سبق الإصرار والترصد ووأدتم حلما وزرعا كان سيثمر هذا الموسم بعد اجتماع أعضاء شرفكم في تلك الليلة المشؤومة، هلالكم لن يعود بهكذا حلة، ولن يعرف للمجد طريقا، اعترفوا بفشلكم واعتذروا عن سوء عملكم وتكاتفوا وكونوا كما عهدناكم يدا واحدة وقلبا واحدا، عندها فقط سيعود زعيم الأندية وكبير الرياض لسابق عهده ومجده. أخيرا أكرر المباركة للنصراويين كافة بلقب الدوري، ولكنني لن أتجاهل الفضائح التي صاحبت لقاء الهلال بالنصر والتي تأتي امتدادا لمهازل وكوارث سابقة، بداية من طاقم التحكيم ومرورا بمهازل ذلك الشرفي وانتهاء بعقوبات لجنة الانضباط، والتي بصمت بالعشرة على أن اتحاد عيد نقطة سوداء في تاريخ الرياضة السعودية وأنه العهد الأسوأ على الإطلاق. قبل الطباعة ما بين عقوبة تهمة البلوي لاتحاد القدم بالفساد وما بين تهمة الحميداني للاتحاد ذاته بالمحاباة والمحسوبية، يحق لنا جميعا أن نمد كلتا "قدمينا" أعزكم الله على طريقة أبي حنيفة ونردد بصوت عال: "رياضتنا في ذمة الله". وعلى دروب الخير ألتقيكم بحول الله في الأسبوع القادم ولكم تحياتي.