واصلت عاصفة الحزم في يومها السادس على التوالي غاراتها على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حيث شهدت الساعات الأولى من فجر امس أربع غارات جوية على المعسكر 131 مشاة في صعدة شمال اليمن، واستهدفت معسكرين للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين صباح أمس بأربع غارات في الضالع جنوب اليمن. واستهدفت الغارات مواقع عسكرية شمال العاصمة اليمنية، ومستودعات ذخيرة تابعة للحوثيين في منطقة فج عطان، بينما سمعت أصوات انفجارات في مواقع عسكرية شمال المدينة, وأعربت مصادر سياسية وعسكرية يمنية عن مخاوفها من استغلال إرتيريا الظروف اليمنية الحالية وتكرر بدفع إيراني احتلالها لأرخبيل جزر حنيش. غارات الفجر ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن غارات جوية استهدفت فجر امس الثلاثاء معسكرات موالية للحوثيين في مدينتي تعز والحديدة. وتعرضت العاصمة اليمنية الليلة قبل الماضية لغارات جوية هي «الأعنف» منذ بدء عمليات القصف التي يشنها التحالف العربي على مواقع الحوثيين كما افاد سكان محليون امس. وإلى جانب صنعاء تواصلت الغارات الجوية واصابت مواقع للحرس الجمهوري ومواقع دفاعات جوية في عدة مناطق باليمن بحسب سكان. وقال احد السكان ويدعى عاصم الصبري لوكالة فرانس برس: «لقد شهدنا الغارات الأعنف» في صنعاء منذ بدء عملية التحالف العربي الخميس. وقال آخر: «كل معسكرات الحرس الجمهوري في محيط صنعاء وكذلك مطار العاصمة تعرضت للقصف طوال الليل». وهدف التحالف الذي يضم عشر دول عربية إلى تدمير البنى التحتية العسكرية للمتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين يهددون بالسيطرة على كافة انحاء اليمن. ووسع التحالف عملياته الى عدة محافظات في اليمن بينها مأرب قرب صنعاء والحديدة وتعز وعدن بحسب إفادات سكان. مخاوف يمنية وفي سياق ذي صلة أبدت مصادر سياسية وعسكرية يمنية مخاوفها من قيام إرتيريا باستغلال الظروف التي يعيشها اليمن في الوقت الراهن وتكرار احتلالها لأرخبيل جزر حنيش، بعد أن كانت قد فعلت ذلك في 1995 واستعاد اليمن حقه عبر اللجوء إلى التحكيم الدولي والحصول على حُكم ناجز في 1998. ونقلت «العربية» عن مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها: «هناك علاقات مشبوهة بين إيران وإرتيريا وتعاون عسكري بينهما ويمكن أن تلتقي الأطماع الإرتيرية التي لا تزال قائمة بشأن جزر حنيش الكبرى وحنيش الصغرى وزقر، رغم امتثال أسمرة لقرار هيئة التحكيم الدولية، مع النوايا الإيرانية المتربصة والمتحفزة للرد على التحالف العربي بأي طريقة دعمًا لحلفائها الحوثيين». وكانت إرتيريا قد قامت باحتلال جزر أرخبيل حنيش في 15 ديسمبر كانون الأول 1995 مستغلة خروج اليمن من أزمة سياسية عميقة وحرب طاحنة انتهت في السابع من يوليو 1994 بانتصار قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وحلفائه على القوات التي كانت تتبع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض. ويضم أرخبيل حنيش 43 جزيرة، أهمها جزر حنيش الكبرى وحنيش الصغرى وجبل زقر. ويُعد الأرخبيل أقرب الجزر اليمنية إلى الممرات البحرية في البحر الأحمر، للسفن المتجهة إلى مضيق باب المندب، أو القادمة مباشرة منه. وفي السّبعينيات سمحت اليمن للثوار الإرتيريين بتخزين الأسلحة في هذه الجزيرة لاستخدامها في صراعهم ضد النظام الإثيوبي. وحينها فضَّل اليمن خيار التفاوض السلمي واللجوء الى التحكيم الدولي الذي استغرق ثلاث سنوات وصدر لصالح اليمن في عام1998. وكانت تقارير دولية واستخباراتية قد كشفت في وقت سابق عن تواجد عسكري إيراني ومعسكرات تدريب للحرس الثوري الإيراني في الأراضي الإرتيرية وعلى طول الشريط الساحلي الإريتيري، وبالأخص في ميناء عصب الإريتيري، إحدى المناطق القريبة من السواحل اليمنية، وهو ما اعتبره مراقبون تهديدًا للدول العربية المطلة على البحر الأحمر وإسنادًا لجماعة الحوثي الشيعية المسلحة المدعومة من طهران. وقبل سنوات قليلة كشف تقرير استخباراتى غربى أن إيران قامت بإرسال المئات من عناصر فيلق القدس وضباط البحرية والخبراء العسكريين فى الحرس الثورى إلى إريتريا، وقامت بنصب عدد من بطاريات الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى والمضادة للطائرات والصواريخ الساحلية فى ميناء عصب، وذلك فى تعاون وثيق مع السلطات الإريترية وتحت غطاء اتفاقية تعاون رسمية عقدت بين البلدين إثر محادثات أجراها الرئيس الإريترى مع أحمدى نجاد أثناء زيارة الأول لطهران فى مايو 2008.