أعلنت وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) ان مركبة فضائية غير مأهولة تابعة لها ظلت تتأرجح في مدارها عقب فشلها في رحلة لنقل إمدادات إلى محطة الفضاء الدولية هوت محترقة الى الغلاف الجوي لكوكب الارض أمس الخميس. وقالت (روسكوزموس-59) في بيان إن الكبسولة (بروجرس) الروسية المحملة بأكثر من ثلاثة أطنان من الأغذية والوقود والمؤن حادت عن مدارها الساعة 10:04 بالتوقيت المحلي (الساعة 0204 بتوقيت جرينتش) ، وقال البيان إن المركبة احترقت وهي تحلق فوق القطاع الأوسط من المحيط الهادي. ومن المتوقع احتراق معظم أجزاء المركبة خلال هبوطها بسرعة عالية عبر طبقات الغلاف الجوي للارض لكن ربما تكون قطع صغيرة سليمة منها قد سقطت في مياه المحيط ، وقالت الوكالة في بيان أمس "لن تصل سوى قطع صغيرة قليلة من عناصر المركبة الى سطح الارض" وهو مثل ما يحدث احيانا في نهاية مهام روتينية سابقة للمركبة. و كانت مركبة الشحن انطلقت على متن صاروخ سويوز من قاعدة بايكونور في قازاخستان في 28 من أبريل لكنها لم تصل إلى المحطة الفضائية الدولية وهي معمل أبحاث تكلف 100 مليار دولار يحلق على ارتفاع 418 كيلومترا من سطح الارض. وفقد مراقبو الرحلة الاتصال بمركبة الشحن بعد وقت قصير من وصولها إلى مدارها وأظهرت أجهزة رادار المتابعة أن المركبة بدأت تهوي ، وقالت وكالة الفضاء الروسية إن تحقيقا يجري لمعرفة سبب الحادث ، وكانت روسيا أرسلت 62 رحلة لهذه المركبة لنقل شحنات الى المحطة الدولية وأخفقت مهمتان منها. وبرنامج الفضاء الروسي موضع فخر للمواطن الروسي وترجع جذور ذلك إلى الحرب الباردة التي شهدت "سباق فضاء" مع الولاياتالمتحدة لكن انهيار الاتحاد السوفيتي قلص الأموال المخصصة لبرنامج الفضاء الذي واجه مشاكل في السنوات القليلة الماضية. وتخطط روسيا لتطوير محطة فضاء خاصة بها بحلول عام 2023 لكن القيود الاقتصادية تتنامى ، وقلصت الحكومة الروسية إنفاقها في معظم القطاعات الاقتصادية مع اتجاه البلاد إلى كساد إثر فرض عقوبات اقتصادية غربية عليها بسبب الأزمة الأوكرانية وانخفاض أسعار النفط على مستوى العالم وهو من الصادرات الاساسية لروسيا. وتعرضت خطة بناء قاعدة فوستوتشني الفضائية الجديدة في أقصى شرق روسيا لعدة مشاكل منذ بدء المشروع عام 2011 والغرض منها أن تحل محل قاعدة إطلاق بايكونور.