قابلت أحد الزملاء الأعزاء الذين قضوا فترة طويلة في الإعلام وكان يشتكي لي من أنه لم يحقق ما كان يصبو إليه من نجاحات، وبعد حديث طويل قلت له: لماذا لم تنهج هذا الأسلوب الذي تقتنع به في عملك، فأجابني بسؤال: من سيسمح لي بذلك؟، فقلت له: سأجيبك بعبارة الروائية الروسية آين راند: (السؤال الذي ينبغي طرحه هو ليس من سيسمح لي.. بل من سيوقفني)؟. صاحبنا هذا هو رجل تقليدي في خياراته وقراراته ولذلك لا نتوقع أن يحقق الكثير مادامت هذه العقلية «التقليدية» مسيطرة على تفكيره وقراره، وكثير من النجاحات في حياتنا فقدناها لأننا عملنا ما ينتظره الناس منا لا ما نريده نحن، والاستسلام لقاعدة «الجميع يفعلون هذا» يجعلنا نسخا مملة، والذين يفكرون بطريقة غير تقليدية وكما يريدون هم يقدمون النجاحات الأكثر بروزاً من حولنا. «الخيار غير التقليدي» ليس خياراً سهلاً، وليس طريقاً سالكاً محفوفاً بالزهور، وفي كل مجتمع هناك أناس كثر مهمتهم محاربة الخيارات غير التقليدية، وكما يقول الملياردير وارن بافت: (سيحاول الناس منعك من القيام بالتصرف السليم إن كان غير تقليدي)، وفي مجتمعنا ينشط أناس همهم تحجيم الخيارات المتاحة أمامك. ليس المقصود في حديثنا هو المخالفة في الاختيار لذات المخالفة على طريقة «خالف تعرف»، ولكن الهدف الحقيقي هو تحديد المهن التي نعمل بها، والأساليب التي نعيش بها حياتنا وفق ما نريده ونختاره، فالكثيرون من حولنا يعيشون الحياة التي قررها غيرهم، ويعملون في الوظائف التي لا يحبونها وليست هي مهارتهم الحقيقية، واستعادة حياتك حق مشروع دائماً. العبارة المهمة التي علينا تذكرها دائماً هي: «المسؤول الوحيد عن رفاهيتك ونجاحك هو أنت»، والاستسلام للنسق الاجتماعي العام سيجعلك سفينة بلا قبطان، وكل ما عليها الاستجابة لأمواج الرياح «التقليدية» من حولك، وسترسو حياتك في الأخير عند ميناء لا تريده ولم تختره. هناك دائماً أسلوب أفضل لإدارة حياتنا، وهناك دائماً خيارات أوسع لم نفكر بها، وستكون حياتنا بخير ما لم نفقد الحماس بما نؤمن به، والسر الذي اكتشفه الناجحون أنه بالإمكان تغيير قواعد اللعبة.