نفذ مواطن سعودي مبادرة لتنظيم مقبرة الدمام من خلال توثيق المقابر بأرقام صممها على لوحات معدنية بارزة ومربوطة بأجهزة حاسب آلي وفق قاعدة بيانات تم انشاؤها لتسهيل التعرف على مكان القبر. وتستهدف المبادرة قرابة 10 آلاف قبر في الشرقية، وتحتوي المبادرة على لوحات ارشادية كبيرة وضعت في المدخل الرئيسي للمقبرة تسهم في التعرف على المقابر القديمة والحديثة، وتكفل المواطن بتنفيذ المبادرة على نفقته الخاصة. وأكد صاحب المبادرة المواطن طارق الزايدي -متقاعد بشركة ارامكو السعودية- أن الهدف من المبادرة هو توثيق القبور والعودة لها أثناء الزيارة في حالة رغبة ذوي المتوفى زيارة قبر قريبهم. وأكد الزايدي ان المبادرة اجتهاد شخصي تم البدء به منذ 6 أشهر ويعمل معه فريق متخصص، ويرتبط الترقيم بأجهزة كمبيوتر وفي حال رغبة بعض الأشخاص القدوم إلى المقبرة للزيارة والدعاء للمتوفى وغاب عن اذهانهم موقع القبر يتم استقبالهم في ادارة المقبرة وتقديم العون لهم وتحديد موقع المقبرة. وأضاف الزايدي إن الفكرة تم تطبيقها في بعض المقابر في الرياض والقصيم ونالت تقدير الجميع، مؤكدا انه تم التنسيق مع بلدية غرب الدمام. وتساءل المواطن عبدالرحمن المالكي عن دور أمانة المنطقة الشرقية والبلديات في المحافظات لدراسة جدوى وضع أرقام تسلسلية على «القبر» تسهم في التعرف عليه بسهولة. وأكد على أنها آلية جيدة لتوضيح القبور، وبارك المالكي مبادرة المواطن الزايدي، ولفت إلى أن هذا التنظيم يسهم في معرفة قبور الموتى وسهولة الوصول إليها خصوصا من يهتم بزيارة القبور للدعاء للموتى واخذ العظة والعبرة من ذلك. وقال صالح الدوسري إنه يعاني كثيراً عندما يطلب منه اخوته أن يصف لهم قبر والدهم لزيارته، مشيراً إلى أنهم لا يستطيعون الوصول إليه لعدم وجود علامة على قبره تساعدهم في التعرف عليه، إلا أن مبادرة الزايدي سهلت الوصول إلى مقبرة والدهم. ويوافقه الرأي، عبدالرحمن العلي مؤكداً على أن المقبرة كانت قديما غير منظمة، وشكر العلي الزايدي على مبادرته الجميلة التي لم تستطع الامانة أو الشئون الاسلامية تنفيذها، مؤكدا انه في السابق لم يستطع تحديد قبر والدته، كما أن ذاكرته لم تسعفه في التعرف على قبرها عندما اراد زيارة قبرها بعد فترة قصيرة من وفاتها لا تتجاوز تسعة أشهر. وقال لم أتوقع أن أنسى قبر والدتي على الرغم من أنني وضعت أمامه حجراً إلا أنني لم استطع التعرف عليه، مرجعاً ذلك إلى أن الكثير من المواطنين لا يوجد لديهم حل للتعرف على قبور موتاهم إلا أن يضعوا أمامها الحجر، متسائلاً عن دور الجهات المعنية في ذلك؟. «اليوم» بدورها تواصلت مع مدير فرع الشؤون الاسلامية عبدالله اللحيدان، ومفتي الشرقية الشيخ خلف المطلق للتعليق على الموضوع الا انه لم تتم الاجابة عن التساؤلات حتى اعداد التقرير للنشر. في حين أوضح متحدث أمانة الشرقية محمد الصفيان أن هذا العمل يتم بالتنسيق مع الوكالة منذ فترة، ويرى الصفيان ان توثيق القبر أمر مطلوب، ويمكن نقل تجربة مقابر الرياض، بمعنى أن تقوم الأمانة بتأسيس وحدة رقابة لإكرام الموتى تقوم بتنظيم وتوزيع حفر القبور وترقيم الصفوف، وايضا يتم توثيق التسجيل لاصحاب القبور في مكتب اكرام الموتى لإرشاد الزوار في مكتب بجوار مدخل المقبرة لساعات محددة. واضاف في حالة إمكانية توفير ذلك من الامانة يمنع أي متطوع للقيام بأعمال داخل المقبرة؛ حرصا على تقديم الخدمة بكل أمانة. مخطط توضيحي في لافتة بمدخل مقبرة الدمام مدعم بالأرقام