جدد طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع عسكرية للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات بين جماعة الحوثي والمقاومة الشعبية بمناطق مختلفة من اليمن، وطالبت الحكومة اليمنية مجلس الأمن الدولي بتدخل عسكري بري «لإنقاذ اليمن» متهمة المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالفة معهم بارتكاب «فظائع»، وكشف رئيس الأركان اليمني الجديد محمد علي المقدشي أن الحوثيين تلقوا تدريبات في جزيرة بإريتريا، واتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ميليشيات الحوثي وحلفاءها في اليمن بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين اليمنيين من خلال عمليات القصف والخطف التي ترتكبها، وطالبت المتمردين الحوثيين بضرورة تجنيب المدنيين آثار الصراع القائم، وكشفت أن المدنيين في عدن يواجهون أوضاعًا مأساوية مطالبة الحوثيين وقوى يمنية انقلابية أخرى بحمايتهم وليس ترهيبهم. تدخل بري سياسيًا ناشد اليمن المجتمع الدولي التدخل السريع بقوات برية لإنقاذ عدن وتعز، ودعا المنظمات الحقوقية الدولية لتوثيق خروقات الحوثي. وأكد اليمن في رسالة لمجلس الأمن مقتل أطفال ونساء في مجزرة حي التواهي التي ارتفعت حصيلتها إلى 86 قتيلاً، كما اتهم اليمن الحوثيين بتعمد استهداف النازحين. وحثت الرسالة التي سلمها سفير اليمن لدى الأممالمتحدة خالد اليماني المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على توثيق الانتهاكات «الهمجية» ضد السكان العزل، واتهمت الحوثيين بقتل أبرياء وعرقلة الفرق الطبية. وكتب اليماني في الرسالة أن كل من ارتكب جريمة لن يفلت من العقاب، وأن الحكومة ستستخدم كل السبل لتقديم الحوثيين والقوات المؤيدة للرئيس السابق علي عبدالله صالح للعدالة الدولية كمجرمي حرب. واتهمت الحكومة اليمنية في رسالتها المتمردين الحوثيين بارتكاب «فظائع» بينها استهداف مدنيين اثناء محاولتهم الفرار من البلاد، مشيرة الى أنها «تدعو المنظمات الانسانية الدولية إلى توثيق هذه الانتهاكات الهمجية ضد سكان عزل». واتهمت الرسالة الحوثيين خصوصًا ب«استهداف كل ما يتحرك في مدينة عدن» وبمنع فرق الاغاثة الانسانية من الوصول الى السكان و«باطلاق قذائف المدفعية الثقيلة على عائلات تحاول الفرار من احياء محاصرة» في عدن. اقتراح أممي من جهته اقترح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أطراف الأزمة اليمنية عقد جلسات مفاوضات في جنيف الاثنين المقبل، لا سيما بعد رفض جماعة الحوثي اقتراح الرئيس عبدربه منصور هادي عقد الحوار في الرياض. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر دبلوماسية لم تسمها أن بان كي مون أجرى أمس الأربعاء اتصالًا هاتفيًا مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري -الذي وصل السعودية لبحث وقف القصف الجوي في اليمن- واتفق الطرفان على ضرورة العمل من أجل تطبيق هدنة إنسانية للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة إلى داخل اليمن. وكان فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ألمح للصحفيين في نيويورك بأن المفاوضات المزمعة بين الأطراف اليمنية قد تجري في جنيف، وأن بان كي مون قد يشارك في الجلسة الافتتاحية للمفاوضات إذا ما أعلنت الأطراف موافقتها. تدريب في إريتريا من جهته، قال رئيس الأركان اليمني الجديد محمد علي المقدشي: إن إيران دعمت بالسلاح والتدريب مليشيا جماعة الحوثي، وأضاف إن الحوثيين تلقوا تدريبات في جزيرة بإريتريا. ونقلت عنه «الجزيرة» أن خبراء عسكريين من إيران وسوريا ولبنان موجودون في اليمن لمساعدة الحوثيين. وكان القيادي في الحزب الإريتري للعدالة والتنمية المعارض شوقي أحمد كشف للجزيرة عن وجود معسكرات في إريتريا عملت منذ 2009 على تدريب الحوثيين وغيرهم من الخلايا الإيرانية في الخليج استعدادًا لما وصفها بمرحلة إحداث الفوضى فيه. وبيّن المعارض الإريتري -في تصريحات بالعاصمة البريطانية لندن- أن هذا الأمر جاء عقب توقيع اتفاقية تعاون إريترية مع إيران عام 2009، تدفقت بموجبها الأسلحة عبر إريتريا لليمن، وهو ما يفسر التقرير الأممي الأخير الذي تحدث عن قيام إيران بتزويد الحوثيين بالسلاح منذ العام نفسه. وقال: إن الاتفاقية نصت على تدريب الحوثيين في إريتريا والجزر الإريترية، ثم نقلهم إلى اليمن لخوض المعارك هناك. غارات وقال شهود وسكان محليون في صنعاء للأناضول: إن مقاتلات التحالف شنت في وقت مبكر من يوم امس غارات جوية استهدفت موقع «فج عطان» الذي يضم ألوية الصواريخ في الجنوب الغربي للعاصمة، ما أحدث انفجارات عنيفة سمع صوتها في أماكن بعيدة. وفي الحديدة غربي اليمن، قال شهود عيان للأناضول أيضًا: إن مقاتلات التحالف استهدفت بخمس غارات جوية مواقع للدفاع الجوي والطيران في مطار الحديدة العسكري، وإن الدخان تصاعد من المواقع التي تم قصفها، دون ذكر مزيد من التفاصيل. اشتباكات بعدن وتعز واندلعت اشتباكات عنيفة فجر امس الخميس بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي في منطقة دار سعد بمدينة عدن جنوبي اليمن. ويأتي ذلك بينما اتسعت موجة النزوح في عدن في ظل ظروف إنسانية صعبة ومقتل عشرات النازحين بفعل قصف الحوثيين.