ضمن النشاطات الثقافية التي ينظمها النادي الأدبي بمنطقة تبوك في الموسم الحالي استضاف النادي مساء الاثنين الماضي ورقة عمل بعنوان " الطريق إلى مكة" قدمها المحاضر بكلية المعلمين بتبوك/ عبد الهادي بن أحمد العوفي وأدارها محمد بن فرج العطوي وذلك بالصالة الثقافية بمقر النادي. في بداية الأمسية قدم العطوي نبذة تعريفية عن مقدم الورقة ثم بدأ العوفي استعراض ما تتضمنه ورقة عمله من عناصر ومجالات في سبيل الطريق إلى مكة والتي كانت بدايتها كيفية السير على هذا الطريق بالأساليب والطرق التي تضمن الوصول للهدف المبتغى، وقال المحاضر إن أعظم من عرفهم التاريخ كان يستمدون قوتهم من قوة أكبر، قوة غير متظورة، تتجاوز في إيحاءاتها وعظمتها قدرات الجنس البشري، واستشهد العوفي بقول الدكتور توم رودل الذي قال: التقط أي معجم في مكتبتك وستجد في كل منها معنى جديداً لمكة وهي عبارة عن بلوغ أعلى مراتب السعادة، المكان الرائع الذي تحب أن تكون فيه، مركز لنشاط خلاق يبتغيه أناس يجمعهم هدف مشترك، تحقيق أهداف الحياة السامية... وقال العوفيإن تلك بعض المعاني اللغوية لكلمة مكة.. أذن مكة أكثر من مكان في الأرض يمكن أن يحقق الثراء الروحي والأشباع النفسي والطمأنينة الداخلية.. إذن هيا معاً إلى مكة. وأضاف العوفي قائلاً:إن خطة الطريق إلى مكة عبارة عن خمسة أسئلة تشتمل على الآتي: س: أين أنت الآن؟ وماذا تريد أن تكون؟ تلك هي الأسئلة التقليدية لأية عملية تطويرية أو تخطيط على المستوى الشخصي أو المؤسسي.افرد خارطة الحياة أمام ناظريك لترى في أي المدن تقيم؟ وإلى أين تسير؟ وتحدث عن خمس مدن تعكس خمس شخصيات وأنماط متفاوتة بين الإيجابية والسلبية وقال إن أول هذه المدن هي مدينة قنوط أو الجحيم وهي عبارة عن مدينة البؤس والأحباط والمعاناة، المدينة الثانية مدينة القلق أو البرزخ وهي منطقة الأعراف ما بين السعادة والشقاء وما بين اليأس والأمل، أما المدينة الثالثة مدينة الوسطية وهي مدينة التقليديين حيث الأحلام المتواضعة والعقول الخاملة، تعقبها المدينة الرابعة وهي مدينة الوفرة والثراء والمظاهر البراقة والنجاح المظهري المدينة الخامسة والأخيرة هي مكةالمكرمة مدينة الفضل الإلهي ومدينة السلام والطمأنينة والثراء الروحي والإنساني. وقدم إجابة حول أسئلة عديدة منها: كيف ستشق طريقك ومتى تعرف أنك وصلت. وفي نهاية ورقته قال: إن الإنسان يطمح في حياته إلى الوصول لهدف معين، فالذي ليس له هدف فهو غير موجود ويعيش عيشه ليس لها معنى وهذا عائد إلى ما يكتسبه الإنسان من قوة في الطموح وعزيمة هائلة توصله إلى مبتغاه وهدفه السامي والنبيل. المداخلات عقب ذلك فتح باب المداخلات التي شارك فيها الدكتور موسى العبيدان والدكتور أحمد الحسين والدكتور عزام الشجراوي والدكتور محمد فضل وقد تمحورت مداخلاتهم حول وضع الإنسان وإمكانية وضع خطة إجرائية لحياته وأولها كيفية البداية ثم التثاقف في أمور الحياة، وكذلك ما قدمته هذه الورقة من وقفة خاصة لكل إنسان ليستشعر ما يدور حوله في هذا العالم الغريب. يذكر أن هذه الندوة قد نالت استحسان جميع الحاضرين من أدباء ومثقفين وذلك لما نهجه المحاضر من أسلوب جديد في عرض أفكاره وتخيلاته العميقة والتي تحاط ببعض الفلسفة الثقافية.